الثلاثاء, 15-ديسمبر-2009
صنعاء نيوز - صنعاء نيوز صنعاء نيوز: تقرير/مطهر السياغي -يحيى عسكران -
حققت اليمن نجاحا نوعيا في السنوات الأخيرة تمثل في إعلان جميع مناطق الجمهورية خالية من الإصابة بفيروس شلل الأطفال إلى جانب ما حققته الأجهزة المعنية في التصدي لمرض الحصبة وتجنيب الأطفال الإصابة بهذا المرض الفتاك.

وتحتم هذه النجاحات أن تكون الجهود اللاحقة للجهات المعنية في اليمن معززة لهذين المكسبين الوطنيين ومحفزان لتحقيق نجاحات مماثلة في مجال التصدي لمختلف الأمراض.

واستطاعت اليمن منذ الإعلان في العام 2006م الحفاظ على هذا المنجز وعدم تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس متوجة ذلك باحتفالها في يونيو الماضي بمرور أكثر من ثلاث سنوات على خلوها من هذا الفيروس الفتاك.

وتمكنت وزارة الصحة من تحقيق نجاح نوعي آخر تمثل في السيطرة على انتشار مرض الحصبة بين الأطفال من خلال تنفيذ حملة وطنية العام 2006م للأطفال حققت تغطية شبه تامة بنسبة 98 بالمائة.

يأتي ذلك بعد أن كانت الحصبة تمثل السبب الرابع للوفيات بين الأطفال في اليمن دون الخامسة قبل 2006م وفقا لما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية عن وفاة خمسة آلاف طفل وإصابة 30 ألف حالة بالحصبة قبل ذلك التاريخ.

وحسب تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة فإن حالات الإصابة بمرض الحصبة انخفض إلى 13 حالة مثبتة مخبريا عام 2007م و ثلاث حالات العام الماضي إضافة إلى خمس حالات مستوردة من الصومال.

فيما ارتفعت حالات الإصابة بمرض الحصبة في اليمن حتى نوفمبر العام الجاري 2009م إلى 71 حالة نتيجة زيادة عدد الأطفال والمولودون بعد عام 2006م، يتوجب عليها الاستمرار في تعزيز المناعة والحماية للأطفال عبر التطعيم الروتيني وحملات التحصين الوطنية.

وحرصت اليمن على جعل هذه النتائج صفة دائمة لنشاطها في مجال الوقاية ومكافحة الأمراض الأمر الذي أكسب الحملات الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال مرض الحصبة بعدا استراتيجيا تسعى اليمن إلى تحقيقه في خططها السنوية بشكل دوري متواصل.

الحملة الوطنية للتحصين

ومن هذا المنطلق تأتي الحملة الوطنية للتحصين التي تنفذها الوزارة حاليا حتى 17 ديسمبر الجاري مكملة للنجاحات المحققة وبما يضمن ديمومة الحفاظ على خلو اليمن من فيروس الشلل وتقليص حالات الإصابة بمرض الحصبة.

وكمحدد للجهد الذي يجب أن تسلكه اليمن في هذا المنحى وحرصا على تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة عمدت الوزارة إلى تنفيذ حملة مزدوجة للتحصين ضد شلل الأطفال والحصبة في اطار جهود المكافحة والترصد.

وتشترط خطط الوزارة لضمان استمرار اليمن خاليا من فيروس الشلل أن تحقق هذه الحملة نسبة تغطية تتجاوز 90 بالمائة عبر التطعيم الروتيني للأطفال المستهدفين في عموم المناطق.

التعريف بالحصبة

يُعرف مرض الحصبة بأنه مرض فيروسي خطير شديد العدوى ينتقل عبر الرذاذ المتطاير من فم المصاب والملامسة المباشرة لإفرازات الأنف والبلعوم ويصاحب هذا المرض عددا من الأعراض تشمل " حمى ، طفح جلدي عام، سعال، واحمرار العينين وسيلان الأنف".

وحسب تقرير المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة فإن الوفيات الناتجة عن الحصبة تحدث نتيجة المضاعفات المرضية كالتهاب الرئة والاسهالات الحادة والجفاف وإسهال مزمن وسوء التغذية والتهاب الدماغ.

وفيما يخص الوقاية من هذا المرض يجب تحصين الأطفال بلقاح الحصبة، إذ يولد الأطفال ولديهم مناعة ضد الحصبة ويكتسبونها من أمهاتهم لكنها تقل تدريجيا بعد الشهر السادس من العمر.

شلل الأطفال

وبحسب منظمة الصحة العالمية فأن شلل الأطفال يعرف بأنه التهاب خطير يسببه فيروس، يصيب الصغار وقد يصيب الكبار أحياناً وقد يؤدي إلى الشلل الحركي التام.

ولا يعد معظم مرضى شلل الأطفال مصابين بالشلل الدائم، لأن الشلل قد يحدث على درجات وفي عدة مجموعات من العضلات. وهناك نوعان من شلل الأطفال هما الشلل الشوكي والشلل البصلي، ومتلازمة ما بعد الشلل.

ويعتبر الشلل الشوكي أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث هذا النوع عندما تهاجم فيروسات الشلل الخلايا العصبية التي تتحكم في عضلات كل من الساقين والذراعين والجذع والحجاب الحاجز والبطن والحوض، فيما يعد الشلل البصلي من أخطر أنواع شلل الأطفال وينشأ نتيجة تهتك الخلايا العصبية في جذع الدماغ وتتحكم بعض هذه الأعصاب في عضلات البلع وتحريك العينين واللسان والوجه والعنق وقد تتأثر كذلك الأعصاب التي تتحكم في التنفس ودوران السوائل في الجسم.

وتقول تقارير ودراسات منظمة الصحة العالمية ": إن هناك ثلاثة فيروسات تؤدي إلى شلل الأطفال وتسمى النمط الأول والثاني والثالث، حيث تهاجم الخلايا الحية وتنتقل الإصابة عن طريق الأنف والفم وتصل إلى الأمعاء وتنتقل مع الدم إلى الدماغ عن طريق الألياف العصبية أو ينقلها الدم إلى الجهاز العصبي المركزي، ثم تدخل في الخلية العصبية وتتكاثر بسرعة حتى تتهتك الخلية أو تموت، وينشأ الشلل عند تهتك عدة خلايا".

الأعراض

أعراض شلل الأطفال كثيرة منها ألم في الحلق، حمى، صداع، قيئ، وقد تكون هذه الأعراض خفيفة بحيث يصعب على الطبيب تشخيص المرض على أنه شلل.

كما ان الإصابات الشديدة لها نفس الأعراض السابقة لكنها لا تختفي ويبدأ التيبس في عضلات الظهر والرقبة وتصبح العضلات ضعيفة والحركة عسيرة، وقد يحدث الألم في كل من الظهر والساقين خاصة إذا أصبحت الأعضاء مشدودة أو ممدة وقد يعجز الإنسان عن الوقوف أو المشي اذا تمكن منه مرض الشلل .

وسائل العلاج

في حين يؤكد المختصين أن الوقاية خير من العلاج إلا أن هناك وسائل تقي الإصابة بهذا الفيروس أهمها اللقاحات المضادة التي تعطي للأطفال في فترات عمرية محددة ومتقاربة على أربع جرع.

فتعطى الجرعة الأولى للطفل نهاية الشهر الثالث والثانية في نهاية الشهر الرابع، والثالثة مع اكتمال الشهر الخامس أما الجرعة الرابعة والأخيرة وهي جرعة منشطة فتعطى في نهاية الشهر الـ18.



* سبأ
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-1545.htm