صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجَّاش - -
{ هناك سيئات كثيرة في حياتنا تؤدي إلى الكوارث، الإهمال أولها!! والإهمال جاء من غياب التربية العامة، وغياب التربية العامة نتيجة طبيعية لغياب مبدأ الثواب والعقاب، وغياب المبدأ نتيجة لغياب التقييم، وغياب التقييم نتيجة طبيعية لسوء الإدارة، وسوء الإدارة قائم لتخلفها، ولأننا لا نزال غارقين في أساليب إدارية عقيمة، وما لم نحدّث الإدارة فسنظل في أماكننا قابعين!! والإهمال له أشكاله وألوانه، ونتائجه كارثية، فإهمال إصلاح إشارة المرور - مثلاً - يؤدي إلى حوادث مرورية تراها في الشوارع كل لحظة، وإهمال إصلاح فانوس السيارة يؤدي، هو الآخر، إلى حوادث صدام، وإهمال اتخاذ الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها في الظروف الاستثنائية أدى إلى كارثة، ما يوجب المساءلة، فإهمال أن تسأل المسيء، والمقصر يجعل مَنْ حوله يتعمد الإهمال، وهكذا نرى كل يوم مشكلة ومصيبة نتيجة الإهمال، ولو تم الحساب والعقاب وقلنا للمسيء قانوناً أنت كذلك وحاسبنا المهمل قانوناً واتخذنا العقوبات الرادعة فستستقيم الحياة ويصحح المعوج ونلحق بركب الزمن، أما أن يثاب المهمل ويكافأ المسيء ويرقّى مَنْ لا يستحق، فمؤداه أن تختل نواميس الكون، ويعتلي مَنْ لا يستحق، وينتشر الفساد ويسود.
وانظر فالمسألة تبدأ من إهمال بسيط، فلا يحاسب مرتكبه، فتظل الدائرة تكبر وتتسع حتى يحدث ما لا تحمد عقباه، ثم نظل نبكي على اللبن المسكوب ويختلط بالتراب ونحن ننظر مشدوهين نضرب كفاً بالآخر ولا نسأل أنفسنا : لماذا؟ وأين مكمن الخطأ؟! ونظل نغالط ونغالط أنفسنا، ولا ننتبه إلى أن الأمر يحتاج إلى شجاعة في المواجهة واتخاذ القرار الصائب قبل أن يتحول الإهمال إلى غول يقضي على كل شيء، أين نحن من كل ذلك؟
تقول حقائق الأمور من حولنا أن الإهمال يدمر كل إمكاناتنا، وادخل إلى بيوتنا ومؤسساتنا وسيهولك ما ترى!! إمكانات وبملايين مرمية مهملة، يتم شراء غيرها فيتكدس الأول والجديد ونفاجأ بأننا نخسر ونخسر، ولو اطلع عاقل من كونٍ آخر على ما يحصل لأصيب بالجنون.
البداية لإصلاح الحال القضاء على الإهمال ومسبباته، هل نبدأ بالمحاسبة؟؟؟