صنعاء نيوز -  بين أيدي وزارة الداخلية وشركة توتال النفطية..
تفتيش مقر فرقة على بعد ثلاثة أمتار بدون أمر، وتعرض أحد أعضائها للاعتداء والشتم

الثلاثاء, 23-أكتوبر-2012
صنعاء نيوزLعبدالرزاق العزعزي -
بين أيدي وزارة الداخلية وشركة توتال النفطية..
تفتيش مقر فرقة على بعد ثلاثة أمتار بدون أمر، وتعرض أحد أعضائها للاعتداء والشتم

تعرض، مساء أمس، الشاب شادي ناشر لاعتداء من قبل شخص يرتدي لباس مدني، وبجواره عدداً من المسلحين في العاصمة صنعاء..
جاء الاعتداء؛ حين تواجدي جواره بمعية الزميل باسم الكثيري، ولم نستطع حينها عمل أي شيء؛ سوى الدعاء له ولنظارته بالسلامة؛ كوننا نعلم تماماً أنه لا يملك أي قطعة نقود ليعمل على إصلاحها، ولم يجدي دعائنا؛ فقد انكسرت النظارة، وأصيب بعدد من الكدمات أيضاً..
وفي الوقت الذي حاولنا منع المعتدي من التعرض له بشدة، سيطر علينا خوفاً شديداً من المسلحين الذين يستقلون عدداً من السيارات نوع "هامر، إف جي" وسيارات أخرى، ويظهر من أشكالهم أنهم ينتمون لشركات أمنية؛ سيما أن الاعتداء تم جوار مقر الفرقة "الجديد" الواقع خلف "شركة توتال" بشارع حدة..
شادي، عضو في فرقة "على بعد ثلاثة أمتار" الفنية التي انتقلت منتصف الشهر الجاري من مقرها السابق؛ بسبب مشاكل مادية مع المؤجر الذي لم يشفع لهم وهم ينفذون "رحلة الحب والسلام2 إلى أبين بمناسبة اليوم العالمي للسلام" والذي صادف 21 من سبتمبر المنصرم..
الفنان أحمد عسيري رئيس الفرقة رجّح أن يكون الاعتداء بسبب النشاط الفني التي تمارسه الفرقة، ويؤكد ذلك أن المعتدي لحظة اقدامه على الاعتداء؛ صرخ في وجه شادي (فاتحين لي استيريو آخر الليل) وتلفظ بعدد من الألفاظ غير الأخلاقية..
وعبّر عسيري عن أسفه لما حدث لأحد أعضاء الفرقة ومقرها وقال (في الوقت الذي كنا نجري بروفات لأغنية "وطني" ضمن مشروع مهتم بالحوار الوطني والتآخي والتسامح بين أبناء شعبنا الحبيب؛ فوجئنا بخبر الاعتداء وتفتيش مقرنا الذي لم نمضي به سوى أيام)..
في تلك الأثناء طُلب منّا أن نخلي المنزل على الفور، وتم احتجازنا لديهم بحجة أن يصل باقي أعضاء الفرقة أو مستأجري المنزل، وبعد حادثة الاعتداء بحوالي نصف ساعة وصلت لمكان سيارة تابعة للنجدة وبها عدداً من الجنود، وفور وصولها قام المسلحين بالتحاور معهم، فطلبوا منا أن نفتح لهم المنزل ليعملوا على تفتيشه؛ دون أن يملكوا أي أمر من النيابة بذلك، وهذا مخالف للقانون كما نعرف، بيد أننا رضخنا لطلبهم بعد تلفظ أحدهم بألفاظ غير الأخلاقية وتعرضه لنا جسدياً بشكل مهين ويرتدي بنطال أمن مدني..
قاموا جميعهم -يزيدون عن العشرة أفراد- بتفتيش مقر الفرقة وأخذ هوياتنا، وبعد التفتيش أعادوا الهويات وتحفظوا على مفتاح المنزل، وفي تلك الأثناء لم يتوقفوا من ممارسة شغفهم بشتمنا واهانة انسانيتنا..
لم يتوقفوا عند ذلك، فحين مغادرتنا المكان فوجئنا بسيارتين منزوعتا الأرقام، إحداها أجرة والأخرى نوع حبة، تلحقان بنا منذ بداية شارع إيران وحتى وصولنا الفتحة المؤدية لـ"شميلة هاري" حينها قمنا باستئجار سيارة أجرة، ولم نعرف فيما إذا لحقوا بنا أو تركونا..
في منظوري الخاص فإن تفتيش المنزل وطلب إخلاءه فوراً؛ جاء لسببين، الأول نشاط الفرقة الفني والإنساني، والآخر خوفاً أمنياً على شركة توتال النفطية.. وكلا السببين يرتبطان ببعضهما كليا، ففرقة "على بعد ثلاثة أمتار" كانت عائدة من مدينة "أبين" بعد تنفيذها نشاط إنساني استمر ثمانية أيام وبدعم ذاتي للغاية..
عودتهم من "أبين" وسكنهم جوار سور "شركة توتال" يعد أمراً مرعباً لمن اكتشف ذلك، خصوصاً أن اليد الخفية التي "اكتشفت" ذلك ليست متابعة للوسط الفني ولا الإعلامي، لاسيما أن أخبار زيارة الفرقة لمدينة "أبين" نشرت بعدد من الوسائل الإعلامية الورقية والإلكترونية، أيضاً ليست متابعة لشبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك، يوتيوب" كون الفرقة عملت على الترويج الكبير لفعاليتهم من خلال توجيه دعوات للنشاطين والمهتمين للذهاب معهم..
أيضاً فإن أعضاء الفرقة ينتمون جغرافياً لمناطق تحوي نزاعات مسلحة، فأحدهم "أحمد عسيري" ينتمي لمديرية "الدرجاج" في "أبين" وآخر "عمر سعد" لقبه "عولقي" وينتمي لمحافظة "مارب" وهذا بحد ذاته شكّل خوفاً لتلك "اليد الخفية" التي أمرت بارتكاب هذا الجرم الإنساني بحق شباب لا ذنب لهم إلا انتمائهم اليمني لمناطق نزاع، وأيضاً لإنسانيتهم التي يتعاملون بها أثناء تنفيذهم أنشطتهم الفنية..
أمر آخر؛ فالزميل باسم الكثيري يسكن معهم في المنزل ويعمل صحفياً في صحيفة "الديمقراطي" وهذا قد شكل خطراً كبيراً "شركة توتال النفطية" كون الصحيفة "حوثية" وناطقة باسم "الحزب الديمقراطي"..
هذا الاعتداء لا أعتقد أنه حدثاً عابراً أو عبثياً؛ فالحفاظ على سلامة جارتهم "شركة توتال" التي تعمل في اليمن منذ سنوات وتملك رصيداً كبيراً من الفساد من خلال اهدار ثروتنا النفطية ومشتقاتها؛ هو أهم من الحفاظ على إنسانية المواطن اليمني وسلامته، وهو أيضاً استهتاراً مبالغاً فيه بالأنشطة الفنية والإنسانية والمواهب التي تزخر بها اليمن..
أيضاً -هذا الاعتداء- لم يكن مجرد اعتداء على شاب وناشط شبابي بحجم شادي ناشر والفرقة التي ينتمي لها والتي سبق أن نفذت عدداً من رحلات الحب والسلام داخلياً وخارجياً؛ بل هو تمييز مناطقي وعرقي وعدم اعتراف بمبادئ المواطنة واستهتار بالقانون اليمني من قبل رجال الأمن الذين فتشوا المنزل بلا تهمة ولا أمراً من النيابة..
وهنا أطرح تساؤلات مهمة علّ الإجابة عليها تؤكد أو تخيب ظنوني؛ هل لشركة "توتال" أو سلامتها يد في ما حدث، وهل سيتم توجيه تهمة صريحة يعاقب عليها القانون وتستدعي الاعتداء وتفتيش منزل الفرقة الفنية، وهل ستقف وزارة الداخلية مكتوفة الأيدي في البحث عن مبرر الحادثة ووضعها أمام الرأي العام أو اعطائها لأعضاء الفرقة..
أيضاً هل سيكون هناك دوراً ملموسا لنقابة الفنانين ومنظمات حقوق الإنسان العاملة في اليمن في الدفاع عن حقوق الفنانين اليمنيين والإنسان اليمني؟
شخصياً أتمنى أن يكون الحدث مجرد "نزق بلطجي" ويتم محاسبة المعتدي ومن تلفظ بالألفاظ غير الأخلاقية وفق القانون اليمني، ومسألة تفتيش المنزل فلأعضاء الفرقة الخيار؛ سيما أن رسالتهم في الحياة الشخصية والفنية هي نشر الحب والسلام..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-17193.htm