صنعاء نيوز/ محمد الحنفي [email protected] -
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟.....11
إلى:
كل حزبي يحرص على احترام المبادئ، والضوابط النقابية.
كل نقابي يلتزم بالمبادئ، والضوابط النقابية.
من أجل علاقة مبدئية بين الحزب، والنقابة.
من أجل نقابة تحترم فيها المبادئ، والضوابط النقابية.
محمد الحنفي
واقع النقابة:.....4
والعوامل التي تساعد على تطور النقابة، والعمل النقابي في نفس الوقت، تتمثل في:
1 ـ العامل التنظيمي، المتجسد في احترام مبادئ النقابة، والعمل النقابي، وفي مقدمتها: الديمقراطية الداخلية، واستقلالية النقابة عن أي جهة، تسعى إلى جعلها تابعة لها.
2 ـ الإلمام المستمر بتحولات الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومدى انعكاس ذلك الواقع سلبا، أو إيجابا، على واقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وما مدى توظيفه في تفعيل مختلف الآليات المنتجة لعمل نقابي رائد.
3 ـ إيجاد آليات متطورة، ومتقدمة، لإنتاج عمل نقابي متطور، ومناسب، ومتناسب مع تحولات الواقع، حتى لا تبقى النقابة، والعمل النقابي، متخلفة، ومتخلفا. ذلك أن ابتداع آليات متطورة، ومتقدمة، صار ضرورة نقابية مستمرة، وإلا، فإن النقابة، والعمل النقابي، سيصيران شيئا آخر، لا علاقة له لا بالنقابة، ولا بالعمل النقابي، كما هو حاصل في معظم النقابات القائمة في المغرب.
4 ـ قيام تواصل مستمر بين النقابة، وبين العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، من أجل أن يصيروا على علم بما يجري في الساحة النقابية، ومن أجل أن يساهموا في تطور النقابة، والعمل النقابي، بالمقترحات التي يقدمونها، ومن أجل المساهمة في تفعيل القرارات النضالية، التي تتخذها النقابة.
5 ـ التواصل مع النقابات، التي تحترم مبادئ التنظيم النقابي، من أجل تبادل الرأي، حول الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يعيشها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أفق بلورة قواسم مشتركة بين النقابات، يمكن أن تصير موضوعا للقيام بعمل مشترك، ولتبادل الخبرات، التي تفيد مختلف النقابات، وعلى جميع المستويات.
6 ـ التواصل مع الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، من أجل الاستئناس برأيها، في مجمل الممارسة النقابية، ولضمان دعمها في المحطات، التي تخوض فيها النقابة معارك نضالية معينة، بهدف انتزاع مكاسب معينة، وفي أفق إنضاج شروط القيام بعمل مشترك، تنخرط فيه الأحزاب، والنقابات على حد سواء، وفي إطار جبهة وطنية للنضال من أجل تحقيق الديمقراطية.
وهذه العوامل، وغيرها، مما لم نذكر، لا يمكن أن تكون إلا مساعدة على تطور، وتطوير النقابة، والعمل النقابي، تنظيما، وبرنامجا، ومواقف، وأداء، حتى تمتلك النقابة الريادة في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وتطور النقابة، والعمل النقابي، لا يمكن أن يصير إلا خدمة لكادحي الشعب المغربي، عن طريق انتزاع مكاسب تؤدي إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، وإلى التخفيف من حدة الاستغلال لصالحهم، والعمل على إعدادهم، لامتلاك الوعي النقابي الصحيح، الذي يعتبر شرطا لامتلاك وعي طبقي حقيقي، يقودهم إلى المساهمة في تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، تغييرا شاملا، حتى يصير الاستغلال الممارس على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في ذمة التاريخ.
والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما يقتنعون بدور النقابة، والعمل النقابي، لصالح مستقبل الكادحين، لا بد أن يساهموا، بعد امتلاكهم للوعي النقابي الصحيح، في تطور، وتطوير النقابة، والعمل النقابي، عن طريق:
1 ـ الانخراط الواسع، لمختلف القطاعات العمالية، وقطاعات باقي الأجراء، وسائر الكادحين، في صفوف النقابة، من أجل صيرورتها نقابة قوية، باعتبارها نقابة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، ووحدوية.
2 ـ مساهمة مختلف القطاعات، المنخرطة في النقابة، في هيكلة نفسها، أو في إعادة هيكلة المركزية النقابية، وفي إعداد الملفات المطلبية، والبرامج النضالية، التي تلتزم النقابة بتفعيلها: قطاعيا، ومركزيا.
3 ـ مساهمة مختلف القطاعات، في تنفيذ القرارات النضالية، التي تتخذها النقابة قطاعيا، ومركزيا: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، من أجل فرض الاستجابة لمطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
4 ـ التعامل مع النقابة، كإطار للتكوين، والتكوين المستمر، فيما يخص تدبير الملفات المطلبية، وإعداد البرامج النضالية، والتفاوض الجماعي، مما يكسب النقابة كثافة من الأطر الفعالة، التي تحتاج إليها النقابة.
5 ـ اعتبار النقابة الملتزمة بمبادئها، مصدرا لامتلاك الوعي النقابي الصحيح، الذي يعتبر شرطا لارتباط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالنقابة، وبالعمل النقابي.
6 ـ صيرورة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مصدرا للإشعاع النقابي، في صفوف أفراد الشعب، أنى كان هذا الشعب، وخاصة الشعب المغربي.
وهكذا، يتبين أن شيوع الوعي النقابي الصحيح، بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يلعب دورا أساسيا، في جعلهم يرتبطون بالنقابة، التي تلتزم بالديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، وأنه بدون ذلك الاحترام، يبقى الوعي النقابي الصحيح غائبا، وأن احترام المبادئ، يقتضي تطهير النقابة من الانتهازيين، الذين يفسدون العلاقة مع المعنيين بالعمل النقابي الصحيح، وأن تصحيح العلاقة بين النقابة، وبين المستهدفين بها، يقتضي تصحيح الممارسة النقابية، حتى تحافظ النقابة على مكانتها في المجتمع.
ولأجل أن تحافظ النقابة على مكانتها في المجتمع، لا بد أن تقوم القيادات النقابية محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، بمراجعة نفسها، كأفراد، وكأجهزة تنفيذية، وتقريرية، حتى تتجنب المزالق التي تؤدي إلى إفساد علاقتها بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وقيام القيادات النقابية، بمراجعة مسلكيتها، يقتضي منها:
1 ـ أن تقوم باحترام المبادئ، والضوابط القانونية للنقابة، والحرص المستمر على فرض احترامها على جميع المستويات التنظيمية، في العلاقة مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين,
2 ـ الحرص على أن تصير إعادة الهيكلة، بطريقة ديمقراطية، تحترم فيها الديمقراطية الداخلية، وعلى جميع المستويات التنظيمية.
3 ـ العمل على أن تتبنى النقابة المطالب، والبرامج، وأن تتخذ القرارات بطريقة ديمقراطية، وفي إطار الهيئات التقريرية، في مستوياتها المختلفة.
4 ـ التزام القيادة، بقيادة النضالات المطلبية، وبأجرأة البرامج النضالية، وبتنفيذ القرارات المتخذة، على المستويات التنظيمية المختلفة، احتراما لإرادة القواعد النقابية.
5 ـ فتح المقرات النقابية، على جميع المستويات، أمام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ودعوتهم لحضور العروض التكوينية، فيما يخص النقابة، والعمل النقابي، حتى يصير ذلك التكوين وسيلة لامتلاك وعي نقابي صحيح، يجعلهم يحرصون على حماية النقابة، والنقابيين، من كل أشكال التحريف.
6 ـ تنظيم العلاقة مع النقابات الأخرى، ومع باقي التنظيمات الجمعوية، والحزبية، على أسس ديمقراطية، بعيدا عن فرض علاقات معينة على النقابيين، وسعيا إلى احترام إرادة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
7 ـ تأسيس التنسيقيات، والتحالفات، والجبهات النقابية، على أساس احترام المبادئ، والضوابط التنظيمية النقابية، المعتمدة في النقابة، إضافة إلى احترام إرادة النقابيين، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
8 ـ اشتراط قيام تفاعل مع الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، على أساس احترام المبادئ، والضوابط التنظيمية للنقابة، وأن تلتزم الأحزاب المتفاعلة مع النقابة، بعدم التدخل في شؤون النقابة.
9 ـ الحرص على العمل الوحدوي، على مستوى طرح المطالب، وتفعيل البرامج، واتخاذ القرارات، حتى يصير ما تقوم به النقابة جاذبا لكافة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن تصير النقابة، والعمل النقابي، ضامنين للوحدة النقابية المبدئية، قبل البحث عنها، من خلال التنسيقيات، والتحالفات، مع النقابات الأخرى.
10 ـ الحضور المستمر للبرنامج التعبوي: القطاعي، والمركزي، الذي تلتزم القيادات النقابية بتفعيله، على جميع المستويات التنظيمية.
وحرص القيادات النقابية على احترام المبادئ، والضوابط التنظيمية، وعلى أن تصير إعادة الهيكلة بطريقة ديمقراطية، حاضرة باستمرار، وعلى أن تصير برامج النقابة، والعمل النقابي، والقرارات النقابية، متخذة بطريقة ديمقراطية، وعلى التزامها بقيادة النضالات المطلبية، وبأجرأة البرامج النضالية، وبفتح المقرات النقابية، أمام المستهدفين بالعمل النقابي، وبتنظيم العلاقة مع النقابات الأخرى، على أسس ديمقراطية، وبتأسيس التنسيقيات، والتحالفات، والجبهات النقابية، على أسس ديمقراطية، وباشتراط قيام تفاعل بين النقابات، والأحزاب التي تجمعها بالنقابة قواسم مشتركة، على أساس الاحترام المتبادل فيما بينها، وبالحرص على العمل الوحدوي، وبالحضور المستمر للبرنامج التعبوي، يجعل القيادة النقابية في مستوى المرحلة، التي تمر منها النقابة، والعمل النقابي، وفي مستوى قيادة النقابة. وهو ما يساهم بشكل كبير، في اعتبار القيادة النقابية، قيادة جماعية.
وفي هذا الإطار، لا بد أن يقوم للحزب الديمقراطي، أو التقدمي، أو اليساري، أو العمالي، دور في تطور، وتطوير النقابة، والعمل النقابي، من منطلق أن النقابة تنتج عملا نقابيا مبدئيا، يعتبر مكملا، ومتفاعلا مع عمل هذه الأحزاب، ومتطورا به، ومطورا له، كما أنه جزء لا يتجزأ من النضال الديمقراطي العام، في المجتمع، إذا كان العمل النقابي صحيحا، ومبدئيا، ولا يتوخى غير مصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ ولأنه لولا العمل النقابي الصحيح، ولولا الرهان الكبير للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين عليه، ما كان الحلم بتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مطروحا من بين المطالب النقابية، والحقوقية، على حد سواء.