صنعاء نيوز - صنعاء نيوز

السبت, 18-أغسطس-2012
صنعاء نيوز/الكاتب علاء الريماوي -



في المتابعة للصحف العبريىة برز الحديث عن القدرة الإيرانية في بناء منظومة نووية عسكرية تهدد المنطقة وتذكي فيها صراعا محموا حول امتلاك الطاقة النووية .
هذا الحديث جعل الكيان يتخوف من انتقال العدوى إلى دول وازنة في الشرق الأوسط كمصر ، السعودية ، تركيا وبعض دول الخليج العربي .
القراءة الصهيونية إعتبرت أن المسار المفضل بالنسبة لبعض من الدول التي طورت قدرات نووية عسكرية في العقود الأخيرة كانت باتجاهات مدنيه، لكن هذه التوجهات و بحسب المؤسسة الصهيونية تثير مخاوف تحول إلى الإغراض العسكرية .
هذا الهاجس أوجد قناعة بضرورة عدم السماح للدول الساعية الى تطوير برامج نووية جديدة بتنفيذ سياقات انتاج الوقود النووي ومعالجته بعد اشعاعه في اراضيها.
لكن هذه القيود تثير الاحتجاج في أوساط "الدول المتحولة نوويا حديثة العهد"، مثل تركيا، المملكة السعودية والاردن واللواتي أعلن بانهن يحتفظن بحق الوصول الى تكنولوجيا دائرة الوقود، وأولا وقبل كل شيء الحق في تنفيذ عملية تخصيب اليورانيوم في اراضيها.
أوساط صهيونية بدت متخوفة من قناعة ترسخت لدى هذه الدول ان من يقف خلف تحريك الغرب للضغط على الدول العربية هي اسرائيل هذا الحديث دفع الاردن إتهام ( اسرائيل ) بانها تمارس ضغوطا على كوريا الجنوبية وفرنسا كي لا تبيعها تكنولوجيا نووية مما جعل الملك الأردني يتعتبر أن سلوك إسرائيل دفع العلاقات بينهما الى تدهور لم يسبق منذ اتفاق السلام في 1994العام وجاءت ذروة التوتر على لسان الملك عبد الله الذي قال " اسرائيل على نحو خاص، قلقة من أن يصبح الاردن دولة مستقلة من ناحية اقتصادية... المفاعلات النووية لاهداف الكهرباء موجودة في اماكن عديدة في العالم لذلك على اسرائيل ان تعنى بشؤونها".
هذا التعطيل والتخوف ترافق مع بحوث وتوقعات عن دول الشرق حيث كتب باحث صهيوني في ذلك " مصر تعيش اليوم ضائقة سياسية بسبب تعزز قوة ومكانة ايران، بما في ذلك في مجال النووي العسكري. وبالتالي يوجد احتمال لا بأس فيه بان تقوم باقتناء قدرة نووية عسكرية، ولا سيما اذا ما وصلت ايران الى قدرة معلنة كهذه.
ويقرر الباحث ان لدى مصر القدرة – سواء البنية التحتية – التكنولوجية و البشرية – لدفع مثل هذا المشروع الى الأمام، والامر منوط أساسا بقرار سياسي. واذا ما اتخذت مصر مثل هذا القرار، فسيستغرق الامر سنوات غير قليلة، اذا لم تكن عرقلة فسيكون بوسعها ، تنفيذ قرارها.
وفي الحديث عن المعيقات بحسب الباحث الصهيوني سيتضرر الاقتصاد المصري بسبب القطع المتوقع للمساعدات الدولية، و العربية الغنية ايضا.
الهاجس الصهيوني وصل ذروته بصعود الدكتور محمد مرسي للحكم والذي يرى فيه شخصية علمية مرموقه قادرة على اتخاذ قرار عملي في التوجه نحو منظومة نووية متعددة الاغراض .
الحديث عن مصر أضيف له في الكيان دراسة للوضع في المملكة العربية السعودية والتي في العام 2011 قامت بعملية اختيار مواقع مرشحة للمفاعلات والتي ترافقت مع نية السعودية إنهاء بناء مفاعل في اراضيها حتى العام 2020. حيث قال وزير الخارجية السعودية في ذلك : " أنه ليس سرا أننا نفعل هذا علانية. هدفنا هو تحقيق تكنولوجيا لأغراض سلمية، لا أكثر ولا أقل" كاتب صهيوني وبرغم هذا التصريح قال يبدو أن المملكة العربية السعودية لا تعتزم التخلي عن القدرة لتخصيب اليورانيوم على اراضيها .
في المعطيات الرقمية ما يبرر توجها لذلك فالمملكة السعودية تستهلك اليوم نحو 2.8 مليون برميل من النفط يوميا، مما يشكل ربع إجمالي انتاجهامن النفط .
الاستهلاك الداخلي من النفط والغاز في المملكة ازداد بوتيرة سنوية بمتوسط 7 في المائة – وتيرة من شأنها ان تُعرض قدرتها على الانتاج في المستقبل بحيث لن تتمكن من تصدير النفط على الاطلاق بعد ثلاثين عاما من اليوم .
التوقع هو ان الطلب على الطاقة سيزداد من 44 ألف ميغاواط اليوم الى أكثر من 75 ألف ميغاواط في العام 2020. كما ان المملكة تُحلي أكثر من 70 في المائة من مياه الشرب لديها.
وأصبحت الطاقة النووية (بالتوازي مع الطاقة المتجددة) بالتالي، في نظر السعودية ضرورة البحث عن وسيلة اخرى لتنويع مصادرها من الطاقة، وتخفيض تعلقها بالنفط والغاز لأغراض داخلية والسماح بتصدير نصيب أكبر منها .
أما تركيا فبحسب المعطيات الصهيونيه ففي العقد الاخير ازداد استهلاك الكهرباء فيها لاكثر من 8 في المائة والتقديرات هي أن الطلب على الكهرباء سيزداد بوتيرة 6.5 في المائة بالمتوسط في السنة حتى العام 2030. كما تعتمد تركيا أساسا على استيراد الطاقة من الخارج وتولي اهمية لتقليص هذا التعلق ولتنويع مصادر الطاقة لديها.
لذلك فإن احد السبل التي تدرسها منذ بضعة عقود، وبقدر اكبر في الوقت الحالي، هو بناء قدرة نووية مدينة.
المعطيات ايضا تضيف أنه يوجد في تركيا بنية تحتية محدودة لتطوير نووي مدني – ثلاث منشآت صغيرة لاغراض البحوث والتجارب. ثم اكتشاف اليورانيوم في الاراضي التركية، ولكن تنقيبه يعتبر باهظ الثمن بالنسبة لمخزونات اليورانيوم في دول اخرى .
هذا الحديث يجيئ في اطار "رؤيا 2023 والتي أعلنت تركيا نيتها اقامة ثلاثة مفاعلات نووية في اراضيها، والتي ستستعين لغرض بنائها بشركات اجنبية ،ثم يوجد في تركيا خطة بعيدة المدى لاقامة نحو 20 مفاعل حتى العام 2030.
هذه المخططات ظلت مصحوبة براي باحث صهيوني بتخوف تركي أنه اذا ما جرت عملية التخصيب خارج الدولة، فانها ستبقى متعلقة بجهات اجنبية لغرض توريد احتياجاتها من الطاقة. كما أن ثمة غضب في تركيا من الارتفاع في عدد القيود وتشديد الرقابة على تطوير قدرة نووية من جانب دول سبق أن حققت مثل هذه الخطوة .
خلاصة القراءة الصهيونية عن الشرق أن وزن الطاقة النووية كمصدر هام للطاقة مازال هامشيا، غير أن 13 دولة في المنطقة صرحت في السنوات الاخيرة بانها تعتزم تطوير بنية تحتية نووية مدنية في أراضيها. ومع أن معظم مشاريع الدول العربية بعيدة عن النضج، لكن القناعة الصهيونية ستبدأ تركيا واتحاد الامارات في انتاج قسم من الكهرباء اللازمة لها في مفاعلات نووية. كما أن مصر، الجزائر والعربية السعودية يمكنها أن تقيم في المستقبل برنامجا نوويا مدنيا في أراضيها.
والاهم أن الكيان بات مطالبا بحسم ملف ايران النووي حتى لا ينفلت عقد المنطقة غير المستقرة أصلا .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-16273.htm