صنعاء نيوز/عبد الله الصعفاني -
المفروض أن العيد هو عنوان المحبَّة والتعايش والرحمة.. وهو بالمحصِّلة عنوان السلم الأهلي، لكن الأجهزة الأمنية أعلنت عن حالة التأهُّب لضبط الحالة الأمنية المفروض أن العيد هو عنوان المحبَّة والتعايش والرحمة.. وهو بالمحصِّلة عنوان السلم الأهلي، لكن الأجهزة الأمنية أعلنت عن حالة التأهُّب لضبط الحالة الأمنية أيام عيد الأضحى المبارك.
} الأمر، مع الفارق، يشبه ارتفاع منسوب النشاط الإقليمي والدولي لوقف نزيف الدم السوري خلال إجازة العيد.. ولا بأس من إعادة إطلاق ذات الشلاَّل بعد أيام العيد.. وكأنَّ جابر بن عبداللَّه - رضي اللَّه تعالى عنه - لم ينقل لنا عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده.. وكأنَّ رسول اللَّه الكريم لم يقُل لنا في مثل هذا اليوم : «كُلّ المسلم على المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه».
} إن العيد هو الغائب في مناطق كثيرة من خارطة العالم الإسلامي، حيث نسي المسلمون أنهم لا يزالون في فسحة من دينهم ما لم يصيبوا حراماً.. لكن الحرام يتسيَّد المشهد.
} ومع أن العبد للَّه ليس عضواً في فريق إنشاد «سَوى نبنيها» ولم يحصل على قميص «اليمن أغلى» أو عضوية جماعة «فداك يا يمن».. إلاَّ أن ذلك لا يمنع من الدعوة إلى تأسيس حزب جديد تحت اسم تعالوا نمزِّق هذا العدم.. وتعالوا نتواصى بحقيقة نعطي لبعضنا فرصة قضاء العيد وما بعد العيد، بعيداً عن لغة التفجير العرضي والعمدي والقطاع القبلي والقنص الثأري وضحايا النعوش الطائرة «سيارات العيد».. وليس أفضل من العيد مناسبةً لأن نتداعى إلى تحقيق العصمة للدم اليمني ومقاومة الشر بالخير بعد أن تعب المواطن والوطن من كل هذه الأحداث.
} مَنْ يريد التغيير في اليمن فإن التغيير يحتاج إلى تجنُّب الانفعال ويحتاج إلى التهدئة التي تسمح للتسوية السياسية بالمرور الآمن.. وقبل ذلك الارتقاء فوق الحسابات الصغيرة أو شخصنة المواقف.. وعدم ترك الأمور لمن يفجِّرون المواقف وينهجون السلوكيات المنفلتة وغير المنضبطة دونما غيرةٍ على مستقبل البلد.
} تعالوا نمزِّق هذا العدم.. فلا نترك للروح اليمنية الأصيلة أن تتشظَّى حتى لا يعتلّ الوطن أكثر.. تعالوا نمزِّق هذا العدم فنتواضع، ولا نعاند ولا نجترّ دعوات داحس والغبراء.. وتعالوا نتَّفق على رفض الخروج على الأدب، وبأن المواقف الخاطئة ضدَّ أخلاق الإسلام وتنال من تاريخ اليمنيين وحضارتهم.
} أنت وأنا وهم مواطنون يمنيون.. ولا بدَّ أن تكون للجميع مسؤولية تجاه البلد.. مسؤولية تعصم الدم، وتؤكِّد على قيم المحبَّة والتعاون والخير كركائز أساسية لتشكيل بلد جديد بملامح حالمة وغير حاقدة.
} وللحكومة ومن ورائها الأحزاب : لا يجب أن يتجمَّد الزمن اليمني عند الأزمة السياسية المتطاولة.. وليس أقل من التسليم بمبادرة لا تقبل التجزئة أو الالتفاف عليها.. ليس أقلّ من ساعة اعتراف بأن السلام الاجتماعي ليس إلاَّ حصاداً للاعتراف بالآخر وعدم الإقصاء وتحقيق العدالة الاجتماعية.. تماماً كما أن الاستقرار الاقتصادي ليس إلاَّ نتيجةً للاستقرار السياسي والأمني.
} وإلى أن يوفَّق اليمنيون في بناء دولة أسنان المشط.. للجميع التحيَّة والاحترام والسلام.. وكل عام واليمن بخير.