صنعاء نيوز /عبدالله حزام -
لا ادري كيف سيقرأ الرئيس الجديد كل المقالات الوعظية التي يدبجها يوميا آل بيت الصحافة ومن ورائهم هواة الكتابة من بعيد ومن يأتيهم نور الكتابة من بين أيديهم ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم ويريدون من الرئيس هادي أن يفرك خاتم سليمان فيأتيه الذي عنده علم من الكتاب ليتكفل بحل مشاكلنا بدءا من تدبير حق إيجار المنزل شهريا لمعدومي الدخل وانتهاء بالحصول على علاقية قات قطل بشكل يومي..وبعدها تخرب صنعاء!!
< من جانبي سأعتزل هذا الأسبوع الكتابة إلى الرئيس الجديد لإيماني بأن مايقارب السبعة ملايين يمني أرسلوا حكيما ولن يوصوه .. وسأنتقل إلى قاع المجتمع ..واستعرض معكم قرائي الأعزاء نسخة جاهلية من عنف أسبوع واحد والذي صار لدينا للأسف من المعلوم بالضرورة مع أن اليمني كان لايراه إلاّ في الأفلام والمسلسلات المدبلجة أو يتخيله في المنام على اعتبار أننا الأرقّ قلوبا والألين أفئدة ..
< لقد تابعنا جميعا خبر ذلك القاعدي ..(وانتبهوا أني لا أخوض في الأحماض الكيميائية).. بل اقصد (مُدبِر) تنظيم القاعدة الذي فجر نفسه مستعجلا لقاء الحور العين اللاتي سَيَكُنّ على شرف استقباله في السماء الدنيا ..طبقا لأخر مقطوعة وعظ وتشويق عُزفت له ذاك الصباح من ملالي التفجير ..ليحول بقعة من القصر الجمهوري بالمكلا إلى مسلخ يُذبح فيه أكثر من 20جنديا ..والسؤال المذبوح الذي أراه متفجرا أيضا في أنحاء الحدث ..والمطلوب الإجابة عليه من قاعديي المخبأ السري هو:أين تعيشون في بلاد الإيمان يمان ..أم في استديو تصوير مسلسل الكواسر بنسخته الجاهلية ؟!
< أما ثاني ورقة من تلك النسخة فهي إعدام رب أسرة بعد إدانته باغتصاب بناته الأربع واللواتي تتراوح أعمارهن بين التاسعة والرابعة عشرة.. وفي طابور الانتظار حسب الخبر رب أسرة أخر في مدينة إب سيلقى نفس المصير كونه عاشر ابنته مدة عامين ..نعوذ بالله من غضب الجبار..!!
< فيما الورقة الثالثة من عمران التي يقول الخبر:مصرع خمسة أشخاص بسبب (علاقية قطل)..!!وبالتأكيد تركها الخمسة الموالعة بعد أن قطعوا تذكرة موت جماعية بلاتخزينة إلى القبر..بالذمة على علاقي قطل..!!
< ورابع أوراق تلك النسخة :شاب يهشم رأس أبيه بأنبوبة غاز (أبو اتريك) ..بالله عليكم أين نحن من :(ولا تقل لهما أف) حتى نُكرِمَهم (بدبم)..!!
< عموما ..هذا غيض من فيض العنف الخبيث الطامح إلى حب الإفناء طبقا للعم فرويد.. وهو عنف مفصل على بني البشر الذين يحولهم إلى حيوانات لاحمة تتدرج فيها السادية وحب الموت والتدمير ..
< وبالطبع مانحن بصدده وبال مكتسب حتما من بعض الأهل وأصدقاء السوء والسوق والمدرسة والمقيل ..ولم يأت من المغول أو من قبائل التوتسي والهوتو مثلا.
< وللعلم والإحاطة.. أن من بين أبطال فنتازياعنف الأسبوع الماضي من عاش أو يعيش ظرفاً اجتماعياً مُحبطا.. ولاسامح الله من صادر حق الشباب في الوظيفة العامة وناولها للابن أو الاخ أو البزي أو عُتلٍ من أفراد عائلة ذلك المسئول الحكومي أو الحزبي لايفهم كوعه من بوعه .. نهبا لصاحب حق في الوظيفة وإيصاله إلى اقرب نقطة احتباس تتفجر عنفا وحقداً وكراهية ..!!..وينصب تركيزي على الوظيفة أكثر لأن المثل البلدي يقول: سيف الدولة طويل ..قال :سيف الحراف أطول.!!
< ومثل هذا كثير ..ولنا أسوة سيئة في التعليم بالتعذيب ..حيث الأسرة تتعامل مع الأبناء بطريقة الرفس والركض والكي وهلم جرا من عنف لفظي وجسدي..ومن بعدها المدرسة التي تستلم المهمة الأكثر إثارة فيتفنن معلم باسم على غير مسمى فيمارس صنوفا من العذاب الأكبر والعذاب الأدنى على تلاميذه ليثبت لنا بدائيته طبقا للرأي : كلما كان الإنسان بدائيًّا زاد ميلُه إلى العنف ..وكأن المدرسة نسق من انساق التنشئة على العنف..!!!!
< تلفتوا يمنة ويسرة ستجدون لدينا عنفا بالأطنان في الخطاب والرؤية الثقافية، فكم نغتال شخصاً ما بالكلمة انطلاقا من (سمعته، صفاته، معاييره، قيمه..) حتى أن البعض صار ينتدب نفسه لدور رسولي لمواجهة الجاهلية الحديثة حسب منطقه التكفيري الذي من نتيجة مقدماته القتل باسم الله..!!
< وبالقياس نفسه .. حتى لو هربنا من كل ذلك أين سيكون المفر من إخفاقات التنمية وترنح مستويات المعيشة والبطالة والحياة بلا كرامة عيش.. ومدن الصفيح والعشوائيات التي تُخرج لنا كوادر مؤهلة في أيديولوجيا العنف؟ ..فيما وسائطنا التربوية صامتة عند الخطوب..وذلك لا يدفعني إلاّ - إلى - أن اردد مع الفنان الشعبي علي عنبة :للأسف خيب ظنوني.
والسلام تحية ياوسائطنا التربوية..!!!!