الإثنين, 19-مارس-2012
صنعاء نيوز -  منذ التوقيع على "المبادرة الخليجية" كتب الكثيرون عن فخامة المشير "عبدربه منصور هادي"، كمرشح التوافق والإجماع اليمني لرئاسة الجمهورية الثانية صنعاء نيوز/بقلم/مــحـمـد عـبـد الـمـجـيـد الجـوهــري * -
منذ التوقيع على "المبادرة الخليجية" كتب الكثيرون عن فخامة المشير "عبدربه منصور هادي"، كمرشح التوافق والإجماع اليمني لرئاسة الجمهورية الثانية بالعهد الوحدوي، تراوحت تلك الكتابات بين "الببلوجرافيا و التوصيف لشخص و مناقب الرجل الفذ"، وبرأيي الشخصي كذلك أتفق مع جُلهم فهو مناضل و قائد وطني يستحق ذلك لا ريب.
بالعودة إلى موضوع أكثر أهمية مما سبق تناوله، فاليوم وبعد أن حصد المشير أصوات ما يزيد عن ستة مليون ونصف ناخب، فأننا أشد احتياج للكتابة ليس عن ما مضى ، أو عن الظروف و الملابسات التي عاشها الوطن لقرابة عام كامل، بماهيتها كسبب قهري أجبر هذا المناضل و الهامة الوطنية السامقة على قبول التحدي، لخوض غمار "ملحمة" أشد هولاً من "أم المعارك"، وهو يعلم "علم اليقين" بأنه شخصياً يراهن بحياته، في سبيل انقاد شعبه و وطنه من أزمة كارثية، كان اليمن سينزلق في مهالكها إن هو أحجم عن قبول هذه المهمة المفزعة، و هذا الدور "التراجيدي الملحمي" صوناً لوحدة وطننا، وحقناً لأرواح ودماء أبناء شعبنا اليمني وضماناً لأمنهم وسلامهم الاجتماعي.
استناداً على ما تقدم تجذر الإشارة إلى أن فخامة المشير "عبدربه منصور هادي" حفظه الله ورعاه ، بتوليه منصب رئيس الجمهورية قد حُمِل أعباءً تنؤ من ثقلها الجبال، وتركه ترعب الجبابرة من الرجال، وعليه يجب أن يستوعب الجميع بأن فخامته لا يمتلك عصا سحرية، لحل جملة المشاكل و تسوية كافة الأوضاع، التي رزح فيها الوطن لعقود من الزمن بين عشية وضحاها، لذلك يفترض أن يكون سقف الآمال والطموحات متواضع، لجهة بناء وتأسيس المستقبل الذي ننشد العيش في ظله غداً، لاسيما و أن فخامته محكوم " بالمبادرة الخليجية و بآليتها المزمنة"، وهي التي تحتوي على "أجندة أولويات محددة لعامين"، تشترط إعادة عربة الوطن إلى قضبان سكة حديد المستقبل، و تسوية أرضية الملعب سياسياً / اقتصادياً / اجتماعياً، بالاعتماد على شراكة وطنية صادقة ينهض بها المؤتمر وحلفائه و المشترك و شركائه، وكذا على دعم و مساندة الأشقاء إقليميا و الأصدقاء دولياً اللذين كان لهم الفضل، بعد إرادة و لطف المولى تبارك و تعالى في خروجنا من تلك الأزمة.
إن ما يتميز به فخامة الرئيس المشير/ عبد ربه منصور هادي حفظه الله، من صفات "الشجاعة و الحكمة و الصبر" وكذا مخزون التجربة العملية في مواقع القرار المختلفة، بالإضافة إلى التأهيل الأكاديمي العسكري الذي حازه، كل ذلك مجتمع زد عليها "تقوى الله" أولاً و أخيراً، هي ترسانة "المشير" الإستراتيجية و التي من خلالها سيعتمد لا محالة، نهج متميز بقيادة فريق العمل المكون من الشركاء المشار إليهم آنفاً، لذلك وجب التنويه صراحة لرجال الإعلام خاصة، و كتاب المقالات الصحفية من "طالبي الله" حملة المباخر عامة، من أنه لابد لنا من الابتعاد عن "ممارسة الغواية" للحاكم، بالكتابة عن " الزعيم الرمز" و " القائد الضرورة"، فالمشير هو اليوم أحوج ما يكون إلى النقد الموضوعي و النصح الصادق، الذي يتوخى الوطن بامتداده والشعب بكل فئاته و طوائفه ، وليس على طريقة عدد من الزعامات الصحفية المصنعة حسب الغرض الذي من أجله تم تخليقها، من خلال الجوائز المهنية إقليمياً / دولياً، بهدف الابتزاز و ليَ الذراع و التجريح جراً لشكل قامات وطنية وقيادات تستوجب التوقير عند مخاطبتها لاعتبارات عدة .
تأًسيساً على ما تقدم يمكنا الجزم بأن فخامة رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي لن يكون نسخة مكررة، لأي من الرؤساء اليمنيين اللذين سبقوه، لأسباب عدة لعل أولها المتغير الوطني "حيث أن النهر قد جرت فيه مياه كثيرة"، وثانيها المتغيرات العالمية... فالمحيط الإقليمي + الفضاء الدولي، يشهدان تحولات عاصفة، و تطلعات حاسمة رغبة في إعادة تقاسم مربعات السيطرة، و مساحات المصالح بين القوى و الأقطاب الكونية، و فخامته خير المدركين لتلك المتغيرات و المستوعبين لكيفية التعاطي معها، و قد برز ذلك جلياً من خلال تعامله مع ذلك النفر الذي لم ينجح في فرض قناعاته على عامة الناس، بمقاطعة الانتخابات بالإكراه أو الترهيب حتى حين ركن إلى استخدام العنف المسلح، لتحقيق تلك القناعة بشهادة المراقبين الدوليين، فلم تصدر من "فخامته" أية ردة فعل انتقامية أو عقابية مبالغ فيها، بل كان التجاوز عن ذلك النزق بكل حنكة و اتزان لافت للنظر، في مواجهة الطيش و الرعونة المسلحة.

خـتامــاً :
لعله من المفيد شكر وتذكير الأخوة في "اللقاء المشترك و شركائهم"، إننا قد نعمنا معهم منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني، برئاسة دولة رئيس الوزراء الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوه، بشراكة رائعة و متزنة عبرت عن روح متسامية على صغائر الأمور، رافضة لكل ممارسات الترصد للأخر اصطياداً للأخطاء والعثرات، كما أننا واثقون من إن ذلك قد أسس و سيؤسس لاستمرار هذه الشراكة الناجحة ، بسحب العصي من دواليب قاطرتها ميسرين جميعاً تقدمها، كقاطرة تقود عربات الوطن إلى الفضاءات المنشودة نماءً و ازدهاراً للوطن و كل أبنائه،،

وفقنا الله جميعاً لما يحبه و يرضاه...اللهم آمين


* مدير عام التطبيق العملي وخدمة
المجتمع بجامعة عدن






























تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-13629.htm