صنعاء نيوز - فى سابقة خطيرة،تحول اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب،إلى خناقة عنيفة بين نواب الحزب الوطنى والمعارضة من الإخوان والمستقلين وصلت لحد السب بالدين والإتهام بالعمالة لصالح إسرائيل، وذلك على إثر مناقشة القرار المصرى بإنشاء جدار فولاذى على الحدود المصرية،وبعد ذلك بيوم واحد واثناء اجتماع لجنة الموازنة،حدث خلافا حادا بين كلا من جودة الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وامحد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى،لماذا؟


لأن لا أحد منا يحترم اختيارات الآخر،أو يعترف بحقه فى التميز والاختلاف،مادام لا يضرنى أو يسفهنى أو يتعدى على حقوقى أو يسخر من تفضيلاتى،أو يريدنى أن أكون مثله،وإلا أصبحت خائناً أو عميلاً،فمنطق "من ليس معى فهو ضدى" يزرع الضغينة بين الناس ويفرض الرأى بالقوة،ويجبر الجميع على أن يتحول إلى قطيع بلا رأى أو رؤية،فثقافة الإختلاف تعني احترام كل وجهة نظر و رأي و اختيار مخالف لأرائنا و أفكارنا و سماعه و مناقشته في أجواء يسود فيها الإحترام و الهدوء و سعة الصدر  تحت شعار اختلاف الآراء و الأذواق و الأفكار في حد ذاته رحمة للأمة،
ونعمة من نعم الله علينا،وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء،كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل،ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان،فالحضارة والثقافة لدى الشعوب والأمم المتطورة قائمة على ثقافة الاختلاف،والعقلاء هم الذين يستفيدون من ذلك ليضيفوا شيئا جديدا على الفكر والمعرفة،و كما يقال "لولا اختلاف الآراء لبارت النساء"،والمثل اليابانى الشهير يؤكد أنه "لا نقاش فى الأذواق"والمنطق يؤيد ذلك بل ويحث عليه،فأصابع اليد ليست مثل بعضها،والاختلاف والتنوع مقبول وطبيعى،لكن الخلاف هو المشكلة،الخلاف هو الذى يولد التباغض والانقسام،وهذا ما يحدث مع الأسف فى كل شىء فى حياتنا،فى الرياضة والفن والسياسة والدين،أنت أهلاوى ولا زملكاوى،فيروزى ولاّ كلثومى،


عمراوى ولاّ تمراوى,نانساوى ولا هيفاوى،حكومى أم معارض،فئات أم عمال،حمساوى أم فتحاوى،سنى أم شيعى،إلخ...

الأربعاء, 20-يناير-2010
الكاتب : وائل مصباح -

فى سابقة خطيرة،تحول اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب،إلى خناقة عنيفة بين نواب الحزب الوطنى والمعارضة من الإخوان والمستقلين وصلت لحد السب بالدين والإتهام بالعمالة لصالح إسرائيل، وذلك على إثر مناقشة القرار المصرى بإنشاء جدار فولاذى على الحدود المصرية،وبعد ذلك بيوم واحد واثناء اجتماع لجنة الموازنة،حدث خلافا حادا بين كلا من جودة الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وامحد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى،لماذا؟


لأن لا أحد منا يحترم اختيارات الآخر،أو يعترف بحقه فى التميز والاختلاف،مادام لا يضرنى أو يسفهنى أو يتعدى على حقوقى أو يسخر من تفضيلاتى،أو يريدنى أن أكون مثله،وإلا أصبحت خائناً أو عميلاً،فمنطق "من ليس معى فهو ضدى" يزرع الضغينة بين الناس ويفرض الرأى بالقوة،ويجبر الجميع على أن يتحول إلى قطيع بلا رأى أو رؤية،فثقافة الإختلاف تعني احترام كل وجهة نظر و رأي و اختيار مخالف لأرائنا و أفكارنا و سماعه و مناقشته في أجواء يسود فيها الإحترام و الهدوء و سعة الصدر تحت شعار اختلاف الآراء و الأذواق و الأفكار في حد ذاته رحمة للأمة،
ونعمة من نعم الله علينا،وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء،كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل،ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان،فالحضارة والثقافة لدى الشعوب والأمم المتطورة قائمة على ثقافة الاختلاف،والعقلاء هم الذين يستفيدون من ذلك ليضيفوا شيئا جديدا على الفكر والمعرفة،و كما يقال "لولا اختلاف الآراء لبارت النساء"،والمثل اليابانى الشهير يؤكد أنه "لا نقاش فى الأذواق"والمنطق يؤيد ذلك بل ويحث عليه،فأصابع اليد ليست مثل بعضها،والاختلاف والتنوع مقبول وطبيعى،لكن الخلاف هو المشكلة،الخلاف هو الذى يولد التباغض والانقسام،وهذا ما يحدث مع الأسف فى كل شىء فى حياتنا،فى الرياضة والفن والسياسة والدين،أنت أهلاوى ولا زملكاوى،فيروزى ولاّ كلثومى،


عمراوى ولاّ تمراوى,نانساوى ولا هيفاوى،حكومى أم معارض،فئات أم عمال،حمساوى أم فتحاوى،سنى أم شيعى،إلخ...


للأسف فلقد نشأت مجتمعاتنا العربية على ثقافة يسود فيها الخلاف،بمعنى مخالفة كل ما هو يعارض أفكارنا و تفكيرنا و ميولاتنا،و قد ترسخت تلك الثقافة في اللاشعور العربي نتيجة للتخلف و التأخر الذي عرفته مجتمعاتنا،و ذلك نتيجة عوامل عديدة،أهمها الأنظمة القبلية التي سادت و لا تزال سائدة في بعض الدول العربية بالإضافة إلى الزعامات السياسية الأحادية و المهيمنة و الديكتاتورية التي حكمت و لا يزال معظمها يحكم دولنا العربية،فالكل فى واحد،والواحد هو الزعيم الملهم المسيطر المفوه ذو الكارزما الطاغية،الذى إن مات أو قتل ضاع الرمز،وتاهت القضية وانفرط العقد وتجرأ الفئران على الأسود،فالفراغ الحالي لابد لأحد وأن يملأه،وغياب الكبار يتيح الفرصة للصغار لكى يكبروا وقد يتجرأوا.

والحل الأوحد هو تنمية ثقافة الإختلاف خاصة لدى الأجيال الجديدة،فهى وحدها القادرة على فتح آفاقا جديدة رحبة لنا جميعا في تقبل الآراء الأخرى،والاستفادة منها،بل وتحويلها الى فكر مستنير تشترك فيه عقول مختلفة،يجب أن نؤمن بأن الخلاف فى الرأى يجب ألا يفسد الود،أن مناقشة الأفكار أجدى وأكثر فائدة من اعتقال الآراء،وأنه إذا أشار إصبع إلى القمر،فالأغبياء وحدهم هم الذين ينظرون إلى الإصبع،فهل أن لأمة إقرا أن تتخلى عن الصياح وتبدأ العمل؟أم أن عوامل الاخلاص والاجتهاد وانكار الذات ليست من جينات العرب؟
فلقد خلق لنا المولى عز وجل أذنين ولم يخلق لنا إلا فم واحد فقط.،فمن منا لا يختلف مع الآخر؟ وهل هناك مشكلة في أن يكوّن الفرد لنفسه آراء خاصة به تعكس ثقافته وشخصيته وسلوكه؟ سنّة الحياة قائمة على الإختلاف،سواء كانت جغرافية أم تاريخية أم فلسفية أم علمية.


الاختلاف وارد في كل شيء -معنويا وماديا- وسواء قبلنا ذلك أم لم نقبل، فالحنظل موجود والمانجو أيضا،الحرير والصوف الخشن،الحديد والذهب، كلها ذات طبيعة مختلفة،حالها حال الآراء والأفكار المختلفة التي يتبناها الإنسان أو يعتقد بها،فلماذا إذن لا يتكيّف معها،سواء لناحية القبول أو الرفض؟ ولماذا الضجة والبهرجة السياسية والإعلامية تحاصر الفرد عندما يعلن طرح فكرة جديدة؟! ولماذا يتهم بالبدعة والضلالة والخروج عن ملّة الإسلام؟! ولماذا نضجّ عندما لا تعجبنا أفكار الآخرين،فنقوم بتحقيرها وتسفيهها والتهجم على متبنيها،في حين أننا غير مرغمين على قبولها، بل وفي امكاننا رفضها بكل حرية ؟!


الفرد حرّ طليق في قبول أو رفض أي رأي،أي فكر يختلف معه جملة أو تفصيلا،على أن تكون لديه -بالضرورة- ثقافة الإختلاف مع آراء الآخرين والتعايش بمرونة وسلم معهم،إذن الثقاقة بلا إختلاف،كرأس بلا عقل، شجرة بلا ثمار،أو جسد بلا روح،في حين أن الإختلاف يفقد قيمته حينما يتحول إلى خلاف أو عداء شخصي.


إختلاف الفرد في رأيه مع الآخر، ميزة إيجابية قد تكشف لأحدهما أو لكليهما قصورا ما،فيسارعان الى اعادة النظر فيما اختلفا فيه،فيدفع كل منهما نفسه أو الآخر إلى التصويب بقصد أو بغير قصد،فليس هناك ضير،أو ضرار في ذلك الاختلاف،ما دامت نتيجته محمودة العواقب،وأن كلا منهما يتقبل الآخر،حتى وإن لم يتوصلا إلى أن يقنع كل منهما الآخر،فالمحصلة النهائية تتجسد في قبول ثقافة الاختلاف مع الرأي الآخر،وأيضا لغة التفاهم،على ألا يُكره أحدهما الآخر على قبول رأيه بشكل تعسفي تغيب عنه لغة التعقل والمنطق.


الدين الإسلامي يقبل ثقافة الاختلاف والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة أو المجادلة بالتي هي أحسن،والبعد عن التعسف وتسفيه آراء الآخرين،فرسولنا محمد _عليه الصلاة و السلام_ كان يشاور أصحابه ونسائه،يستشيرهم و يأخذ بآرائهم و مقترحاتهم وهو الذى يُوحي إليه،على عكس الذي يرتدي اليوم جلابيب الرونقه والبهجة والوقار ويحسبون أنفسهم ضمن الخط الديني،فالتنوع مثل حوض من الزهور جمالها في تنوع الألوان وتناسقها،ولا يقضي علي جمالها إلا إذا أهملت بدون رعاية للأعشاب الضارة لتخنقها وتقضي علي استمرار جمالها ليحل مكانها قباحة الأشواك.


إن ثقافة الاختلاف يا سادة_ والتى انتشرت عدواها في المجتمع انتشار النار في الهشيم _ تتطلب شخصا واعيا مؤمنا بها،منفتحا عليها مع الآخرين في آرائهم،لا يخرج عن سلوكياتها القويمة،ولا يقبل ما يناقضها من أي منهجية غير أخلاقية،تغيب عنها لغة الحوار الهادف،البعيد عن التشنج والصراخ وقلة الذوق،أو استخدام أي ألفاظ غير لائقة.
وقديماً قال أمير الشعراء أحمد شوقى:

إلام الخلف بينكم إلام وهذه الضجة الكبرى علام
وفيم يكيد بعضكمو لبعض وتنسون المحبة والوئام.


وبعد ذلك تتساءلون لماذا تم اغلاق ملف الشهيدة مروة الشربينى فى المانيا؟

وأنا بدورى أتساءل:هل سيعود حوض الورد الجميل بتنوع ألوانه الرائعة المتناسقة ليتفاعل من جديد،أم _و للأسف_ لن يعود؟!

هل يستطيع هذا المجلس_بطريقته هذه وبأسلوبه هذا_أن يخطو بنا أي خطوة للأمام؟





مركز الدعم الإعلامي مصر
صاحب مدونة حمل كاذب
عضو اتحاد المدونين العرب
عضو رابطة الأدباء العرب
عضو بيت الحكمة العالمي

0114005523 0101261829È
[email protected] هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-1695.htm