صنعاءنيوز/*محمد صالحي -
نشرت دائرة التحقيقات الاتحادية للكونغرس في تعاون مع وزارة الدفاع الامريكية
تقريرا يتضمن 67 صفحة عن تنظيم و أداء وزارة المخابرات الايرانية ومد عناصرها
وعملائها في أرجاء العالم, ويحوي التقرير ما يعود إلى نشاطاتها داخل إيران
وتدخلاتها في الدول الشرق الأوسطية ولا سيما سوريا والعراق وخطة اغتيال السفير
السعودي في الولايات المتحدة وعملياتها في سائر بلدان العالم.
مع دراسة اساليب عمل هذا الجهاز الذي وفق ما يعرف به ”يستخدم كل ما في وسعه من
الامكانيات من اجل حماية الجمهورية الاسلامية الايرانية” يتضح وضوح الشمس في
النهار ان تنفيذ هذا الواجب الى حد يرتبط بطبيعة نظام الملالي, انه اساسا يعتمد
على الاغتيال والاختطاف وخلق اجواء الرعب والفزع, وهذا حربة يستخدمها الفرع
الخارجي للمخابرات الايرانية من خلال سفارات النظام الايراني وفيلق القدس
الإرهابي ومنظمة الثقافة والدعاية الاسلامية والتنظيمات الخارجية على سبيل
المثال حزب الله اللبناني وفيلق البدر العراقي وكذلك في داخل البلد يطبق هذا
النموذج بحق الشعب الايراني من خلال الاجهزة الداخلية منها حرس الثورة
وقواتالشرطةالقمعية و... وفي الحقيقة ”يتورط النظام الايراني في نوعين من
الهجمات الارهابية, الاول هو ما يرتبط بالعمليات التخريبية والتجسسية وزرع
القنابل و... اما الثاني هو اغتيال معارضي الجمهورية الاسلامية الايرانية”.
ونظرأأن النظام الايراني وجهازه المخابراتي يعتبران منظمة مجاهدي خلق الايرانية
اهم منظمات المعارضة واكثرها جدية, منذ صياغة هذه الوزارة كان رأس ممارساتها
الحاد متوجه الى هذه المنظمة. ورغم ان كشف هذا التقرير يعكس جليأ ضئيلأ عن
جرائم ونشاطات الاستخبارات الايرانية بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة ومنها
التفجيرات والاغتيالات, ولكن ما يلفت الانتباه فيه هو الاشارة الى مدى مخاوف
حكام ايران من مجاهدي خلق لان النظام الايراني يرى ان الحركة الوحيدة التي تؤثر
في اسقاطه هي هذه المنظمة حيث وفضلا عن الاغتيال يلتجئ الى كل وسيلة لتفادي هذا
التهديد و”يستخدم اكبر جناح في هذه الوزارة لخلق الحرب النفسية ضد معارضي
الحكومة وفبركة الاكاذيب لتشهير” كما تستخدمجميع امكانيات النظام الاعلامية بما
فيها ”القناة التلفيزيونية الرسمية” والمواقع المنتمية اليه مثل ”ايران
اينترلينك وايران ديدبان و...” وفي هذا الشان وتحديدا ”بعد نشوب الحرب ضد
العراق عام1991 جعلت المخابرات الايرانية لخلق الحرب النفسية ضد منظمة مجاهدي
خلق كأحد اهدافها الرئيسية ولكن و رغم كل ذلك ظلت المنظمة قائمة”.
يبرز هذا التقرير ودراسته نقطتين لكل سياسي محايد والاولى عمق جرائم وقسوة نظام
الملالي الحاكمين في ايران مع جميع اجهزته ومنظماته سواء في داخل ايران او
خارجها والثانية صمود منظمة ثورية من اجل اسقاطه والتي منذ ثلاثة عقود احبطت
مؤامراته وصفقاته الخارجية مع اصحاب الاسترضاء والمساومة. فلذلك لاجل التخلص من
اخطبوط ولاية الفقيه و امتدادته الارهابية, خاصة في المنطقة, و من الضروري
الاعتراف بمقاومة الشعب الايراني المشروعة المتثلة في منظمة مجاهدي خلق
والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية لكي تشهد منطقة الشرق الاوسط الامن والسلام
والتآخي إن شاءالله.
* كاتب و باحث إيراني |