صنعاءنيوز/ بقلم : فائز سالم بن عمرو [email protected] -
في الطفولة كل الأشياء جميلة ... الألعاب .. الأحلام .. الرسوم .. الآمال ..
في ذاك الصباح المغلف بعبق الطفولة ، وبراءة الأحلام كعادتي احتضنت ذلك الجبين الأسمر وقبلته .
مازحني ملاطفا ... ماذا تريدين ان احضر لك ؟! .
خالفت عاداتي وتخليت عن طفولتي وأطماعي الفضولية ، وطلبت عودته السريعة لإشعال شمعتي السابعة ..
ابتسم .. وأصر على عناده الجميل واعداً بإحضار هدية الاحتفال .. عروسٌ ناطقة !!!
لا اعرف لغة العيون ، ولكني لمحت بريق عينيه .. ذلك الشعاع الغامض المتطاير منهما .. وان عجزت عن تفسيره ؛ فان الأيام كفيلة بتفسير الماسي ، وتحقيق الآهات ؟ !
الثالث عشر من يناير .. في ذلك اليوم.. كبرت مبكّرا .. في تلك الليالي خلقت ومتُّ .. وفيه للأسف دفنت بين الإحياء .. في ذلك اليوم استبدلت الشموع والهدايا والأسرة .. بالبكاء والنحيب !!
مضت الدقائق وانقضت الساعات ، وتبعتها الأيام ورافقتها السنين .. ولم يستطع أبي الحبيب الوفاء بوعده على غير العادة ..
انتظرت الهدية والعروس فلم تحضر .. ومضت الأيام على عنادها فصرت أنا العروس .. واكتملت دورة الزمان الظالمة .. لتصبح ابنتي طفلة تطالب بلعبتها ، وتتوسد عروستها ! .
ما زلت حتى الآن .. لم تثنني الأيام الوقوف كل صباح واستراق النظر إلى الباب .. انتظر عودة أبي ؟!
تصالح الرفاق ، وأعلنوا التصالح والتسامح .. وأعلنت التصالح والتسامح معهم .. تعاقب الليل والنهار لم يوأد أحلامي الصغيرة والكبيرة ..
أحلامي الصغيرة .. عروسة صغيرة تمتد بها يد سمراء جميلة .. ونظرة إلى عينين .. لن أنساهما ..
أحلامي وأنا كبيرة .. الوقوف على قبر أبي لأكلله بالزهور ..
أبي .. فقيد ؟! ... سأسامح ... ولكني لن استطيع ان أنسى أبي مطلقا !!!...