الثلاثاء, 22-مايو-2012
صنعاء نيوز - انشغل الغراب والسمكة ومخلوقات أخرى بموضوع الدفع بالعربة المعطوبة عند الشاطئ لكن دون خطة.. فبقيت العربة واقفة. صنعاء نيوزعبداللَّه الصعفاني - -
انشغل الغراب والسمكة ومخلوقات أخرى بموضوع الدفع بالعربة المعطوبة عند الشاطئ لكن دون خطة.. فبقيت العربة واقفة.
> هذه الحكاية القصيرة أو المثل الطويل من التراث الروسي اخترته بعناية لسببين : الأول أن لليمنيين علاقة طيبة مع الروس.. سواءً كانوا من مواليد عدن وساستها أم من أبناء صنعاء وقادتها أو من الذين يكتفون من السياسة باستدعاء الأغاني التي تؤكد أن الطريق «مش» بعيدة بين صنعاء والحديدة.. ولا تعذبني وإلاَّ رحت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف.
>> مناسبة المقدمة بعد كل عام والوطن اليمني بألف خير.. أننا في اليمن نعيش اليوم العيد الثاني والعشرين لإعلان الوحدة اليمنية يوم 22 مايو 1990م.. لكن الاحتفال يأتي بعد شهور وربما سنين تكاثر فيها عدد الذين يتفانون في التعريض بمنجز الوحدة اليمنية بترديد كلام يحمل في ظاهره بعض الحق وحقيقته باطل.. باطل.. باطل.
> نعم.. لقد تعطلت عربة الوحدة إما لأننا لم نتفقدها جيداً أو أردنا قيادتها برعونة ولم نهتم بما تحتاجه من الوقود.. وفي كل الأحوال والظروف فالمؤكد أننا سرنا على منهج الغراب والسمكة الروسيتين.. والنتيجة أن العربة بقيت واقفة ليأتي كل مَنْ هب وكل مَنْ دب ليتطاول ويرعد ويزبد ملوّحاً بإعادة عقارب الساعة الوحدوية إلى الخلف.. حيث زمن التشظي والصراع على أسس شطرية بائسة.
>> والمدهش أن ساسةً في الأحزاب كنا نحسبهم عقلاء صاروا يزايدون على بعضهم حول مَنْ منهم أكثر احتراماً للخيار البائس والمغطى بأوراق سيلكونية تتفانى في تزييف الإبهار بترديد أفكار تحررية لا حصاد لها غير تقويض ما تبقى من السمعة الأخلاقية لليمنيين المتفانين في فتح صناديق الشر استجابةً لقنوات سياسية وإعلامية محلية وخارجية لا تستحي من تفانيها في التأصيل للانفصال والتشرذم وتجتهد في التفكيك.
> يااااه.. ما أصعب أن يتفانى بعضنا في تحويلنا إلى أمة من الغربان والأسماك التي عجزت في روسيا عن تحريك العربة والواقفة أولاً لأنها محض غربان وأسماك.. وثانياً لأنها أرادت تحريك العربة المعطوبة دون خطة.. فهل أزيدكم سطوراً من الوجع وليس بيوتاً من الشعر.
>> لقد اجتمعت الغربان في مؤتمر - حسب رواية افتراضية - فقال الغراب الأول وهو يمسك بالمايكرفون : غاغ.. ثم استلم الكلمة غراب آخر فقال : غاغ.. وجاء ثالث ورابع اتفق أو اختلف مع مَنْ سبقه.. لكن الجميع ردد ذات الصوت : غاغ.. غاغ.. ليسدل الستار على مؤتمر الغربان بقرارات وتوصيات كلها غاغ * غاغ.
أما الحكاية أو الحقيقة الثانية فهي أن السمكة تنجو من الطُّعم الذي ينصبه الصياد.. لكنها تعاود المحاولة حتى تقع في المصيدة بسبب ذاكرتها الأكثر ضعفاً والأسرع نسياناً.. فهل نحن في اليمن أمة من الأسماك؟
> اليوم ونحن نحتفل بيوم 22 في العيد 22 للوحدة اليمنية.. لا يجب أن نستسلم للنفاق أمام بعضنا في قضية الوحدة لمجرد أننا فشلنا في إدارة الإنجاز وكنا أقزاماً أمام الحالة الجغرافية والتاريخية والاجتماعية العظيمة.. نحن مَنْ يجب أن نتغير وليس الوحدة.. نحن مَنْ يجب أن نحاكم وليس الوحدة.. نحن مَنْ يجب أن نتحمل وزر الفشل وليس الوحدة.. وفي نفس الوقت فإن على كل الوحدويين - وهم غالبية الشعب اليمني - أن يرفضوا مساعي تقويض السمعة الأخلاقية لليمنيين.. عليهم إدراك أن حماية اليمن مسبوقة بحماية الوحدة.
>> أي تفريط بالوحدة اليمنية سيعرض اليمن بجهاته الأربع للهلاك.. ولا يعني هذا القبول بالأخطاء أو الفساد أو عدم احترام حق المواطنين في العدل والمساواة والحرية والعيش الكريم.. على العكس لا بد من مراجعة الأخطاء ومحاكمتها وعدم التنصل عن المسؤولية وإدراك أن حماية الشعب اليمني في أحد شروحها تبدأ بحماية الوحدة اليمنية من كل دعاة التشرذم ممن يرفضون التوقف عن مرض لحس السكين وابتزاز أحلام وآمال الأجيال.
> إن الوحدة كقيمة يمنية تعيش خطر المزايدات وخطر انتشار القاعدة وخطر الفرجة على مؤسسات ما تزال تعمل بذات أدوات الفساد ويكرر القائمون عليها نفس الأخطاء الكارثية وبتفاني نفس الغراب وذاكرة نفس السمكة.
>> ويا سيدي الوحدوي.. مواطن عادي أو مسؤول سبعة نجوم.. أتوسل إليك أن تسارع إلى ممارسة عادة التأمل لتتأكد من جديد أن لا حياة لليمنيين إلاَّ بالوحدة ولا اعتدال لمزاجهم إلاَّ بالوحدة.
أخطأ القائمون على الوحدة اليمنية نعم.. ولكن الحل ليس في مشاريع التشظي وليس بإعادة إنتاج الفساد وليس بترك الساحة لمن يضمر الشرور بالوطن ووحدته وأمنه واستقراره.
> أما أنت.. يا كل مَنْ يخطط جهراً أو حتى سراً للانفصال.. عليك أن لا تصافح الشعب.. فالشعب اليمني يغسل يده الآن.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-14833.htm