صنعاء نيوز - أشياء غريبة تحدث على صعيد الملف الايراني بصورة عامة، و ملف المقاومة الايرانية بصورة خاصة، هذه الاشياء و عند جمعها مع بعضها البعض و التدقيق فيها، نجد تفاصيل ثمة سيناريو غير مألوف في الطريق.

الأربعاء, 01-أغسطس-2012
صنعاء نيوز/*علي ساجت الفتلاوي -
أشياء غريبة تحدث على صعيد الملف الايراني بصورة عامة، و ملف المقاومة الايرانية بصورة خاصة، هذه الاشياء و عند جمعها مع بعضها البعض و التدقيق فيها، نجد تفاصيل ثمة سيناريو غير مألوف في الطريق.

مشروع الحل الانتقالي المؤقت لسکان معسکر أشرف، والذي بدأ تطبيقه منذ اوائل العام الجاري، لايزال يثير جدلا و لغطا غير عاديين على العديد من الاصعدة، ولئن تؤکد کل واحدة من الاطراف المشارکة في المشروع'منظمة الامم المتحدة، الحکومة العراقية، سکان أشرف و ليبرتي، الولايات المتحدة الامريکية و الاتحاد الاوربي'، إنها قامت بتنفيذ إلتزاماتها الملقاة على عاتقها، غير ان إلقاء نظرة متفحصة على الذي جرى و يجري على أرض الواقع بصدد هذا المشروع. يبين بوضوح أن المسألة ليست کذلك تحديدا وانما هناك ثمة تباين و إختلاف کبير في تنفيذ تلك الالتزامات بين الاطراف الواردة ذکرها آنفا.
هذا المشروع الذي مثلما يحدد الواجبات يحدد أيضا الحقوق و الاستحقاقات، يبدو أن ثقله الاکبر قد کان و لايزال على سکان معسکر أشرف، والذين هم أساس و جوهر القضية، ومنذ شهر شباط الماضي، حيث جرت عملية نقل اول وجبة من سکان أشرف و الى حد شهر أيار الذي جرت فيه عملية نقل الوجبة الخامسة، والتي جرت کلها على أساس تجاوب سکان أشرف بقبولهم بالحد الادنى من الشروط الواجبة توفرها لعملية النقل، ومع کل ماجرى من ممارسات عدوانية و قمعية و ذات طابع ترهيبي من جانب الجيش العراقي، فإن نقل 2000 من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي قد تم، وتوقفت عملية النقل عند الوجبة السادسة و التي تهيأ سکان أشرف لها و صاروا في الحافلات لکنه تم إعادتهم من جانب السلطات العراقية الى أماکنهم، وبعدها لم تجري أية عملية نقل.
واضح أن سکان أشرف قد کانوا و لايزالون أصحاب المبادرة و الطرف الاکثر إستعدادا لتنفيذ الالتزامات الملقاة على عاتقهم، وقد طلبوا ومنذ اللحظة الاولى الحدود الدنيا من الشروط الواجبة توفرها إنسانيا و قانونيا لإتمام هذا المشروع، وقد أکدوا على عدة نقاط کانت من بينها ضرورة توفر المعايير الانسانية في المخيم الجديد و توفر الخدمات الاساسية فيها، وکذلك ضرورة تصفية الاموال غير المنقولة لسکان أشرف و التي تقدر بأکثر من 500 مليون دولار، لکن، هذين المطلبين العادلين و اللذين يعتبران حقا مشروعا لسکان أشرف، لم يتم تنفيذ أي واحد منهما بالصورة المطلوبة، فمشکلة المياه و في موسم الحر هذا حيث وصلت درجات الحرارة الى 55 درجة مئوية، لازالت المياه تنقل الى السکان بواسطة مقطورات المياه و التي تنتظر بدورها ساعات طويلة لکي تتزود من مصدر واحد فتصل درجة حرارة المياه الى حد غير عادي، وعلى الرغم من أن سکان ليبرتي قد طلبوا إيصال شبکة المياه في ليبرتي بشبکة إسالة بغداد للقضاء على مشکلة المياه و على الرغم من الوعود التي قطعها ممثلون عن الحکومة العراقية بأن تتم العملية قبل شهر رمضان، لکننا و نحن في شهر رمضان لم ينجز أي شئ بهذا الخصوص، أما بالنسبة لقضية الاموال المنقولة، فإن المثير للقرف و السخرية أن يبادر قائد عصابات القدس الارهابية قاسم سليماني الى إصدار أوامره للحکومة العراقية بأن تصفى قضية الاموال المنقولة لسکان أشرف و يمنحون مبلغا لايزيد عن 5 الى 6 مليون دولار، وإذا ماتمت مقارنة هذا المقدار بالمبلغ الاساسي وهو أکثر من 500 مليون دولار، فإنه تتوضح درجة الظلم و الاجحاف التي تمارس بحق الاشرفيين.
منظمة الامم المتحدة و في شخص مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق و الذي يمثل طرفا اساسيا و محوريا في ذلك المشروع، سبق وان قطعت الحکومة العراقية الکثير من الوعود و العهود أمامها بخصوص جاهزية مخيم ليبرتي، و بصدد تصفية الاموال المنقولة و مشکلة المياه في المخيم، لکن لم تبادر الحکومة العراقية الى تنفيذ أي من هذه الالتزامات، وفي المقابل لم يقم کوبلر بممارسة الضغط على الحکومة العراقية للقيام بتنفيذ إلتزاماتها مثلما لم يقم بشرح و توضيح ذلك للمجتمع الدولي، وانما نقل عنه في الاونة الاخيرة بأن صبر الحکومة العراقية'يکاد أن ينفذ'حيال سکان أشرف لعدم إستجابتهم و تعاونهم في المشروع المشار إليه في السياق!
الحکومة العراقية التي تجيد فقط لغة التهديد و الوعيد و حرف الحقائق و قلبها و إجراء الصفقات و الاتفاقات السرية مع النظام الايراني، مستمرة في تجاهل حقوق سکان أشرف و ليبرتي و مواصلة الضغوطات ضدهم من أجل إرضاء الملالي، وصل بها الامر الى حد القفز على المشروع الاممي نفسه و حرفه عن سکته الاساسية بإتجاه مشروع مشبوه آخر بأن يتم نقل 1200 فردا من المتبقين من سکان أشرف الى فندق تشرف عليه المخابرات الايرانية؟!
الولايات المتحدة الامريکية، وعلى الرغم من أن محکمة الاستئناف قد حددت الاول من أکتوبر کآخر موعد لإخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الارهابية، فإن وزارة الخارجية مازالت تقوم بعملية ربط غبية و غير منطقية مابين نقل السکان من أشرف الى ليبرتي و بين إخراج منظمة مجاهدي خلق من القائمة السوداء؟!
الاتحاد الاوربي الذي وعد بدوره أن يساهم في المشروع و خصوصا في إستقبال سکان مخيم ليبرتي، لم يخطو لحد الان أية خطوة عملية ملموسة وانما کل الذي قام به مجرد إلتزامات مکتوبة على الورق من دون تنفيذ!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 05:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-15943.htm