الجمعة, 15-يناير-2010
محمد السيـد -
سلوكيات منسية


الحلقة الثالثة



"وجب الاعتذار" ..
- أكثر ما يضايقني في سلوك بعض الكبار هو "عدم اعترافهم بالأخطاء في حق الصغار" ورفض الإعتذار والسعي ليكون "الرأي رأيه .. والقول قوله " حتى وإن كان في غير موضعه ، كثيراً ما أرى بأم عيني رجال ما هم إلا "أنصاف رجال" يحملون الآخرين على الخطأ بسبب عدم تقبلهم للإعتراف بأنهم كانوا مخطئين أو أنهم فعلوا ما يوجب اللوم وأحياناً العقاب .. كثيراً ما يصر هؤلاء الكبار على تكرار الأخطاء بحكم أنهم أصحاب خبرة التأسيس أو أنهم "الكبار" وباقي الناس "صغار" .. وهذا ما يحول البيئة المحيطة إلى "بيئة مظالم" تنتشر فيها أمراض المكابرة والإعجاب بالنفس وحب الظهور وطلب الرياسة والريادة.

"فوتها .. ولا تموتها" ..
- برغم حاجتنا لثقافة الإعتذار وعدم المكابرة ، إلا أن ديننا يأمرنا بعدم تلقف الأخطاء والمكث على الهفوات واصطياد الزلات ، بمعنى أن هناك مواقف عابرة تحتاج إلى "التمرير والتفويت" ، وكلمات قد تقال دون قصد وأحداث تجري لتكشف النقاب عن طباع وسلوكيات ، "يمكننا تخزين النتائج دون التوقف عندها"، ولكن دون أن تصبح هذه النتائج نهائية ، ودون أن نهملها في حال تكرر "رد الفعل" ، نحن في حاجة إلى أن "نمرر المواقف ولا نتوقف عند لفظ أو كلمة" لكن دون أن "ندفن ما حدث" ، حتى يكون هناك وقفة في حال التكرار والاستمرار.

"الأحلام تؤجل ولا تنتهي" ..
- قدمت ملفي الشخصي لأحد الأصدقاء .. فضحك بسخرية وقال "ألم تأخذ أنت ملفي الـcv منذ عام" أيها المدير السابق ، قلت له "نعم" والآن أعطيك ملفي وأصبحت "سابق" ما المشكلة يا "صاحب الدم الخفيف" ..لست في حرج وأنا أقدم لك هذه الأوراق ،"فالأيام دول"، فرد سريعاً "هل تخليت عن أحلامك وطموحاتك يا مردوخ " ! ، قلت له (لا) لم أتخلى عنها، لكنها مؤجلة إلى حين.


"عبادة الصمت والمتابعة" ..
- حقيقة، لدي قناعة أن الصمت والهدوء هو "عبادة" لمن لم يتوقف عن التفكير والتفكر والتدبر في أوقات صمته وسكونه، لقد كشفت لي الأيام أن المتابعة الصامتة خير وسيلة لتقييم الأشخاص والأعمال وتجعل لدى الفرد قدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب وفي البيئة المناسبة، والصمت يجعل الآخرين في حيرة من أمرك ولا يمكن لأحد مهما بلغ من الدهاء أن يحدد وجهتك ، إلا إذا كان صمتك سلبياً لا يضيف أو يحذف ، الصمت يعطي فرصة للإنسان على التفكير في الإتجاه الصحيح .. إن أفضل العبادات من وجهة نظري هي "العبادة القلبية" التي لا يراها أحد ولا يشعر بها أحد.

"خطط لنفسك" ..
- لماذا نترك للآخرين مساحة ليدبروا لنا ويخططوا لنا وقد أتاح الله لنا الإستخارة ورزقنا عقل للإستنارة وأدوات وأصدقاء للاستشارة، ولم يبقى إلا السمة التي يصنعها الفرد لذاته والطريق الذي يرسمه لنفسه والخبرات التي تثقل مواهبه والقدوات التي ترشده .. نحن في حاجة إلى الاستفادة بأنفسنا أولاً قبل البحث عن الاستفادة من الآخرين.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-1659.htm