صنعاء نيوز/نائف حسان -
يبدو كما لو أن فتوى حرب 94متلاحق عبد الوهاب الديلمي. مراراً، لجأ الرجل إلى النفي والتكذيب،غير أنه استخدم، مساء أمس الأول، لفظة"التأويلات"لإسقاط تهمته كصاحب الفتوى الأسوأ في تاريخ اليمن الحديث، التي "أحلت"، ارض الجنوب، ودماء الجنوبيين، أمام علي عبد الله صالح في حرب94م.
قال الديلمي،مساء أمس الأول، في "منتدى الدكتور غالب القرشي"، انه "لم يكن هناك فتوى وإنما كان حديثا إذاعيا بنيت عليه الأباطيل والتأويلات،يتعامى الرجل هنا عن طبيعة إصدار الفتاوى، مع أن الجميع يعرف إن أغلب الفتاوى الدينية تصدر بهذه الطريقة: إما رداً على سؤال، وأما رداً على طلب استيضاح. شخصيا،استمعت للفتوى مسجلة بصوت الديلمى، وإباحة الجنوب ودماء الجنوبيين مسألة واضحة فيها، لا تحتاج إلى تكذيب، أو سوء فهم وتأويل.
من الواضح أن الديلمي يحاول إنكار إصداره الفتوى بتكتيك من يدرك أن الوضع تغير، وأن عليه أن يقدم تنازلاً يكذب الناس دون الحاجة إلى الاعتذار لهم! لقد تغير الوضع بالفعل، وفتوى الديلمي إحدى أسوأ المحمولات السلبية لدى الجنوب ضد الوحدة، لكن الديلمي بدلاً من أن يعتذر يلجأ إلى المخاتلة بقصدية تمعن في إهانة الجنوب، واليمن ككل.
نعرف جميعا أن الديلمي اصدر فتواه تلك عبر الإذاعة، ثم بثت بشكل متكرر في جميع وسائل إعلام نظام صالح. لا أدري ما الذي يريد الديلمي قوله من أنها "كانت حديثا إذاعياً،...! يبدو الرجل كما لو أنه يريد أن يقول إنه أباح دماء الجنوبيين وأرضهم في حديث إذاعي،وليس في مسجد؟ وكان المسألة مسالة من أين اصدر فتواه!
كانت الفتوى جريمة كبيرة لم يتمكن رجل الدين بالغ التأثير من جعلها جريمة ميتة. لا يحتاج الأمر مزيدا من المكابرة والضجيج قدر حاجته شجاعة حقيقية للاعتذار.