صنعاء نيوز/عبير عبد الوهاب الخضاف -
أعترف أنني كنت من أشد المعجبين بالقناة الفضائية mbc، وهناك الكثيرون أيضاً من المشاهدين اليمنيين الذين كانوا أيضاً ممن يتابعون ما تقدمه هذه القناة في السابق من برامج ومسلسلات كانت عنوانيها الشيقة ممتازة لما تبثه هذه القناة.
إلا أنها مع الأسف اختلفت هذا العام؛ إذ ظهرت بمستوى رديء من عرضها بعض البرامج السيئة المتطفلة والساذجة، من حيث تدنيها الهابط حتى من حيث مستوى النقد الذي أثير، من خلال عرضها لمسلسل واي فاي منذ أيام، وتعرضه لليمنيين بصورة سيئة وازدراء سافر وخاصة الحلقة السادسة منه التي صورتهم على أنهم إرهابيون جهلة وحمقى.
وهو ما جعل اليمنيين ممتعضين عن مشاهدة هذه القناة التي كانت في السابق تتحلى بالقيم الإعلامية الرائعة، وعلى خلفية قيام قناة mbc بعرضها حلقة من مسلسلها الرمضاني واي فاي، والذي قدم هذا المسلسل صورة غير حقيقية عن حياة اليمنيين، ومثل التزييف الإعلامي الرديء من حيث تخطيه للواقعية في أساليب النقد المعمول به، وتحامل كثيراً وأظهر حقداً ضغناً وكراهية على الشعب اليمني من خلال تقديم هذا المسلسل بصورة مبتذلة، وحاول تصويرنا نحن اليمنيين على أن الإرهاب هو اليمن، وأنهم لا يهمهم من أمور الحياة سوى افتعالهم التفجيرات وتناول القات.
وهو ما أثار سخطاً واستياء كبيراً في أوساط الشارع اليمني بمختلف شرائحه على القناة والقائمين عليها ومعدي ومنتجي وممثلي هذا المسلسل الذي أساء أيضاً لقناة mbc نفسها، والتي كنا نحن الجمهور اليمني معولين بمتابعة كل ما تبثه هذه القناة من برامجها ومسلسلاتها الرمضانية كل عام، وبأن المشاهدين اليمنيين ممن كانوا يفضلون مشاهدتهم بدرجة كبيرة لقناة mbc، ولكننا صدمنا جداً بهذه القناة عندما سمحت ببث مسلسلها الرمضاني واي فاي الذي أثار استياء المشاهدين لهذه القناة، وأيضاً عكس ذلك موجة من الاستنكار بين أوساط اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي من جراء عدم واقعيته، من حيث النقد وتقديمه صورة مغلوطة عن اليمنيين.
وهنا لابد من كلمة نقولها لمن يشرع من مهرجي القنوات الفضائية الكثير من الضحك بلا معنى، وإنما لمجرد بث أحقاد سوداء من فراغ أعمالهم الهابطة من أي مضمون حقيقي.
كما أن الانزلاق نحو إنتاج بعض الأعمال المثيرة للسخرية التي صار يقدمها البعض من المهرجين في قنوات فضائية هي أعمال فارغة من أي محتوى، ولا ترتقي إلى مستوى النقد البناء، والذي كان يترتب عليهم بأن يقدموا محتواها بمصداقية حتى يصدقوا في نقدهم لواقعنا اليوم، إلا أنه مع الأسف الشديد انحرفت أعمالهم عن خدمة الثقافة وعن أساليب الطرح الهادف الحقيقي، وتعمدوا تحويل ما يقدمون من أعمال وبرامج ومسلسلات تلفزيونية إلى لقافة، وشكل بذلك الفشل الذي تعود عليه هؤلاء المفلسون، والذين أظهروا بذلك الرداءة في نقدهم واستعراضهم.
وهذه القضية في اعتقادي تتعلق بثقافتنا جميعاً، ولكن بطبيعة الحال فهناك من يعتقدون بأن مزجها بالنوعية من حيث إثارة السخرية بأنها سوف تلقى رواجاً، وهذه نتيجة خطأ تفتقر لمفهوم الثقافة، ربما لأن من أعدت تلك الأعمال هي عقول لا نتفق معها على الإطلاق، ولا تستحق بأن نشاهد أعمالهم تلك والمخيبة لآمال المشاهدين أساساً. |