د/عبد الحميد الصهيبي -
غير مرة كتبت عن هذا الموضوع ...
وكتب غيري الكثير وكان أخر من كتب الزميلتين (سميرة الخياري) و (محاسن الحواتي ) في عدد الأسبوع الماضي
تزامن الكتابة في ذات الموضوع دلالة واضحة على تجربة حديثة
ربما هو التخاطر
وهو أن تتذكر شخص ما أد موضوع ما يفكر فيه أو يتذكرك في ذات الوقت
وهو في الحقيقة ما اثر لدينا الدهشة والمفاجئة فقد كنت يوم السبت على موعد مع الأسرة ... أقراء فيها ..... أفتش فيها
ويا للمصادفة .... يا للقدر ...
فقد كتبت نفس الموضوع وأنا اجلس على مقعدي في الطائرة عائدا من بيروت بعد ان وقفت أمام مشهد حي من مشهد العنف ضد النساء يتكرر يوميا ...في الزوايا والأركان التي يشكل فيها البيت اليمني ..ويتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل
بقصد او دون قصد نربي عليها الأطفال ...وتكبر معهم وتعيش معهم ولا تدفن او تختفي من حياتهم إلا وقد فاضت أرواحهم
توبيخ الأنثى ... الإساءة اللفظية إليها ...أهانتها او الإقلال من شانها ...محاصرتها بسهام الشك .... والريبة .... مناداتها بعبارات الاحتقار والاستصغار التمييز ضدها ومصادرة حقوقها
وفي الحد الأدنى الاستمتاع بإصدار الأوامر والتعليمات ومطالبتها بسرعة تنفيذها وتحذيرها من أي تهاون ... في إطار إشباع الرغبة للذكور في التسلط ...واستعراض عضلات القوامة للرجال على النساء ... او بالأصح الذكور على النساء قد يكون الذكور في وضع وهيئة ومركز يتنافى مع مبررات القوامة ...
أيا كان ....طفل ...او أحمق ...او متخلف ...او غيرة المهم انه ذكر ...اذا فقد منتحة ثقافتنا سلطة الأمر والنهي وببساطة أضع بين يدي القاري العزيز هذه الصورة من خلال مواقف واقعية سجلت أحداها هذا الأسبوع الموقف الأول كما أسلفت كان على متن الطائرة ...وأنا أتابع تلك الحركة لواحدة من العائلات اليمنية مكونة من رجل وامرأتين وفتاه ...واثنين من الأطفال احدهما من الذكور وعمرة ...ثمان سنوات تقريبا
ورغم سنوات عمرة القليلة ..الا انة عبر من مفاهيم كثيرة غرستها الأسرة ...رغم وضعها الاجتماعي والتعليمي العالي ...!! فهاهو يواجه الفتاة ...يراقبها وقد تأخرت في ارتدا الحجاب بعد فراغها من تناول الطعام فاندفع نحوها صارخا بعبارة صاغها باللهجة العامية وبصوت مسموع ... وضعها في موقف مهين تمنت لو انها دفنت حيه قبل سماعها لتلك العبارة
أتدرون ماذا قال ( تلثمي كسروا قرنش ) ...!!
عدت الى البيت ...وقد وضعت رؤؤس الأقلام للموضوع وتحيطه علامات التعجب ومشاعر الحزن على الفتاه الجريحة ...!!!! وبين ما انا أقف مع ابنتي الغالية منال بجوار المنزل ومعنا يقف ابني الذي يصغرها بثلاث سنوات إذ أحسست بالبرد فطلبت من ابنتي إحضار الجاكت !! استجابت منال وأحضرت الجاكت ... وسلمته إلي ...!!! وكانت مفاجئتها ومفاجئتي ... بطلب أخيها ,,والذي وجهه إليها بصوت عالي وبأمر إلزامي (( اطلعي أدي حقي الكوت ))وعنده أدركت ...السبب لموجات العنف اللفظي ضد النساء ...إنها ألفاظ نقولها ...ممارسات نقوم بها ...ولحظات نتعايش معها ... وتنمو في مجتمعاتنا و أوطاننا !! وأجيالنا في الماضي و الحاضر والمستقبل ..!!!
|