صنعاء نيوز -
أعلن عن استئناف المساعدات السيد بن كنابن وزير الدولة للشئون الخارجية الهولندي الذي سجل زيارة قصيرة لليمن امس وأكد كنابن ان بلاده لن تتخلى عن اليمن وان هولندا ستواصل تقديم الدعم التنموي لليمن خلال السنوات القادمة.

معايير جديدة
أشار بن كنابن إلى ان معايير جديدة قد اتبعت لوضع قائمة بعدد محدود من الدول النامية منها معيار اوضاع الامن في البلدان المعنية وتأثيراتها على الأمن الاقليمي والاستقرار العالمي الذي يؤثر على امننا ايضا وقال "وفقا لهذه المعايير، ليس من الحكمة التخلي عن اليمن ولا نريد ان نبعث برسائل غير مطمئنة لليمن خاصة في مثل هذا الوقت".
وشدد الوزير على ان التعاون مع اليمن يستهدف تجنب انزلاقها لمصاف الدولة الفاشلة وتحاشي المعاناة التي تستتبع ذلك ولا شك ان ذلك اقلة كلفة من التبعات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية للدولة الفاشلة.
وقال الوزير الهولندي إن بلاده تتشاور باستمرار مع الشركاء في اليمن لتحديد اهداف عملية وفعالة للتعاون التنموي. وبالرغم من ان اليمن ظل على قائمة الدول التي تتلقى العون الهولندي لوقت طويل فإن برامج التعاون التنموي الجديدة حسب كنابن "لن تكون تكرارا لما حدث في الماضي، علينا ان ننظر للمستقبل. هنالك برامج جديدة سيتم تنفيذها لأن الاولويات في اليمن نفسها قد تغيرت وهنالك مشكلات جديدة ينبغي النظر فيها"
استمرار التعاون مع اليمن ليس موضع جدل حسب كنابن "من مصلحة هولندا ان تستقر وتنمو اليمن. تفاقم عدم الاستقرار والافتقار للأمن في البلدان الهشة مثل اليمن سيؤثر علينا ايضا في اخر الأمر.

انتقال حرج
استهدفت زيارة بن كنابن لليمن الوقوف بنفسه على تطورات الاوضاع السياسية والاجتماعية في اليمن وتقدير ما يمكن ان تقدمه هولندا لليمن لعبور مرحلة الانتقال بسلام واحياجات اليمن الحالية التي تغيرت عما كانت عليه منذ سنوات.
وردا على سؤال من صحفي مرافق له حول الاوضاع ان تقدمه الراهنة والإضرابات ومظاهر عدم الاستقرار في اليمن، قال الوزير بن كنابن أنه من الضروري تفهم ضيق الناس ونفاد صبرهم في انتظار الاصلاحات وارتفاع سقف تطلعاتهم إلى حد كبير لكن الاصلاحات الجدية تحتاج للكثير من الوقت والرئيس السابق قد غادر السلطة قبل بضع اسابيع فقط.
تزامنت زيارة الوزير الهولندي لصنعاء مع اضراب للقضاة ولاحظ الوزير ان بعض التطورات مبشرة إلى حد كبير فالقضاة يخوضون حركة مطلبية لتعزيز استقلال القضاء وحمايته وهذا امر ضروري. وقال الوزير "تتمتع هولندا بخبرة طويلة في مجال استقلال القضاء وحكم القانون وقد بحثت مع وزير العدل اليمني التعاون في هذا المجال وتدريب القضاة اليمنيين وتطوير الجهاز القضائي وهو مجال سبق لنا العمل المشترك فيه."
سيركز التعاون التنموي مع اليمن خلال الفترة القادمة على ثلاثة ميادين رئيسية هي تعزيز بناء دولة النظام والقانون، ادارة موارد المياه، والرعاية الصحية والصحة الجنسية.

تعاون وطيد
وفي اجابة لسؤال صحفي قلل الوزير من اهمية ما يثار حول احكام الاعدام ضد المتحولين للمسيحية ومعتنقيها وللمثليين الجنسيين في اليمن وأشار إلى ان المحاكم اليمنية لم تصدر احكاما مثل هذه ولا السلطات مشغولة بملاحقة المتحولين للمسيحية او مثليي الجنس عمليا.
وأضاف ان اليمن تمر بمرحلة انتقال حرجة يجب ان تتم بسلاسة وليس من الواقعي ان ننتظر أن يتغير كل شيء بين عشية وضحاها في بلد يعاني الكثير من المصاعب والانقسامات. علاوة على ذلك فإن تعديل التشريعات اليمنية بما يجعلها اكثر انسجاما ومطابقة للمعايير والمعاهدات الدولية هو موضوع تشاور بيننا.
ترتبط هولندا بعلاقات تعاون وطيدة مع اليمن وقد قامت هولندا بتمويل وتنفيذ الكثير من مشاريع التنمية في اليمن لعدة عقود خلت في مجالات الرعاية الصحية الاولية وصحة الامومة والطفولة ومياه الشرب والتصريف الصحي اضافة لمشروعات ثقافية مشتركة مثل المتحف الوطني في صنعاء وصيانة الاثار والمواقع الاثرية والتاريخية.

احتراز أمني
وكان الوزير الهولندي الذي زار صنعاء يوم الثلاثاء الماضي التقى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونقل رسالة خطية من الملكة الهولندية تتضمن التهاني بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية .
كما التقى الوزير الهولندي رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة, قبل أن يقوم بزيارة إلى ساحة الاعتصام بحي الجامعة في العاصمة صنعاء, وارتدى الوزير الضيف سترة واقية من الرصاص غطت واجهة صدره ومن الخلف منطقة الظهر كاملة كما أفاد موقع "أخبار اليمن" مراسل صحفي شهد الفعالية, وتظهر الصورة المرفقة بروز السترة الواقية من الرصاص, كإجراء أمني احترازي خشية تعرض الوزير والوفد المرافق له لإطلاق نار فيما التقى عدد من الفعاليات وجال بخيمة الناشطة اليمنية الفائزة بنوبل للسلام توكل كرمان.