صنعاء نيوز - الضعيفة وغير الفعالة وبالتالي فإن الحل على المدى الطويل لنمو الإرهاب في أماكن مثل اليمن هو مساعدة الدولة لتصبح أكثر فعالية وأكثر شرعية.
وأشارت المجلة ـ في تقرير لها بشأن اليمن ـ إلى أن اليمن الآن هي الخط الأمامي للحرب على الإرهاب؛ إذ قال مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب: جون برينان إن لدى القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن أكثر من ألف عضو وإنها الفرع العملياتي للقاعدة الأكثر نشاطاً كان منشأ مؤامرة قنبلة الملابس الداخلية في عام 2010 في اليمن، وتكررت نفس المؤامرة الشهر الماضي، لكن عميلاً سعودياً مزدوجاً أفشلها.
وفيما يقول غريغوري جونسن، الباحث في الشؤون اليمنية ـ إن الإدارة أصبحت تعتمد على "حلول سريعة جداً وبسيطة جداً بالنسبة لليمن" بدلاً من تلك التي تأخذ وقتاً وجهداً، يرى جونسن وآخرون إن على الإدارة أن تعطي أولوية أكثر من ذلك بكثير لعمل بطيئ ويأخذ وقتاً طويلاً في التنمية الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك مع المعارضة اليمنية.
كما يقول باراك بارفي ـ باحث في مؤسسة أميركا الجديدة ـ "ينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على الأسباب الجذرية للإرهاب أكثر من آثاره".
ولفت التقرير الأميركي المعنون: " بناء الدولة في اليمن " إلى أن باراك أوباما عندما كان مرشحاً، قال إن على الولايات المتحدة ألا تركز بدرجة كبيرة على الانتخابات في الدول الهشة، بل على تعزيز التنمية الاقتصادية وقدرات الحكومة، منوهاً إلى أنه منذ هجمات 11 سبتمبر، قبل الرؤساء الأميركيون بهذه الفرضية.. في خطاب تنصيبه الثاني، قال جورج بوش إن نشر الديمقراطية في العالم الإسلامي كان في مصلحة الأمن القومي لأميركا.
وكان العنصر المدني في إستراتيجية مكافحة الإرهاب التي اعتمدها أوباما في أفغانستان كبيراً، لكن من الإنصاف أن نقول إن إدارة أوباما لم تظهر إلتزامها ببناء الدولة في اليمن.
وحسب التقرير: فإن المساعدة المدنية الأميركية المتواضعة جداً لهذا العام بلغت حوالي 112 مليون دولار منها 73 مليون دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية، وبذلك ما هو مخصص للتنمية هو 39 مليون دولار فقط، بمعنى ما يزيد قليلا عن 1.50 دولار لكل يمني من 24 مليون نسمة.
هذا البلد يحتل المرتبة 154 في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، حيث الكثير من الأسر اليمنية هي بأمس الحاجة للحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب والكهرباء والمشتقات النفطية وغيرها من الخدمات الأساسية، فأين هو الحل على المدى الطويل؟
وأضافت المجلة الأميركية: لقد أظهرت التجربة في أفغانستان وهاييتي والكثير من الأماكن الأخرى كم هو صعب إنفاق فعال لمبالغ طائلة في دول يكون تواجد حكوماتها بسيطاً جداً خارج بعض المدن الرئيسية فبعد سنوات من الجهود والمليارات من الدولارات، لا تزال الحكومة الأفغانية فاسدة جداً وضعيفة جداً ولا تملك مشروعية كبيرة واليمن هي أكثر تقدما من أفغانستان، لكن 33 عاماً من الحكم المشخصن والفاسد للغاية للرئيس/ علي عبدالله صالح تسبب في إضعاف مؤسسات الدولة وتحويل جزء كبير من الاقتصاد إلى شبكة محسوبية.
وذكرت فورين بوليسي بأن عدد اليمنيين الذين يتعاطفون مع مقاتلي القاعدة الأجانب هو قليل جداً مما هو حاصل في أوساط الباكستانيين الذين يتعاطفون مع حركة طالبان.
وأضافت: مرة أخرى، ليس من السهل الإدعاء بأن تصرفات إدارة أوباما في اليمن تناقض التزامها الخطابي تجاه الديمقراطية في العالم العربي، لقد أيد أوباما الخطة التي تقدمت بها السعودية، التي ليست بالصديق العظيم للديمقراطية، لتنحية صالح من السلطة وتولي نائبه وحليفه لفترة طويلة عبد ربه منصور هادي مقاليد السلطة.
وأكدت المجلة أنه حتى الآن أثبت الدعم القوي لهادي أنه النجاح الأكبر والوحيد للسياسة الأميركية في اليمن، لكن الأهم من ذلك بكثير هو اتخاذ قرار بمضاعفة مساعدات التنمية أو تخفيض هجمات الطائرات بدون طيار إلى النصف.
وأضاف الكاتب الأميركي/ جيمس تروب في ذات التقرير: كثيرا ما سمعت أن البيت الأبيض ليس لديه "إستراتيجية" في اليمن، لكن في الواقع ينبغي أن تدعم هذه الإستراتيجية الرئيس هادي بجميع الوسائل الممكنة - استئناف المساعدات، القيام بزيارات رفيعة المستوى، التصريح العلني عن الدعم وإعلان الأسبوع الماضي عن الأمر التنفيذي للبيت الأبيض الخاص بتجميد أصول كل من يسعى إلى "عرقلة تنفيذ" اتفاق انتقال السلطة إلى هادي- وهي طلقة تحذير لصالح وحاشيته.
وقال: لقد تجاوز هادي حتى الآن كل التوقعات وبالتأكيد لم يكن يتوقع ذلك أتباع صالح الذين كانوا يعولون على امتثاله لأوامرهم، لقد أقال اثنين من أفراد عائلة صالح الذين احتلوا مناصب عسكرية عليا، وكلاهما رفضا في البداية التنحي، واحتاجا إلى تهديدات إضافية من مبعوث الأمم المتحدة/ جمال بن عمر الذي عمل بشكل وثيق مع المسئولين الأمريكيين.
يقول جيمس فالون ـ من منظمة أوراسيا ـ "لقد كان قادراً حقاً على تعزيز المركز السياسي داخل حزب صالح المؤتمر الشعبي العام أصبحت هناك عزلة تدريجية لصالح والمقربين من حاشيته".
لقد تم إزالة نقاط التفتيش من الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء ولم يشكل الناشطون الشباب تهديداً لسلطة هادي، في الأيام الأخيرة، أرسل هادي قوات من الجيش إلى الجنوب، أملاً في استعادة السيطرة على المديريات والقرى التي تسيطر عليها الآن القاعدة في شبة الجزيرة العربية. ووفقا للتقارير فإن القتال هناك شرس لكنه حتى لم يُحسم.
أحد أسباب تمتع هادي بهذا الدعم هو أنه رئيس مؤقت يفرض إرادته خلال 18 شهراً، قد ينقلب صالح، الذي لا يزال في صنعاء، على الاتفاق في أي وقت. لكن سيتعين عليه دفع تكلفة خطيرة جداً أمام الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
ونقلت المجلة عن ليه كامبل ـ مدير قسم الشرق الأوسط في المعهد الديمقراطي الوطني والمتخصص في السياسات اليمنية ـ قوله: "لدى الولايات المتحدة رغبة كبيرة جداً لتوسيع التعامل مع اليمن، إنهم يعملون بشكل وثيق جداً مع الرئيس، لكنهم في الواقع معزولين عن المتظاهرين".
واختتمت المجلة الأميركية تقريرها معلقة بالقول: إذا كان البيت الأبيض يدفع بجميع أطرافه نحو هادي، فذلك لأنه يمثل في الوقت الحالي أفضل فرصة لليمن لانتشالها من أزمتها الحالية، وكذلك للبدء في إعادة بنائها، قد لا يكون الرئيس هادي يتمتع بالكثير من الديمقراطية أو حتى الليبرالية، لكنه المناسب بما فيه الكفاية. |