الإثنين, 28-مايو-2012
صنعاء نيوز - مصر الكنانة درة أفريقيا وقبلة أوروبا وروح الشرق وقلبها النابض بلد السلام والأمن والاستقرار، صنعاء نيوز/احمد الشاوش - -


مصر الكنانة درة أفريقيا وقبلة أوروبا وروح الشرق وقلبها النابض بلد السلام والأمن والاستقرار، تلك الحضارة العريقة التي نشأت حول وادي النيل كدولة نظامية والتي بتوحدها عام 3200 قبل الميلاد شهدت نهضة شاملة مروراً بعصر الفراعنة والعصر الإسلامي بقيادة عمر بن العاص عام 639 ميلادية والطيف الأموي والعباسي والفاطمي والعثماني عندما فتحها محمد علي عام 1517م فانتقلت مصر من عصور التخلف إلى عصور الحداثة، كل هذا التنوع الثقافي والعلمي والامتزاج الحضاري جعل مصر دولة عظيمة، فزادت أهميتها الاستراتيجية بحفر قناة السويس لربط الشرق بالغرب ورغم بذخ الكثير من حكامها وإغراقها في الديون التي سارع من إضعافها سياسياً واقتصادياً وأدى إلى انتقاص سيادتها وتجويع شعبها حتى تدخلت بريطانيا في شئونها أيام الخديوي إسماعيل مازاد ذلك الشعب المصري إلا إصراراً على مقاومة الظلم والجبروت، فبدأت ثورة عرابي تنهي عرش الطغيان البريطاني وثارة مصر عام 1922م ونالت استقلالها سنة 1952م وغادر الملك فاروق مصر وصار جمال عبدالناصر زعيماً لمصر فسارع إلى سن قوانين الإصلاح الزراعي وخطط التنمية الاقتصادية، وبناء السد العالي وتأميم قناة السويس وتبني مبدأ الحياد ودعم عمليات التحرير وبناء المصانع منها هيئة التصنيع الحربي ومجانية التعليم حتى صار بن الفلاح معلماً وطبيباً ومهندساً وسارع إلى بناء جيش وطني لحماية مصر والأمة العربية وأصبح العقل المصري منافساً للعقول الأجنبية رغم بعض المآخذ، ومات ناصر وحل محله السادات الذي تولى تركة ثقيلة من الهموم السياسية والاقتصادية وسارع إلى بناء الجبهة الداخلية وأعد الحرب 1973م حرب اكتوبر بالتعاون مع سوريا ضد اسرائيل وانتصرت مصر والأمة العربية والعالم الإسلامي بسقوط خط بارليف وعبور القنال وتحطم الجيش الاسطورة «وهماً» المدعوم من قوى التسلط العالمي وهزم هزيمة نكراء، وبالرغم من إيجابياته إلا أنه سارع إلى الخلاص من الرعيل الأول وصنع مراكز قوى جديدة وبيع القطاع العام إذعاناً للضغوط الخارجية وحول مصانع الإنتاج الحربي إلى مصانع للأدوات المنزلية مع الأسف الشديد وطبع مع اسرائيل منفردة وفر من الحظيرة العربية مهرولاً نحو السلام الضائع، وزج بالمعارضين السجون وانتشر الفقر والبطالة وفعل قانون الطوارئ وبث سموم الفتنة الطائفية وألب الأحزاب ضد بعضها لإطالة فترة حكمه.
وفي أكتوبر 1981م والسادات بين جيشه وحرسه وهو في قمة عنفوانه هاجمه بعض أعضاء تنظيم الجهاد الإسلامي كالإسلامبولي وعبود الزمر وآخرون وأردوه قتيلاً، وبانتهاء عصره ظهر دكتاتور آخر وتولى حسني مبارك رئاسة مصر وكان ملكياً أكثر من الملك وأكثر ظلماً وجبروتاً في نظر الكثير من أبناء مصر والقوى السياسية فزاد الفقير فقراً والبطالة انتشاراً والاقتصاد ركوداً والأمن القومي ضعفاً والقبضة الأمنية شدة وهدرت كرامة الإنسان فزادت الفجوة بين الشعب المصري وقياداته وبين مبارك وقادة العالم العربي نتيجة الديكتاتورية والسياسات الخاطئة، ففقد الجميع الثقة خاصة بعد أحداث غزة الدامية وتهاونه وتولدت النقمة وروح الانتقام لدى الشعب المصري، وما إن حل الربيع العربي ضيفاً على مصر حتى كسر حاجز الخوف وكان لمواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك وتوتير وغيرها» تأثير كبير في نزول الشعب المصري إلى الشوارع خاصة ميدان التحرير «ميدان الحرية» والدعوة إلى ثورة 25 يناير 2011م وخروج الآلاف لمطالب اجتماعية وسياسية مشروعة لتحقيق العدالة والقضاء على الفساد واحترام حقوق الإنسان، وتعديل الدستور، ثم تطورت الأحداث إلى إسقاط النظام ورموزه، وانتشرت الفوضى والرعب والحرائق، وتهاوت القوى الأمنية وسقط النظام وتنحى مبارك مجبراً يوم 11 فبراير وجالت الاحتفالات كل المدن والشوارع المصرية خاصة ميدان التحرير واختار الشعب عصام شرف رئيساً للحكومة وحُمل على الأكتاف من قبل الجماهير الثائرة إلى منصة التحرير وبدأت محاكمة الطاغية مبارك ورموزه وهو مقعد على سرير في حالة لا تسر صديق ولا عدو وغابت أمريكا وأوروبا عن المشهد وكأن شيئاً لم يكن، وكما هي عادتها عند اختراق الأوراق وسارع المجلس العسكري للدعوة لانطلاق انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل انتهت في يناير 2012م وبدأت بعدها انتخابات الشورى وشهد الأمريكان والسفير البريطاني بنزاهتها وبوجود تحول ديمقراطي كبير، وبدأت يومي 23- 24 مايو 2012م الانتخابات الرائاسية حسب وعد والتزام المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، وتنافست والكثير من التيارات السياسية وفي طليعتهم الجماعات الإسلامية وبدأ الناخبون يدلون بأصواتهم وسط حضور وإقبال كبير وبمشاركة خمسين مليوناً وأكثر من 13 ألف لجنة انتخابية من أجل مصر وشعب مصر ووضع نهاية للديكتاتورية ومراكز القوى الفاسدة التي تنكرت لبلدها وشعبها، وسواء فاز أحمد شفيق أو مرسي أو غيرهما فإن الفائز هو الشعب المصري ذو الإرادة الصلبة وأن الرئيس الجديد عليه أن يأخذ العبرة من السابقين وأن الشعب المصري رقيب عليه وأن يجعل من مصر معبداً ومحراباً له، خصوصاً وأن عجلة التغيير إلى الأفضل مستمرة وبهذا الفوز تكون مصر قد انتصرت أرضاً وإنساناً.
فتحية إجلال وتقدير لشعب مصر الثائر على الظلم وأخرى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سارع إلى حماية النظام العام والسكينة العامة والتراب والوطن باعتباره صمام الأمان لمصر، ووفائه بتسليم السلطة للفائز في الانتخابات الرئاسية بعد إعلانها أياً كان اتجاهه الفكري.

Shawish 22@ gmail.con
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-14931.htm