صنعاءنيوز،/رحمة حجيرة- -
وبمجرد أن تابعت المؤتمر الصحفي الأخير للسفير الأمريكي، جيرالد فاير ستاين هذا الأسبوع تحول تعاطفي مع "هادي" إلى شفقة وفقدت الثقة بصدق ما طرحه من مسئولية، في الوقت الذي يتجاوز فيه سفير دولة غير مرغوبة شعبياً وسبباً في تنامي القاعدة في اليمن، ويتحدى مشاعر اليمنيين وقوانينهم ويسيء للرئيس هادي، بحيث يعرضه للمساءلة القانونية وينسف موقفه التاريخي والأخلاقي، عندما يؤكد بأن هادي وافق على (55) ضربة جوية أمريكية قتلت العشرات من اليمنيين خارج إطار القانون المحلي والدولي والأمريكي حتى، بل ويشدد على دور هادي في السماح للأمريكان بانتهاك السيادة الوطنية ويخلي مسئوليته كسفير من الضربات المجرَّمة قانونياً داخل أمريكا، ولم يحدث أن صرح نفس السفير أو من سلفه بموافقة الرئيس (صالح) في 3 ضربات حدثت في عهده خلال 33 سنة؟ لماذا؟.
إن السفير الأمريكي الذي يقدم نفسه سياسياً بطريقة انتقامية ومسيئة للمكانة التاريخية الذي حصل عليها الرئيس هادي، والتي لم يحصل عليها رئيس قط، يساهم في تأجيج الصراع السياسي بين الأطراف في اليمن على قاعدة، "لن نبني بلادنا وفق أوامر وسياسات الأجنبي"، وسيساهم قريباً في اتفاق بين هذه الأطراف ليس لأجل اليمن بل ضد الرئيس هادي والمجتمع الدولي ومع تشجيع الإرهاب كثقافة..!!.
وبغض النظر عن عدم إدراك الرئيس هادي لخطورة هذه "التبعية" للأجنبي الذي أصبح "مَحرْمَاً" له بأغلب لقاءاته الداخلية عليه شخصياً كما حدث لــ"شاه إيران.. مبارك مصر" إلاّ أن المصلحة الوطنية تحتم عليه وعلينا مهما كانت مصالحنا مع أمريكا، فمؤسستي شريكة لوزارة الخارجية في مشروع لدعم الشباب، لكن ما يحدث في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول التي دمرها التدخل الأجنبي يفرض علينا أن نتجاوز مصالحنا الشخصية ونفكر في اليمن!!.. و"قطر" نموذجاً أبرز، فبعد أن كانت مرشحة لتكون قائدة الدول العربية، قادتها بتبعيتها لأمريكا لتخلق قطر قيادة وشعباً عداوة تاريخية مع شعوب أغلب الدول العربية.
أخيراً أقول للرئيس هادي، أتفق معك بأن المشاريع العظيمة لا تبنى إلاّ بــ"شراكة" دول عظيمة تقوم على الاستقلالية والمصالح والقيم، وأنت رئيسنا ويفترض أن تكون لنا ومعنا قبل الأجنبي الذي سيتفق الجميع عليه يوماً، وأتمنى ألاَّ تكون يومها خصماً..!!.
*صحيفة اليمن اليوم