الجمعة, 27-يوليو-2012
صنعاء نيوز - 
التدخين مضر بالصحة ويجب الإقلاع عنه فوراً
تعرض الأطفال والبالغين لدخان التبغ (السلبي) يسفر عن أمراض خطيرة ومُميتة 
التدخين (السلبي) يتسبب في وفاه أكثر من 600 ألف حالة سنوياً صنعاء نيوز/عبدالخالق البحري -



أصبح جلياً تماماً ولا مجال للشك أن التدخين وتعاطي كافة أنواع التبغ ضاراً بالصحة مُسبباً المراضة والوفاة وله تأثيرات كبيرة جداً على النواحي الاجتماعية والاقتصادية. إنه لا يزال يمثل السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن توقيه، فهو يقتل أكثر من خمسة ملايين إنسان سنوياً، أي أكثر مما يسببه الايدز والسل والملاريا من وفاة مُجتمعة، هذا ما يؤكده تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير الذي يُضيف أن 80% من الوفيات قبل الأوان سوف تقع في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، أي من الدول التي يتعذر عليها تحمل هذه الخسائر الفادحة.
فكثير من الناس يدخنون ومن ثم يعرضون أنفسهم لخطر الأمراض والوفاة التي تنجم عن التدخين، والوفاة المُبكرة التي يمكن تلافي مسبباتها والتي يروح ضحيتها ملايين الأفراد من ذوي التدريب العالي والخبرات الجيدة في منتصف عمرهم وذروة إنتاجهم، تُعتبر خسارة جماعية تتجاوز حدود البلدان ويتعرض الكثير من غير المدخنين لا إرادياً لدخان التبغ، مما يُعرضهم أيضاً للأمراض المتعلقة بالتدخين.
سرطان الرئة
ويشير الدكتور/ محمد الخولاني مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان إلى انه اجري استفتاء في بريطانيا مُنذ سنوات، عبّر معظم المدخنين (حوالي 80%) عن أسفهم على الإقدام على التدخين أول مرة وأنهم ما كانوا ليفعلوا ذلك لو أن التاريخ أعاد نفسه. وان من بين أشهر الأمراض التي يسببها التدخين هو سرطان الرئة، غير أن الواقع أن التدخين يُسبِّب وفيات أكثر وأسرع من أمراض أخرى غير سرطان الرئة وهي ناجمة عن أمراض القلب وغيرها من الأمراض الوعائية التي يسببها التدخين وأكثرها فتكاً جلطات القلب والدماغ. .وقد أظهرت الدراسات التي أُجريت في المملكة المتحدة أن المدخنين الذين هم في العقد الثالث والرابع من عمرهم معرَّضون للنوبات القلبية أكثر من غير المدخنين بمعدل خمسة أضعاف.
إجماع علمي
وأكد الدكتور الخولاني بأن هناك إجماع علمي يستند إلى دراسات عديدة تثبت أن تعرض الأطفال والبالغين لدخان التبغ القسري (السلبي) يسفر عن أمراض خطيرة ومُميتة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة والربو وغيرها. حيث تُشير تقديرات منظمة الصحة العالمية الى أن حوالي نصف أطفال العالم يستنشقون هواءً ملوثاً بدخان التبغ (السجائر والشيشة وغيرها) في الأماكن العامة والخاصة وخاصة في المنازل. لذلك فان الخلو من دخان التبغ في مجتمعنا هو الخيار الطبيعي والواجب على كل عاقل أن يحرص على بيئة خالية من الدخان له ولأطفاله ولأهله جميعاً. وقد منعت السلطات البريطانية قبل سنوات زوجين من تبني طفل، لأن الزوج مُدخن ولأنه لا يحق للمدخنين تبني الأطفال حفاظاً على صحتهم.
التدخين السلبي
وأفاد مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان بأن التعرض للتدخين القسري/السلبي يُسبب أكثر من 600 ألف وفاة قبل الأوان كل عام وأعداد كثيرة من الأمراض المؤدية إلى العجز والتشوهات، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تتجاوز عشرات البلايين من الدولارات كل عام. فان المنظمة تؤكد أنه لا يوجد مستوى مأمون للتعرض لدخان التبغ، وأنه لا تنفع النوافذ المفتوحة أو مراوح التهوية، والفطرة السليمة تعاف رائحة دخان التبغ والذي يُجمع عليه المدخنون أنفسهم بأنه ذو رائحة كريهة مُنفرة. والتدخين من الخبائث فإن كنت لا ترى انه من الخبائث فلم تؤنب أو تعاقب ابنك أو أخاك الصغير عندما تراه يُدخن. والتدخين فيه إسراف والإسلام نهانا عن الإسراف في الأكل والشرب فما بالك بما هو ليس طعاماً ولا شراباً وإنما أنفاس ذو رائحة كريهة ينفر منها حتى المدخن نفسه إذا وجدها من غيره. ناصحاً كل المدخنين بمراجعة النفس وإخلاص النية والتصميم لترك هذه العادة المُميتة، قال الله سبحانه وتعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" النساء 29، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "لا ضرر ولا ضرار".
تقويض الجهود
وأشار الدكتور الخولاني إلى أن جميع منتجات التبغ مُصمَّمة بعناية لتقويض أي جهود تُبذل للإقلاع عن تعاطيها. ولذلك فالإقلاع عن التدخين ليس مجرد مسألة اختيار لمعظم متعاطي التبغ، بل هو يتطلب مجاهدة النفس للتغلُّب على الإدمان علماً بأن تعاطي التبغ يشكِّل عادةً جزءاً من نسيج الحياة اليومية، ويمكن أن يقوم بدَوْر تعزيزي على الصعيد الفسيولوجي والنفسي والاجتماعي. وهنالك عوامل كثيرة تُضاف إلى تسبب التبغ للإدمان تجعل من الصعب الإقلاع عن تعاطيه، ومن هذه العوامل الصور التي يظهر بها التدخين في وسائل الإعلام، والقبول الثقافي والاجتماعي لتعاطي التبغ.)
لماذا تتوقف عن التدخين ؟
ونوه مدير برنامج مكافحة التدخين إلى أن أسباب التوقف عن التدخين وفي كلمتين هما: الصحة أولاً ثم المال والقدوة الحسنة، والارتباط بين التدخين والحالات الخطيرة للصحة أقوى من أي سبب بيئي آخر للأمراض، وليس سرطان الرئة هو أكبر قاتل، فإذا ما كنت تدخن 20 سيجارة أو أكثر في اليوم الواحد، فإنك معرض للموت بالسكتة القلبية خمسة أضعاف أولئك الذين لا يدخنون، ويُعرض للإصابة بالنوبات القلبية ثلاثة أضعافهم، ذلك لأن التدخين يعجل بالإصابة بتصلب الشرايين وضيقها، مما يؤدي إلى تعثر جريان الدم، و يمكن لضعف انسياب الدم إلى المخ أن يؤدي إلى السكتة الدماغية، كما أن جريان الدم الضعيف للدم إلى عضلة القلب يمكن أن يسبب النوبة القلبية. فقد تقول إن الكلام أسهل من الفعل، لكن ليس هناك طريقة سحرية للتوقف عن التدخين. فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين، فما عليك إلا أن تتظاهر بأنك غير مُدخن، وتحاول بإحدى طرق التوقف عن التدخين. جرب هذه الطريقة، فطرق التوقف عن التدخين عديدة، وهي تختلف باختلاف شخصية كل مدخن. يجب ألا تتضايق من تكرار المحاولة، المهم هو أن تقرر التوقف عن التدخين، ولن يكون قرارك حاسماً إلا إذا أدركت الأسباب الحتمية التي تفرض عليك التوقف عن التدخين.
لا قبول للتفاوض
وقال الدكتور الخولاني: حدد لنفسك تاريخاً معيناً للتوقف عن التدخين ولا تقبل التفاوض فيه، معظم الذين توقفوا عن التدخين نجحوا أولاً في التعرف على أسباب التدخين لديهم قبل أسبوع من التوقف عن التدخين. اعرف الأماكن والأوقات التي تدخن فيها؟ حاول أن تلجأ إلى ما يشغلك في مثل هذه الأماكن والأوقات كي تصرف نفسك عن التدخين. لا تفكر في قضية التوقف عن التدخين تماماً، لكن فكر في تحقيق النجاح في التوقف عن التدخين في هذا اليوم ثم اليوم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا وذلك حتى لا يكون العبء النفسي عليك كبيراً. مارس بعض التمارين الرياضية، تناول كثيراً من السوائل وتفادى الإرهاق حاول أن تحصل على مساندة معارفك واطلب منهم مساندتك في الأمور التي تفيدك في التوقف عن التدخين في اليوم الذي حددته للتوقف عن التدخين، تخلص من جميع السجائر والطفايات وولاعات السجائر. أعلن على جميع الأصدقاء والأهل انك توقفت عن التدخين. كافئ نفسك بما تحب عندما تشعر برغبة شديدة في إشعال سيجارة، اشغل نفسك بأي شيء كي تنسى تلك الرغبة، إذا خانتك نفسك وأشعلت سيجارة فكر فيما دفعك إلى ذلك حتى لا تعود إليها مرة ثانية.
مزايا التخلي عن التدخين
1. تحسين اللياقة البدنية
2. حياة أطول بصحة أفضل
3. رائحة أفضل لفمك وجسمك وثيابك
4. انعدام بقع النيكوتين ونضارة أفضل
5. تتذوق طعامك وشرابك بطريقة أفضل
6. توفر نقودك وتحافظ على صحتك وصحة أهلك ومجتمعك
الفوائد الصحية بعد الإقلاع:
• بعد (20) دقيقة: تعود ضربات القلب لمعدلها الطبيعي ويصبح ضغط الدم طبيعياً.
• بعد (8) ساعات: تبدأ مادة أول أكسيد الكربون السامة في الاختفاء من الدم وتبدأ نسبة الأكسجين بالتزايد .
• بعد (24) ساعة: تقل فرص حدوث الأزمات القلبية والسكتة الدماغية.
• بعد (48) ساعة: تبدأ أعصاب الشخص في التكيف على اختفاء النيكوتين ويبدأ التحسن في حاستي الشم والتذوق.
• بعد (72) ساعة: يحدث تحسن في الدورة الدموية وسهولة في التنفس.
• بعد (14) إلى (90) يوماً: تتحسن الدورة الدموية بشكل كبير ولا يحس المتوقف عن التدخين بالتعب أثناء المشي كما كان حال تدخينه وتتحسن وظائف الرئة بنحو 30% مع اختفاء النيكوتين تماماً من الدم.
• بعد (9) أشهر: تختفي الكحة والشعور بالتعب وتزيد طاقة الجسم ويختفي القطران من الرئة.
• بعد سنة واحدة: تقل بمشيئة الله احتمالات الوفاة التي تسببها أمراض القلب ويقل احتمال سرطان الرئة والحنجرة والفم والمريء والمثانة ويكون المعدل هو نفسه عند غير المدخن.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 04:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-15866.htm