عبدالله الصعفاني - همس اللحظة
غالبيتنا الساحقة الماحقة في امتحان فاشل مع تربية أطفال وبنات عززوا علاقتهم مع "الإنترنت" وصاروا يخوضون معترك عالم مواقع إلكترونية هي خليط من الجنس والعنف والأفكار الضالة.. فضلاً عن ما يمكن أن تسفر عنه بعض محادثات "الشات".
*أنت وأنا وهو وهي قد نقضي جانباً مهماً من أعمارنا في التربية وفق أساليب نراها صحيحة، فإذا بالنت يفسد بشبكة عنكبوتية هي كالخمر إثمه أكبر من نفعه.. هذا قبل نزول آية التحريم المانعة.
*لست هنا في وارد إنكار أن "الإنترنت" قرب البعيد وفتح نوافذ لا تغلق على المعرفة ووفر على الكثيرين تعب مطاردة صحف ورقية ارتفع سعرها ليس لعلاقة بالمضمون وإنما فقط بالتكلفة، حيث يمتهن الصحفيون حرفة "الحراف" باقتدار إلا من رفع شعار خذ الفلوس واقرض الإعلان ثم أطلق سيارة الدفع الرباعي بسرعة.
*صحيح ليس الكل قادراً على اقتناء أجهزة الكمبيوتر وخدمة الإنترنت بذات القدرة على امتلاك دبة غاز فارغة، ولكن هل دخلتم محلات "الإنترنت"؟ وماذا شاهدتم..؟؟
أطفال في عمر الزهور وبملابس المدرسة يخوضون غمار عوالم افتراضية غريبة على مجتمعنا.. هذا في الصباح.. أما في فترة الظهيرة والمساء فما عليك إلا الاستسلام لسكين الصدمة ومقصلة الدهشة، حيث أوداج الصغار منفوخة بعجينة خضراء تستهلك العمر الافتراضي للأسنان ويضغط على اللثة بلا رحمة، وطبعاً بتزواج كيف القات مع كيف عوالم الإدهاش الإلكتروني وسحابات الدخان.
*والغريب أن كثيراً من محلات "الإنترنت" غير مؤهلة لتقديم هذه الخدمة بقدر ما تجلب المراهقين لخوض غمار ألعاب عنيفة وثقافة مجتمعات بعيدة، ومثل هذا الحال يثير العديد من الأسئلة حول ما إذا كنا ما نزال نمتلك مجداف تربية أطفالنا أم أن شياطين الهواء المفتوح والعوالم الافتراضية هي التي تؤثر أكثر.
*وعندما يكون ولي الأمر أمّياً في التعاطي مع أجهزة الكمبيوتر وخدمة الإنترنت كما هو حال غالبية المجتمع اليمني تصبح الرقابة الأبوية والتوجيه غائبين ويحل التناقض بين ما يقوله الأب والأم والمدرسة وما تقوله مواقع وفضائيات وأقراص "سيدي" فيخسر أولياء الأمور معركتهم التربوية أمام تكنولوجيا تجيد سيطرتها على العيون والأدمغة والأعصاب.. وربنا يستر.
|