صنعاء نيوز - صنعاء نيوز

الأحد, 06-يناير-2013
صنعاء نيوز/ عدن/نصر باغريب: -
الدكتور/ بن حبتور يشيد بالدور التنويري لرباط العيدروس ومنهجه الوسطي لنشر تعاليم الاسلام الحنيف


أطلع الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عـدن اليوم على الدور الذي يقوم به مسجد العيدروس بمديرية كريتر بعدن من خلال الرباط التعليمي الذي يضطلع بتنوير الطلاب وتعريفهم بتعاليم وقيم دينهم الاسلامي الحنيف وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

وأثنى الأخ/رئيس جامعة عدن، خلال زيارته اليوم السبت لرباط ومسجد العيدروس على دور الرباط والمسجد التنويري لخدمة نشر تعاليم وعلوم الدين الاسلامي بين أوساط المجتمع..، معبراً عن تقديره الكبير للرعاية التي يوليها رباط العيدروس لطلاب العلم.

وأستمع من مسئولي رباط العيدروس إلى شرح موجز للدور التعليمي الذي يقوم به الرباط في تحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتعليم الشباب لعلوم الدين الاسلامي والوسطية البعيدة عن التفريط أو الإفراط، والمستندة لكتاب الله "القرآن الكريم" ولمنهج رسول الله محمد صل الله عليه وسلم..، منوهاً لأهمية التعاون بين قسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية ورباط العيدروس بما يحقق الفائدة العلمية للطلاب في الجامعة والرباط.

كما أطلع خلال زيارته لرباط ومسجد العيدروس على الجهود المبذولة للحفاظ على التراث المعماري الاسلامي لمسجد العيدروس الذي لازال منسجماً مع طابع مدينة عـدن ونسق المكونات الأصيلة للمسجد، ومكنونه التاريخي المرتبط بتاريخ تأسيس مدينة عدن الحديثة قبل نحو 600 سنة، والذي يشمل مبنى المسجد والرباط التعليمي ومساحة مجاورة تضم مقبرة لـ آل العيدروس باني المسجد، وعدد من سلاطين عدن ولحج من آل العبادل، والشيخ علي محمد باحميش عالم الدين الاسلامي لمدينة عدن.

رافق الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن في زيارته كل من الدكتور/مازن عبدالله شمسان نائب عميد كلية الأداب، والأخ/نصر مبارك باغريب مدير الاعلام بالجامعة، وعدد من أساتذة الجامعة.

يشار أن رباط ومسجد العيدروس يقع في حي العيدروس بمنطقة كريتر بمدينة عـدن، وقد بناه الشيخ العلامة أبو بكر بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس الذي ولد بمدينة تريم حضرموت في (852هـ / 1448م )، وحفظ القرآن الكريم صغيراً وتعلم في تريم على يد الشيخ ســــعد باغـريب وكوكبة من أكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى أصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية.

فطاف بأجزاء من حضرموت منها الشحر ثم تجول زائراً إلى زبيد وبيت الفقيه وحج البيت الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع (حالياً في الصومال) ثم رحل إلى الحديدة فمدينة لحج ودخل عَـدَن بناءً على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه إليهم للاقتباس والنهل من علمه ومعارفه، ولبى الدعوة فدخل عَدَن في 13 ربيع الثاني (889هـ / 1484م).

وبات ذكرى دخوله عَدَن موعداً لزيارته المشهورة والمقامة كل عام منذ ما يزيد عن 530 سنة وإلى يومنا هذا 2013م.

قام السيد العيدروس بتشييد مسجده في عام (890هـ / 1485م)، وقد أصبح له الكثير من التلاميذ والمريدين، وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الإسلامي.

توفي العيدروس في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال سنة (914هـ / 1508م )؛ من مؤلفاته العلمية ديوانه الشهير (محجة السالك وحجة الناسك)، كما ألف كتاباً في الصوفية هو(الجزء اللطيف في التحكيم الشريف)، وله ديوان آخر قام بجمعه أحد تلاميذه، كما أن له مؤلفات خطية محفوظة في مكتبة الدولة المسماة حالياً بمكتبة الأحقاف بتريم حضرموت.

وقد قام العيدروس بالكثير من المآثر والمكارم منها ما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي على مستوى الأفراد والفئات المتنازعة في عهده، كما كان جواداً كريم اليد وبالذات للفقراء والمحتاجين، ويروى أنه توفي وعليه ديون من جراء سخائه وجوده قام بسدادها بعد وفاته أهل الخير من المحبين له، وقد عاش في مدينة عَـدَن ما يقرب من 25 سنة، وأول من لقب بالعيدروس من أهله هو والده عبدالله، واللفظة تحريفا وتصحيفاً لكلمــة (عتروس) وهي اسم من أسماء الأســد.

ويمكننا أن نسلط الضوء بشيء من التفصيل على مسجد العيدروس من الناحية المعمارية والزخرفية والتطورات والتجديدات التي طرأت عليه ومراحلها المختلفة:ــ

في البداية هو مسجد صغير بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم، يوجد إلى الشمال من المسجد (خارج المسجد) قبر وضريح الولي العيدروس، وأضرحة سلاطين عدن ولحج من العبادل، وضريح الشيخ/علي محمد باحميش.

وقد تم التجديد الأول للمسجد - خلال عهد العثمانيين في ( 976هـ / 1568م ) بعد ما يزيد عن ستين عاماً من رحيل العيدروس.

أما البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه إلى عام (1274هـ / 1895م) وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد.

المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصعد إليها عن طريق درجات سلم، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتيــة وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الأفريسيك (fresco)، وبواجهـة المدخل عقد مفصص أخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي، وقبة الشيخ العيدروس كبيرة تغطي حجرة مربعة تحتوى بداخلها على ضريح خشبي للشيخ العيدروس وأفراد من أسرته وبعض أقربائه، ويزين القبة عقد مدبب يحيط بها، كما أن القبة من الداخل بها زخارف ونقوش باللون المائي، كما توجد أربع نوافذ لغرض تحسين الإضاءة والتهوية، ويوجد بالحجرة أربعة أبواب موزعة على جدران الحجرة الأربعة، هي أبواب خشبية مستطيلة تتكون من مصراعين (جزئين) مزينة بزخارف ونقوش محفورة عليها.

وتوجد للمسجد منارة عالية باتت من معالم مدينة عـدن، وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الأسود، وتتكون من بدن مثمن الشكل والأضلاع به ثلاث دورات خشبية تنتهي في الأعلى بقبة صغيرة مضلعة، ولا توجد فتحات كثيرة في بدن المنارة، ويوجد في (الطابق الثالث) أربـع مشربيات خشبية بارزة عن بدن المنارة تستخدم للأذان، ويلاحظ وجود تأثر بنمط العمارة الإسلامي في عدن وفي بناء المنارة بما هو مماثل في الهند وإيران وشرق آسيا، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الإسلامية والذي فرضه الموقع الجغرافي لمدينة عَدَن، وقد بنيت في القرن 19م.

وتتنوع الزخرفة والنقوش الموجودة بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والأساليب التي تم استخدامها في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لاختلاف المدارس المعمارية الإسلامية، كما يلاحظ أن الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهليز قد تمت باستخدام أساليب الحفر والتخريم.

ومن حسن حظ مدينة عدن أن مسجد العيدروس أنه لم تطاله حتى الآن عمليات الطمس والتغيير في نمط عمارته كما حدث لمسجد ابان التاريخي ولمعظم مساجد مدينة عدن خلال السنوات الاخير، وظل مسجد العيدروس حتى اليوم 5 يناير 2013م، محافظا على طابعه المعماري المميز والتاريخي الأصيل.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-18474.htm