الخميس, 24-مايو-2012
صنعاء نيوز حاوره / محمد انعم -
أكّد الشيخ سلطان البركاني- الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أن الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر لن يغادر اليمن حتى وإن طلبت أي دولة أو حكومة أو الأمم المتحدة ذلك.
وقال البركاني في حوار مع «الميثاق» إن طلب مغادرة «صالح» لم يطرح لا من قريب ولا من بعيد.
وشدّد البركاني على أن «علي عبدالله صالح غاب عن رئاسة الدولة وسيظل رمزاً تاريخياً ورئيساً للمؤتمر لفترة أطول، وهو صمّام أمان وزعيم يملك من القدرة والقوة ما يمكّنه من الاستمرار خلال السنوات القادمة، فهو القائد الذي آمن بأن قضية الوحدة اليمنية هي لليمنيين جميعاً وحملها على عاتقه حتى تحقّقت.
واعتبر البركاني أن الوحدة خط أحمر لكن حقوق الناس مقدّسة، وموضوع قابل للأخذ والرد، وعلينا أن نبحث عن حلول للقضية الجنوبية.. وإلى نص الحوار:

< نرحب بالشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد ونحن نحتفل بالعيد الثاني والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية التي تأتي في ظل تطورات متسارعة وأزمة سياسية لم تحل حتى الآن ممكن تحدثونا عن مدلولات الاحتفال هذا العام .. وهل هناك قلق على الوحدة؟
- أولاً مع أصدق التهاني والتبريكات نزفها لكل أبناء الشعب اليمني ولقيادتنا السياسية وقيادة المؤتمر الشعبي العام بهذه المناسبة العظيمة والغالية على نفوسنا جميعاً والتي مرت في العام الماضي مرور الكرام لأننا كنا في ظروف صعبة، وها هي تأتي ونحن لا نقول إن هذا العام أفضل من العام السابق لكننا على الأقل تجاوزنا بعض المخاطر وتأتي الذكرى الـ22 لمناسبة الـ22 من مايو في ظل متغيرات كثيرة وإرهاصات تمس هذا المنجز التاريخي العظيم للشعب اليمني وفي ظل أصوات ناعقة وأصوات نشاز تحاول قتل هذا الإنجاز الكبير ووأده والعودة الى صراعات التشطير وحربه ومؤامراته وتوجيه كل إمكانيات شطر باتجاه الطرف الآخر، لكن لدينا وكل الخيرين في هذا البلد أمل كبير وهم ذاهبون الى مؤتمر الحوار الوطني وستكون قضية الوحدة اليمنية والقضية الجنوبية من القضايا الرئيسية على الاقل أننا متفقون مع السواد الأعظم من القوى السياسية بأن قضية الوحدة اليمنية من القضايا الرئيسية التي لا يمكن الهروب منها أو التفريط بها ولكننا نتحدث عن القضية الجنوبية وحل مشكلة الجنوب والظروف التي تمر بها تلك المحافظات ونتعامل معها من واقع المسؤولية ونضع لها المعالجات.. ما جرى خلال الخمسة عشر شهراً الماضية عزز الرغبة عند الطامحين في الانفصال أو فك الارتباط جراء ما يحدث في صنعاء والمحافظات الأخرى من مؤامرة، ولعل الجميع كنا نسمع التصريحات الهوجاء لأولئك الانقلابيين والخونة والمتآمرين بأن قضية الوحدة لا خطر عليها وقضية القاعدة لا وجود لها وغيرها من القضايا.. وان المشكلة هي علي عبدالله صالح فقط.. ولكن ها هو الرئيس علي عبدالله صالح قد غادر السلطة وازداد الأمر ضراوة بالنسبة للقاعدة وارتفع سقف المطالبين بفك الارتباط ونحن نقول لعلي محسن وحميد الأحمر وقادة المشترك أين تصريحاتكم التي كنتم تخدعون بها الجماهير التي كنتم تعتقدون أنها ستنسى تلك التصريحات وأن كل شيء سينتهي بمجرد أن يغادر علي عبدالله صالح السلطة تعي اليوم أن علي عبدالله صالح هو صمام أمان وزعيم يملك من القدرة والقوة ما يمكنه من الاستمرار خلال السنوات القادمة وهو أصدق وأبهى بمواقفه منكم، فهو القائد الذي قاد هذا التحول الكبير والذي آمن بأن قضية الوحدة اليمنية هم لليمنيين جميعاً وحملها على عاتقه حتى تحققت، فنأمل ونرجو من الله أن لا تغيب الوحدة بعد غيابه عن السلطة وليس المشهد السياسي وإنما غاب عن رئاسة الدولة وسيظل رمزاً تاريخياً ورئيساً للمؤتمر لفترة أطول، لكننا ان شاء الله تزول المخاوف التي نضع-اليوم- أيدينا على قلوبنا ونحن نتابع ما يجري في المحافظات الجنوبية ونتابع الحالة التدميرية لنفوس الناس وما نسمعه من العائدين من المحافظات الجنوبية وهم يتحدثون أن القوى المضادة تتسع رقعتها أكثر وأكثر.. واعتقد اليوم إذا كان هناك حديث عن المواطنة المتساوية أو عن السلطة.. فأقول للأخوة في المحافظات الجنوبية إن هذا أمر ليس فيه حساسية بالنسبة لنا وها هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء من المحافظات الجنوبية، وكلنا مواطنون مستعدون أن نكون جنوداً مجندين لتنفيذ أوامرهم وقراراتهم لبناء الوطن، وأنا أرجو أن لا نأخذ الامور بحساسية مفرطة بهذا الشكل وعلينا أن نضع القضايا الجوهرية موضع البحث لأنه تستطيع أن تقول ان الوحدة خط أحمر لكن حقوق الناس موضوع قابل للأخذ والعطاء، فحقوق الناس عندي مقدسة قبل الوحدة في تقديري، ولذلك علينا أن نبحث عن حلول للقضية الجنوبية ونبحث عن مشكلة المحافظات الجنوبية والشرقية ونبحث في كل تفاصيلها وأغوارها، أما منجز 22 مايو إن دمر أو هدم أو قتل فأنا أعتقد أن اليمن سيكون في وضع أسوأ مما نحن فيه الآن، ومن يتخيل أن المحافظات الجنوبية ستتحول الى دولة هو واهم ومن يعتقد أن الشمال ستبقى دولة هو واهم.. اليوم العصبية ازدادت وبشكل كبير وربما سنسمع غداً المغالين الذين يتحدثون عن فك الارتباط سيرددون، ما يقوله بعض أبناء المحافظات الجنوبية: نحن أصحاب الثروة .. نحن المواطنين الذين يمتلكون روح القانون وسلاحه ونمتلك المدنية بكل أصولها، فلا نريد أن نتوحد مع أولئك القتلة والمجرمين وقطاع الطرق، ومن تلك التقسيمات التي يتحدثون بها، وأنا لا أصفهم بهذا الوصف ولكني أضرب مثلاً، ولذلك عليهم أن يراعوا أن قضية الوحدة من القضايا الرئيسية وان منجز 22 مايو مهم جداً والحفاظ عليه والا فإن البدائل كلها كارثية.

< ما هي رؤية المؤتمر التي سيدخل بها مؤتمر الحوار الوطني وخاصة فيما يتعلق بحل القضية الجنوبية وصعدة؟

- اليوم في اللجنة العامة ناقشنا المشروع المقدم من اللجنة الدائمة والاجتماع الموسع الذي سيعقد قريباً وتحدثنا فيه بوضوح أنه لابد أن نلامس هذه القضايا ونصوب الرؤية فيها وليس بالضرورة أن نعلنه اليوم.

> هل يمكن أن يطرح خيار الفيدرالية؟

- أولاً كل شيء نقبل الحوار فيه، لكننا لا نقبل موضوع الفيدرالية، هناك خلاف يدور لدينا حول ذلك ولذلك أي فيدرالية تتحدث عنها؟.. بين شمال وجنوب.. ولكن إذا عدنا الى مبادرة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر في 3/10 بميدان الثورة وتحدث عن أقاليم فهي أقرب الرؤى الينا وإلى نوايانا والى قلوبنا ويمكن أن نعمل في سياقها.

< ونحن نحتفل بالعيد الثاني والعشرين لعيد 22مايو 1990م لقيام الجمهورية اليمنية يؤسفنا أن يأتي هذا الاحتفال والانقسام بالجيش قائم وكان إنهاء ذلك من مهام المرحلة الأولى.. ما تعليقكم؟

- أولاً نحن نتقدم بمناشدة للأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية - حفظه الله - ونعتقد أنه ليس من مصلحة أحد أن نستمر في التحضير لفترة أطول قبل أن تنفذ بنود المرحلة الاولى من آلية المبادرة الخليجية وإزالة الخنادق والمتارس وإعادة الوحدات وخروج المليشيات و.. و.. كما نصت عليها المبادرة هذه قضية اليوم ..أظن أن أولاد الأحمر وعلي محسن ومليشيات الإصلاح يتعاملون معها بسخرية ويعتقدون أن الوقت قد زل عليها مع أنه لا يمكن الحديث عن حوار في ظل هذه الأجواء العسكرية المضطربة ولا يمكن الحديث عن استقرار في ظل صنعاء مقسمة لثلاث عواصم ولا يمكن الحديث عن طمأنينة طالما نحن لا نستطيع أن نمر لا بالحصبة وصوفان ولا الستين ولا هائل ولا بالزراعة، وماعلينا إلا أن نضع كباري من الجو إذا أردنا المرور، كما أن حالة المواطنين قد بلغت مرحلة خطيرة جداً يكفي معاناة ومأساة أولئك المواطنين في تلك الأحياء والذين يفتقدون الامن والسكينة والعائل والمكتسب وفقدوا حتى النوم وفقد أطفالهم حق اللعب في الشوارع وأخذ حقهم في الحرية، وفقدوا السكينة العامة، فهم يزعجون ليل نهار عبر مكبرات الصوت وعبر أصوات القذائف والبنادق.. فيكفي عبثاً لهؤلاء ويكفي من قتل منهم ويكفي من دمرت منازلهم ويكفي من قطعت أرزاقهم.. ألا يكفي ذلك أولاد الأحمر وعلي محسن والاخوان المسلمين فقد عبثوا بحوالى سبعة آلاف أسرة غادرت منازلها من تلك الحارات وهي اليوم نازحة مشتتة في كل أنحاء العاصمة وربما بعضهم لا يستطيع ان يوفر لقمة العيش.

< لكن أنتم طرف في المبادرة وهم يدَّعون ان المؤتمر هو من لم ينفذ يقولون إن قرار الرئيس أوباما هو ضد المؤتمر.. ما صحة ذلك؟

- أولاً نحن نفذنا كل ما طلب منا وقد لاحظ الجميع أن مجاميعنا الشعبية قد غادرت بمجرد صدور قرار اللجنة العسكرية ثم ها هي الآن مخيمات الشباب والمخيمات الشعبية المتبقية غادرت ولم يبقَ الا مخيم التحرير، وسيغادر خلال الـ 24 ساعة القادمة، ثم أن هذه الشوارع في العاصمة إلى آخرها جنوباً وجنوب غرب لم يعد فيها حتى عسكري واحد، لكن اسأل هل جامعة صنعاء تحررت..هل نادي الشعب تحرر.. هل المدارس التي تسيطر عليها الفرقة تحررت.. هل شارع هائل وشارع عشرين والستين والزراعة وصوفان تحررت.. نحن بالنسبة لنا في المؤتمر إذا بقي فعلى اللجنة العسكرية أن تقول لنا بوضوح وبإعلان رسمي أن المؤتمر باقٍ في منطقة فلان، ونحن أطوع من البنان في تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية وسنخرجها ونلغيها فوراً، لكن ليس لدينا شيء، فيما الآخرون لم يصنعوا شيئاً، ثم ان الحديث عن قرار أوباما نحن نرحب به وأقول لك إن من خالفه هم أولئك القابعون في أماكنهم ولم ينفذوا من المبادرة حرفاً واحداً، فهل علي محسن أعاد القوات المسلحة الى المعسكر.. هل أولاد الأحمر أخرجوا المليشيات الى خارج العاصمة.. وأحب أن أكشف لكم اليوم عن مخطط انقلابي سعت قيادات الاصلاح للقيام بتنفيذه داخل البلد وقد زرعوا مجاميعهم في العاصمة صنعاء بكاملها.. كنا نخشى من شمال العاصمة وشمال غرب، اليوم العاصمة صنعاء وزع الإصلاح مليشياته في كل أحيائها وفي شوارعها وحاراتها ويخطط لانقلاب دموي يقتل فيه من كل الاحياء بدلاً من القتل في الثلاثة أو الأربعة الاحياء القائمة الآن ، وهذا المخطط قد كشف قبل اسبوع، ولا استطيع أن أتحدث عن تفاصيل أكثر ونترك ذلك للأجهزة الأمنية.

< هل يستهدف ذلك المخطط رئيس الجمهورية؟

- يستهدف كل البلد وليس رئيس الجمهورية فقط، فكل البلد مستهدفة بما فيها الحكومة.. يعني أن الاخوان المسلمين لا يعرفون الا انفسهم ولا يبالون بحياة الرئيس عبدربه منصور هادي ولا محمد سالم باسندوة ولا علي عبدالله صالح .. هؤلاء لا يجيدون الا ثقافة تكون معي مائة بالمائة وإلا فأنت ضدي، ثم أني أعود الى سؤالك السابق حول قرار مجلس الأمن فأنا أسمع شائعات كثيرة ان التقرير المقدم إلى مجلس الامن قد تأجل بسبب طلب مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح وأنا أقول وعليَّ لعنة الله إن كنت كاذباً وعلى من يشيعونه لعنة الله هذا الطلب لم يطرح لا من قريب ولا من بعيد ولم تطلب دولة ولا حكومة ولا سفير وجمال بن عمر ولا الامم المتحدة من علي عبدالله صالح المغادرة، ولن يغادر علي عبدالله صالح حتى وان طلبوا، لكن أقول والله انه لا يوجد شيء من هذا القبيل، وأنا كنت على تواصل مع السيد جمال بن عمر حول تأجيل التقرير وانعقاد مجلس الامن فهم أجلوا بسبب الحضور الى مؤتمر أصدقاء اليمن، ثم أن جمال بن عمر سيزور اليمن ثم سيعود الى نيويورك بعد ذلك وأتوقع أنه حتى يوم 29 انه لن يقدم تقريراً فيه ولذلك من يرجون له أنه لا دولة ولا سفير ولا وسيط ولا أمم متحدة ولا وجود للحديث على أن علي عبدالله صالح طلب منهم تأجيل التقرير حتى يستجيب لمطالبهم ولم يطلب منه المغادرة ولم يطلب هو من أحد أن يؤجل التقرير..

وبالنسبة لقرار أوباما فنحن معه لأن المعيقين لتنفيذ المبادرة موجودون على الارض وهم بوسائلهم الإعلامية أو العسكرية أو وسائلهم بالمليشيات أو بتصريحاتهم وشروطهم التي يضعونها هم يعيقون المبادرة إعاقة كاملة.

< ولكن من الملاحظ أن تصريحات بعض السفراء للدول الراعية للمبادرة انهم يلمحون من قريب أو بعيد الى المؤتمر الشعبي العام؟

- هؤلاء ينتقلون من القضايا الرئيسية الى القضايا الثانوية، أنا أتحداهم العشرة والآن أصبحوا «14» سفيراً وكل يوم هم يزدادون وكأننا تحت الوصاية الدولية، ومع ذلك أقول للسفراء: أتحداكم أن تذهبوا لإخراج الفرقة من الشوارع والجامعة ونادي الشعب أو تخرجوا مليشيات الأحمر من مكانها ثم انهم عندما يتحدثون عن قرار واحد وينسون الأصل وهي قضية اللواء الثالث هي قضية ثانوية بالنسبة للقضية الرئيسية وهي المبادرة الخليجية أين هي المبادرة يا معالي السفراء وأنتم الذين تطلقون تصريحات جوفاء وداخل هذا البلد.. أقول إن الآلية لم تنفذ على الاطلاق فكم نفذ علي محسن منها والاخوان المسلمون وأولاد الأحمر، وكم أقصِي من أعضاء المؤتمر خلال ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني واجتث من قيادات المؤتمر.. هل حرك هؤلاء السفراء ساكناً أم أن أنهم مجرد أبواق نحن لا يهمنا ما يطلق بعض هؤلاء السفراء من تصريحات وما يهمنا هو أن يتحملوا مسؤولياتهم بشرف ورجولة وبصدق ووفاء إذا أرادوا أن يكونوا وسطاء وينفذوا المرحلة الأولى من آلية المبادرة الخليجية، أما إذا لم تنفذ المرحلة الأولى فعليهم أن يصمتوا مدى الدهر لأنه ليس من حقهم أن يتحدثوا إذا ظلوا عاجزين ولا يجرأون أن يتحدثوا في الاتجاه الآخر والمؤتمر ليس طرفاً ضعيفاً ولا قاصراً حتى يكون هؤلاء أوصياء عليه، ونحن قد جربنا كل شيء ولم يعد يخيفنا بعض المقامرين الذين يقامرون بعدم تنفيذ المبادرة الخليجية ويتمترسون بأسلحتهم والمواقع التي صارت موضع قلق وحرمت الناس من حقوقهم في الحياة.. فعلى السفراء الـ14 قبل أن يتحدثوا في أي موضوع نريدهم أن يطهروا جامعة صنعاء من المليشيات المتمردة ونريدهم أن يحرروا نادي الشعب الرياضي ، ونريدهم أن يجعلوا المواطنين في شارع هائل وصوفان وشارع عشرين والزراعة والحصبة يمشون آمنين بعد ذلك يتحدثون، وإذا طلبوا مننا شيئاً فسنكون جاهزين لتنفيذه حتى لو كان خارج المبادرة.

< ما حقيقة وجود خلاف داخل المؤتمر الشعبي العام خاصة بين رئيس المؤتمر ونائبه؟

- أولاً نتفق على القضايا الرئيسية الخاصة بآلية التنفيذ للمبادرة ولا نختلف عليها مطلقاً، فإذا كان هناك بعض التباين في بعض الأمور فهذا أمر طبيعي في أي حزب وهذا أمر طبيعي، ولكن من يروج ويحلم، وهناك حالمون كثيراً بتمزق المؤتمر ويشيعون أن هناك خلافاً بين الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر وبين الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. المؤتمريون أقدر على السيطرة على مثل هذه التباينات، وعلي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي هم رجال دولة وأصحاب تجربة ولا يستطيع أحد أن يوقع بينهم ويوصلهم الى مرحلة خلاف لأن رئيس الجمهورية يعرف أن مصدر قوته هو المؤتمر وعلي عبدالله صالح يعرف أن مصدر قوته هو الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ولذلك لن نختلف أبداً، وما يشاع هو مجرد أحلام والآخرون عندهم حلم بأن المؤتمر سيتمزق وأن علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي سيختلفان، وعندهم حلم بأننا سننقسم كتلتين لكني أؤكد لهم بأننا لن ننقسم كتلتين ولن يختلف الزعيمان وأحب أن أؤكد أن قيادة المؤتمر اكثر قدرة على اسقاط وإفشال أي رهان ولا يوجد بيننا خلافات ولا يمكن أن يتمزق المؤتمر أو ينشق أو أن يكون فيه تكتلات أو تجنحات في الوقت الحاضر بل اصبح يزداد قوة وتماسكاً وشعبية.

< لو انتقلنا الى قضية الحرب على الارهاب وتنظيم القاعدة ومآلاتها؟

- أولاً يجب أن لا نفرق بين الاصلاح والقاعدة لأنهم خرجوا من عباءة الاصلاح وهم وجهان لعملة واحدة وهم الجناح العسكري للاصلاح والاخوان المسلمين والاصلاح والقاعدة تسميتهم واحدة وهم شيء واحد، وهو القاعدة لكن أمر طبيعي عندما ترى القاعدة أن المركز مختل والعاصمة صنعاء يتنازع بينها ثلاثة قوى والامن غير متوافر في صنعاء.. والطرق الرئيسية مقطوعة على مقربة من صنعاء، فمن الطبيعي أن تتمدد القاعدة وتشعر بأن الدولة في حالة ضعف كبير جداً، وأن عليها أن تسيطر على مناطق، والقاعدة موجودة والذين كانوا يجادلون بعدم وجودها كانوا يعتقدون أن العالم كله غبي لا يفهم الا كذبهم، ويتحدثون عن عدم وجود القاعدة وعلى أنها قاعدة علي عبدالله صالح، وها هو اليوم علي عبدالله صالح خرج والذي أثبت أنه قاتل ضد القاتل القاعدة هم الحرس الجمهوري ولم تقاتل القوات الأخرى، وهؤلاء هم من يستحقون الشكر والتقدير والثناء واعتقد أن الاخ رئيس الجمهورية عندما أكد على الشكر والتقدير والثناء على الحرس الجمهوري والأمن المركزي كان محقاً.. القاعدة موجودة وقاتلها قوات الحرس الجمهوري وألويته فيما بقية القوى «أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً».. ثم أنني هل أطلب من علي محسن أن يقاتل القاعدة وهو منشئها وحارسها وأمينها أو أطلب من الاصلاح أن يجتثها من فوق الارض وهي التي خرجت من عباءته، لذلك القاعدة استغلت الفراغ الأمني وتوسعت وهذا هو الشيء الطبيعي، ثم أن هناك خطأً تكتيكياً أظن أن الضربات التي تقوم بها الطائرات الامريكية تخطئ وذلك يكسب القاعدة بعض التعاطف.

< ما الجديد لديكم حول القنصل السعودي المختطف لدى القاعدة؟

- لا جديد.. فالقضية من خلال متابعتها سنجد أن الطلبات التي تقدمت بها القاعدة غير منطقية أصلاً ولا يمكن الاستجابة لها والقاعدة اليوم في حالة ذعر وانهيار، لأنها لم تصب بضربات وقتلى وخسائر من قبل كما تعرضت في الشهور الماضية سواء في المعارك الاولى أو هذه المعارك، فإذا كان من أمانة العاصمة فقط قتلى يتبعون القاعدة يصل عددهم إلى 105 أشخاص في المعركة الأولى في العام الماضي واليوم نجد أن هناك من مأرب وتعز وعدن وشبوة والامانة منها العدد الأكبر من خسائر القاعدة الذين قتلوا، ففي محافظة واحدة ربما يبلغ قتلى القاعدة من أبناء أمانة العاصمة فوق (180)، ولذلك القاعدة خسرت خسائر كبيرة جداً، ولكن مازالت النار تحت الرماد ولا تستطيع أن تقول إن هذه القاعدة انتهت، فالقاعدة كالنار في الهشيم تتحرك وتستطيع أن تكسب.. فعد الى القتلى في محافظة مأرب ستجد أن ابن أخ المحافظ الجديد سلطان العرادة واحد من القتلى، وابن رئيس التجمع اليمني للاصلاح في مأرب واحد من القتلى وابن أحد أعضاء مجلس شورى الاصلاح من القتلى، وستجد الكثير منهم ولهذا لا تفرق بين الاصلاح والقاعدة والكل خرجوا من وكر واحدة.

< الآن انتخابات المحافظين محدد لها 24 مايو والآن الموعد يشرف على الانتهاء وشرعية المحافظين ستنتهي؟

- لن تنتهي شرعيتهم طالما أنت تتحدث عن مرحلة انتقالية، فيمكن القياس عليها بأن يستمر لمدة عامين لكن الذين يحاولون الحديث عن تقاسم اننا استطعنا الوصول الى انتخابات للمحافظين والاحتكام لإرادة الشعب ولن نحتكم لإرادة فرد ولا نقبل بالتقاسم مطلقاً، ولذلك فهي الانتخابات وأهلاً وسهلاً والا انهم سيمضون فترة انتقالية مثل بقية الأجهزة.

< كيف تقيّمون أداء الحكومة؟

- عندما تكون حكومة تعال اسألني لكي أقيمها فهي حتى هذه اللحظة ليست حكومة بالصورة المثلى التي كان يتطلع إليها الداخل والخارج، فبعض اعضائها لا هم لهم سوى إبعاد الموظفين السابقين ليستبدلوهم بأقربائهم ومن هم من أحزابهم دون معايير أو أدنى وأبسط القواعد المتعارف عليها في العالم أجمع.

< ماذا تتوقعون من مؤتمر أصدقاء اليمن؟

- لا أتوقع شيئاً.. نحن خبرناهم أصدقاء اليمن وعقدنا في لندن وفي الرياض .. هؤلاء إذا أردت أن تحصل على مليون فعليك أن تنفق بـ 999 الف بياض وتذاكر سفر حتى تفاوضهم لتحصل على واحد في المائة، فمن يأملون بمؤتمر أصدقاء اليمن سيصدمون فهم سيتعذرون بالأمن والاستقرار ويتعذرون بأشياء كثيرة.. فمثلاً نحن نحارب القاعدة وأمريكا والغرب وجيراننا في دول الخليج شركاء معنا.. كم قدموا لليمن في حربها على القاعدة.. لم يقدموا شيئاً.. وأتحداهم أن يعلنوا بوسائلهم الإعلامية كم من التكاليف أنفقوا وساهموا معنا في قتال القاعدة.. ولكن نحن سنقاتل الارهاب حتى آخر جندي يمني وهم يقولون سندعم اليمن حتى آخر ريال من الخزينة العامة لليمن وليس لغيرها لكنني أقولها بأمانة إن الاخوة الاشقاء وبالذات قيادة المملكة العربية السعودية أكثر وفاءً مع اليمن وهم من وفى بتعهداته في مؤتمر لندن واعتقد أنهم سيكونون أوفياء في مؤتمر الرياض حتى الدول العربية الأخرى ممن وفى بالتزاماتهم في مؤتمر لندن وهم الإمارات والمملكة العربية السعودية.. أكن لهم الشكر والتقدير والثناء والمملكة العربية السعودية مقدرة بكل أدوارها ومكانتها الكبيرة في قلوب اليمنيين الذين سيظلون يتذكرون ما قدمته يوم 3 يونيو العام الماضي يوم الاعتداء الارهابي على جامع دار الرئاسة ودور المملكة في استقبال الرئيس علي عبدالله صالح وكل قيادات وكبار الدولة، وأنا أدعو من خلال «الميثاق» كل أعضاء المؤتمر وحلفائه الخيرين أن يتجهوا يوم الجمعة الى ميدان السبعين للمشاركة في المهرجان الجماهيري الذي سيقام هناك..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-14868.htm