السبت, 13-أكتوبر-2012
صنعاء نيوز - { لماذا كلما تجدد الشعور بالإحباط لدى اليمني حنّ إلى ماضيه؟ بينما الشعوب الأخرى - أتحدث عن شعوب كالفيتناميين مثلاً - ذهبوا بوجوههم صوب المستقبل، صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجَّاش - -

{ لماذا كلما تجدد الشعور بالإحباط لدى اليمني حنّ إلى ماضيه؟ بينما الشعوب الأخرى - أتحدث عن شعوب كالفيتناميين مثلاً - ذهبوا بوجوههم صوب المستقبل، لماذا؟ سأقول لكم : مثلما تأخرنا لحظة أن أقفلنا باب الاجتهاد، فلحظة فقدنا الحلم، أي لم نعد نحلم، أي أننا بلا حلم، هنا حلّت المصيبة!! هل تعلمون لماذا يحب الناس إبراهيم الحمدي، وبالذات الأجيال التي لم تعرفه؟ سبب بسيط هو أنه أحيا الحلم الذي أحيته ثورة سبتمبر لتخمده 5 نوفمبر، ليأتي الرَّجُل بالحلم من جديد ويدخل من باب التعاونيات، الباب الذي يعرفه اليمنيون آلاف المدرّجات الزراعية.
هذا تفسيري، أما سبب حب الناس للحمدي، والذي كشفته ثورة الشباب وفوجئنا بآلاف الناس يحملون صورته، فقد فسرته امراة تقرب للرَّجُل، أعرف من هي، ولست مخولاً بذكر اسمها ودرجة قرابتها منه، فقد حدثني الخولاني صاحب المطعم في حدة : جاءت أُمّ «...» طلبت منّي أن نذهب إلى عاقل الحارة لنختم ضمانة لاستخراج رخصة قياده لـ «...»، ونحن في الطريق سألتها : ظهرت صور إبراهيم بهذا العدد الكبير، أيش السر؟ أجابت بسرعة : «لو كان شي به عدل ما ذكروه»، أنا طننت، سألني الخولاني كيف تشوف؟ قلت : تسجل العبارة بماء الذهب، أقسم باللَّه أن هذا ما قاله لي الرَّجُل ولا يزال حياً يرزق.
الآن، ما الذي تبقى من الحمدي؟ يفترض ألاَّ نحوّله إلى وسيلة نبتز بها بعضنا، بل نحاول ما استطعنا إحياء الحلم الذي خبا بعده، وأن نعيده إلى الواجهة، وأن نحيي مشروعه الذي لم يبدأ، بل بدأت بشائره تتشكل حتى وأده مَنْ لا يريد لهذه البلاد خيراً، ينبغي ألاَّ نحوّل الحمدي إلى جزء من الشغل الحالي، حيث تصفية الحساب قائم على أكثر من صعيد، فاللحظة لم تعد تحتمل، والبلد بحاجة إلى لغة جديدة لبدء حوار حقيقي يلملم أشياءنا لنمضي نحو استعادة الحلم الذي جاء مع سبتمبر وسُرق منّا وسرقت ليستعيد روحهما الرَّجُل ليخبو إلى أن استعاده الشباب ولا نريده أن يُسرق من جديد، فيكفي أن ثورة الشباب سُرقت وتحوّل الأمر أو يجري هكذا صراع بين مراكز النفوذ التي لا نبرّئها من كل ما أحاق بالبلاد من ويلات، أهمها سرقة روح الأهداف التي ثار الناس من أجلها، وإلاَّ ما معنى أن يكتب شاب لا أعرفه رسالة عبر النت يقول : أسألكم باللَّه لا تحتفلوا بعيد ثورة سُرقت أهدافها!! ولنا عودة إليها، إن على مَنْ يظن نفسه الآن منتصراً أن يستعيد روح الحلم الذي جاء مع الحمدي ورحل برحيله، ويخلي بعض المكان لمن يريد أن يمارس حرية أن يحلم، والحذر، فلا تزال صرخة شاب آخر تدوّي في رأسي : «آه كم كرهت ثورة الشباب»، عندما وجد أن هناك مَنْ سرق حق قوت أولاده، هنا المعيار، هنا الهدف، لكن أن يسرقها مَنْ يسرق كل شيء ويظهر على أنه أبو الحقوق وحاميها فلن ترقد روح الحمدي بسلام، هل تعلمون لماذا لا يزال الرَّجُل عامراً في الصدور؟ لسبب آخر بسيط، أنه كان نزيهاً، فحين يمر الناس في الشوارع لا يجدون مَنْ يقول هذه عمارة الحمدي ولا متجره ولا شركاته، كان قدوة مثل الناس الذين خرجوا يحملون صوره، أما مَن استثمر الخروج، هنا السؤال، وهنا يجب ألاَّ يتشابه علينا البقر، نريد أن ننحاز إلى المرأة صاحبة العبارة الذهب وللشارع الذي يأمل في استعادة حلمه، على أننا نريد من هؤلاء الذين يتغنون بالحمدي أن يحددوا موقفاً من المؤتمرات الفئوية التي هدفها إعلان أنها لا تزال صنواً للدولة بعد (50) عاماً، ما أضاع ثورة سبتمبر ويضيع الآن ثورة فبراير ولا تتناسب مخرجات مؤتمراتها ودعوة مَنْ يتغنون بالحمدي إلى دولة مدنية، دولة لا يعلو فيها صوت أعلى من صوت القانون، هم يقولون هكذا في الوقت الذي تقول فيه ممارساتهم بغير ذلك، ما يجعلنا نسألهم : أين حلمنا؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-17055.htm