صنعاء نيوز - قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح انه الآن "يشعر بالحرية أكثر من أي وقت" مضى، مبديا "سعادة لا متناهية بسبب الخروج من السلطة والتخلص من قيود الرئاسة".
وقال في اتصال مع صديق قديم له مقيم في لندن بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك انّه "غير نادم" على قرار ترك الرئاسة في شباط – فبراير الماضي بموجب المبادرة الخليجية. وتضمّنت تلك المبادرة ان تكون هناك فترة انتقالية لمدة سنتين في اليمن، على أن يتولى الرئاسة في تلك الفترة نائب الرئيس السابق المشير عبد ربه منصور هادي.
وتحدث علي عبد الله صالح الذي يطلق عليه المقربون منه حاليا لقب "الزعيم" طويلا إلى صديقه اللندني يوم الخميس الماضي. وقال ان كلّ ما يهمّه في المرحلة المقبلة هو "المحافظة على وحدة اليمن وسيادته وقراره المستقل".
ولم يوجّه أي انتقاد مباشر إلى الرئيس المؤقت على الرغم من الفتور بينهما، لكنه دعا إلى إسقاط الحكومة التي تشكلت في بداية المرحلة الانتقالية والتي يرأسها السيّد محمد سالم باسندوة. وكان مأخذه الأوّل على هذه الحكومة أنها "تنفّذ تعليمات تفرض عليها من خارج البلد" معتبرا أن ذلك يمثّل "اعتداء على السيادة الوطنية والقرار اليمني المستقل".
ولم يحدد الجهة التي تفرض قراراتها على اليمن مكتفيا بالإشارة إلى وجود قوى خارجية تسيطر على القرار الحكومي اليمني.
وحرص "الزعيم" اليمني طوال المكالمة الهاتفية على تأكيد أنّه بـ"خير" من الناحية الصحيّة وأن "وضعه الحالي أفضل من أي وقت مضى، خصوصا أنّه تخلص من مستلزمات السلطة التي كانت تفرض عليه مسايرة أطراف كثيرة وتقديم تنازلات من هنا أو هناك من أجل اليمن".
وأكّد مرارا أنه "شفي تماما" من الجروح والحروق التي أصيب بها في الانفجار الذي استهدفه أثناء تأدية الصلاة في المسجد"مسجد النهدين" الواقع داخل حرم دار الرئاسة في صنعاء. وكانت عملية التفجير التي استهدفت علي عبد الله صالح والمحيطين به وقعت في الثالث من حزيران- يونيو 2011 داخل المسجد ما أدى إلى مقتل عدد من الحراس الشخصيين للرئيس اليمني وقتذاك.
وتُوفي لاحقا السيد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء اليمني السابق الذي كان يعتبر من بين أبرز الشخصيات السياسية في البلد، على الأقل في الظاهر .
وكان علي عبد الله صالح الموجود حاليا في صنعاء يقيم معظم الوقت في دار الرئاسة حيث كان الرئيس اليمني يستخدم مجموعة من الأبنية والحدائق لإدارة شؤون الدولة واستقبال زواره وأصدقائه. وتقع دار الرئاسة في صنعاء وهي محاطة بأسوار عالية وتتولى حمايتها عناصر موالية لعلي عبد الله صالح وأفراد أسرته ولا تبعد كثيرا عن "ميدان السبعين" الذي كانت تقام فيه الاحتفالات الرسمية في المناسبات الوطنية والتي كانت تشمل عروضا عسكرية أو فنّية أو شبابية.
ولم يخف علي عبد الله صالح المقيم حاليا في منزله الصنعاني شعوره بالمرارة حيال "الذين طعنوه في الظهر" وذلك في إشارة إلى الاختراق الأمني الذي سهّل عملية تفجير المسجد التي أدت إلى إصابته بجروح وحروق بالغة عولج منها في المملكة العربية السعودية حيث أمضى فترة طويلة قبل الانتقال إلى نيويورك من أجل متابعة العلاج في مستشفى متخصص بالحروق.
ولم يتطرّق علي عبد الله صالح أثناء المكالمة الهاتفية الى ما سيفعله في المستقبل، لكنّه بدا واضحا أنه حانق على الذين "خانوه" وكانوا من "الأقارب والأصدقاء الذين يحظون بكلّ رعاية" في إشارة واضحة الى اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى المدرعة الذي انشقّ عنه وانضمّ الى المعارضة الموجودة في الشارع. وكان علي محسن الاحمر من أقرباء علي عبد الله صالح ومن أبناء قريته التي تدعى بيت الأحمر الواقعة في مديرية سنحان التي لا تبعد كثيرا عن صنعاء.
كذلك، كان الرئيس السابق يشير الى آل الأحمر من زعماء قبيلة حاشد التي ينتمي إليها. وكان هؤلاء تاريخيا من بين شركائه في السلطة قبل ان ينقلبوا عليه في العامين 2010 و2011 ويدخلوا معه في صراع مكشوف داخل صنعاء نفسها. |