صنعاء نيوز /عبدالملك المروني - لست ادري ما إذا كان الجنرال علي محسن صالح القائد العسكري المعروف (جداً) كان يدرك سلفا أبعاد وخلفيات قراره العسكري والسياسي الخطير الذي أعلنه يوم 21 مارس العام الماضي والمتضمن انشقاقه عن المؤسسة العسكرية والخروج الإرادي إلى ساحة التغيير ، وهل من دلالة إنسانية او قيمية خلف القرار المعني.. .وباختصار هل كان يدرك أن 21مارس هو عيد الأم الذي يحتفل به في العالم اجمع ، لدينا في هذا الشأن قراءة خاصة ومحايدة نتتبعها في سياق الأسطر التالية:
وفي البدء يمكن التأكيد ان الرجل حرا في قراراته السياسية والعسكرية ومن حقه الإعلان عن موقف محدد وبالطريقة التي يريد- غير ان ذلك يتح لنا قدرا من الأسئلة والملاحظات التي نرى من وجهة نظرنا أنها تستحق الطرح ومنها – لماذا تحتفل الأم في العالم بعيدها فيما الأم لدينا تستقبل المناسبة بأعين باكية؟
لماذا يقدم الأطفال في العالم هدايا لأمهاتهم فيما الأمهات لدينا يتلقين التعازي في مصابهن وفواجعهن؟
هل وجود القوة العسكرية إلى جوار ثورة الشباب السلمية عززت من سلميتها أم جعلت لها أذرعه قتالية وضاعفت إلى ما ليس له حدود من عدد القتلى والمفقودين والمشوهين؟
إننا نعتقد بإيجاز أن الإجابات على هذه الأسئلة من حق الشارع اليمني فهو من قيم الوضع وقرا في أبجدياته ..وبما أننا طرف من هذا الكيان فمن حقنا محاولة الإجابة ...وهي بالطبع إجابات لن ترضي الجنرال ولسوف تغضبه أحياناً... فالإجابة المنطقية على الأسئلة الماضية تختصر في حروف تغضب الرجل ولا شك ...فقد كان لحضوره الساحة الشبابية وإعلان موقفه المشار اليه باعتباره يمثل قوة عسكرية وليس نادياً رياضياً ثمنا باهظاً دفعه الشباب – وأثمان أخرى دفعها الوطن في شكل أجزاء او مجموعات .كلانا نعرفها.
إن القول بان هذه الأسئلة التي تطرح في 21مارس بدلالاتها الإنسانية والسياسية هي جزء من محاكمة أو عرائض اتهام بقدر ما هي محاولة للتصويب والملاحظة من حق الرجل أن يقف في الرصيف الذي يريده وان يطل من الشرفة التي يختارها ولكن أليس من حق مئات الأرامل والنائحات أن يعبرن عن غضبهن لهذا التزاوج العجيب بين الحدثين ..ولماذا يتلقين التعازي فيما غيرهن يتلقين الهدايا والزهور ؟
في الغالب يختار القادة العسكريون الأماكن المناسبة لإعلان مواقف محددة ويسقطون من حساباتهم الزمان لان الغايات الأساس بالنسبة لهم هي المواقع التي يختارونها لإطلاق النار والتمترس والسيطرة إلى أقصى الحدود ..وهكذا فعل الرجل .. إننا ندرك انه ليس بمفرده من عليه أن يتحمل دماء الشهداء فثمة شركاء آخرين عليهم مسئولية في ذلك ولكن حتى هؤلاء المسئولين من وجهة نظرنا هو من أمدهم بالأسباب والمبررات للمشاركة في الجريمة وقد كان بمقدوره أن يترك الثورة لربها وهو من سيحميها دونما حاجة لان يدفع (با بله) إلى قعر المعركة ..فثورات الشباب في أكثر من بلد قامت وعاشت وحققت أهدافها بدون فيالق الجيش ومجنزرات الفرقة الأولى مدرع ..ومثلهم كان يمكن للشباب المضي قدما لتحقيق أهدافهم في معزل عن التدخل ..ان العديد من الساسة والمتابعين يجزمون بان ثورة الشباب كانت ستنتهي مهمتها في وقت وجيز وتتحقق أهدافها في زمن اقصر مما احتاجت إليه لو أنها مضت بعيداً عن حماية الفرقة الأولى ، وذلك ما دعا البعض للشك بأن للرجل أهداف أخرى من هذا التدخل ولا داعي لذكرها هنا..
ويبقى القول بأنه من المنصف تكرار السؤال قبل ختام هذه المادة المتواضعة وهو..لماذا فعلت ما فعلت وما الذي حققته إن كان لديك أهداف حاولت تحقيقها؟ وقبل أن تمضي في الإجابة أمام نفسك ادعوك مخلصاً للتفكير بأمرين، أولهما : أن الأسئلة هذه مجرد عتاب وتذكير فحسب ..والأمر الآخر أننا لسنا بحاجة لشهيد جديد يسقط لمجرد انه حاول أن يطرح بعض الأسئلة البريئة كهذه التي بين يديك . |