صنعاءنيوز - احتفت مؤسسة "صوت" للتنمية أمس الخميس بالناشطة الحقوقية والقيادية في الثورة الشبابية بشرى المقطري، بحصولها على جائزة "فرانسوز جيرو" للحقوق والحريات.
وفي الاحتفائية التي أقيمت في مقر الحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء، والتي حضرها عدد من قيادات الدولة وقيادات حزبية وناشطين ومثقفين وأدباء واعلاميين، تحدث الدكتور ياسين سعيد نعمان مستشار رئيس الجمهورية أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني عن المناسبة.
وأكد نعمان في كلمة ألقاها في الاحتفائية أن الدفاع عن الحقوق والحريات ليست تجربة سهلة فالمدافع عن الحقوق يجب أن يوهب حياته لذلك.
وقال نعمان: "كثير من الناس يعتزون بانتمائهم لمؤسسات حزبية وقلة من تعتز بهم المؤسسات الحزبية، بشرى من القلة الذين يعتز بهم".
وأشار إلى أن ثورة 11فبراير ثورة المرأة اليمنية وعلينا أن نفخر بأن من حصلوا على جوائز ثورية كانت من النساء .
وقال نعمان: نحن على مشارف مرحلة جديدة إما تنتصر الثورة أو تواجه الكثير من الصعاب ونحن أمام المحطة الأخيرة لثورة 11 فبراير وهو الاتجاه الأخير لبناء الدولة الحديثة لكل اليمنيين, فكلما بدأت ملامح هذه الدولة في ضمير الناس والمجتمع خرج الكثير من كهوفهم القديمة لمواجهة هذه الدولة وازدادوا شراسة في مواجهة بناء الدولة.
وأضاف: يحاول الكثيرون خلق معارك جديدة لإعادة إنتاج المعارك القديمة التي كانت دائما فاصلة في طريق بناء الدولة التي يتطلع لها كل اليمنيون.
وتحدث سماح الشغدري رئيسة مؤسسة صوت للتنمية قائلة: نحن اليوم نحتفي بجائزةٍ لامرأة حرة من القرن العشرين "فرانسواز جيرو" وهي تركية الأصل، لكنها استطاعت أن تفرض نفسها على المجتمع المخملي الفرنسي لتصبح أكثر الباريسيات شهرة وأناقة، ومن أشدهن إثارةً للاهتمام والجدل.
واضافت: بشرى المقطري تعرضت لكمٍّ هائل من الهجمات الكبيرة لا لشيء سوى أنها حملت علم المدنية والحرية الأمر الذي استفز التيارات المتطرفة وقوى التخلف المقيتة التي تريد أن تلغي أي مشروع نسوي قوي في هذه البلاد، وفي هذه المرحلة على وجه التحديد تعرضت بشرى خلال العام المنصرم لحملات تكفير وتشهير واسعة .
وأكدت الشغدري أن مسيرة النساء مستمرة وسيستمر التحريض ضدها كوجه من أوجه التحدي القبلي والديني والتقليدي والعسكري ومراكز القوى وليست الحملة التي شنت مؤخراً على العزيزة سامية الأغبري أحد أهم الأصوات العالية والحرة بآخرها.
وألقت في الاحتفائية "بشرى المقطري" كلمة عبرت فيها عن امتنانها لسماح الشغدري رئيسة مؤسسة صوت التي بادرت لإقامة الإحتفائية.
وقالت بشرى المقطري: جميعنا يدرك الظروف غير الآمنة التي يعيشها الكتاب والكاتبات والمدافعون والمدافعات عن الحقوق والحريات في بلاد لا تحتفي بالحريات بقدر ما تحتفي بملوك الطوائف وبمشائخ الفيد وبيادة الفندم ومسواك كهنة الدين وناهبي المستقبل، مضيفة أنه بعد عام من الثورة كشرت قوى الماضي عن أنيابها، القوى التي اعتادت امتلاك الحقيقة، وتكريس مبدأ واحدية الفكر والرؤية والتحدث باسم الله وقمع الآخر المختلف واستعداء المرأة باعتبارها بوصلة التغيير في المجتمع.
وأكدت المقطري أن هذه القوى على اختلاف مرجعيتها الدينية لا تملك أي خطاب فكري تأصيلي في مواجهة الفكر، لذا تقوم باستدعاء الخطاب الديني الماضوي الذي يرتكز على العصى الغليظة للتكفير واستخدام المنابر للتحريض على الآخر.
واوضحت أن عام 2012م كان مخيبا للآمال واستمرارا للنظام القديم وأدواته العقيمة في تعاطيه مع الناشطين والناشطات والكتاب والمدافعين عن الحقوق والحريات.
وتحدثت المقطري عن أربعة مؤشرات خطيرة تثبت هشاشة المجتمع المدني بمختلف منظماته.
وقالت إن المؤشر الأول يكمن في عدم قيام السلطة السياسية الحالية في اليمن بأي إدانة لكل الاعتداءات التي تعرض لها المدافعون عن الحريات بل صمتت السلطة عن تجار الفتوى وأرباب الدين وحراس الفضيلة وتواطأت على انتهاك حقوق الصحفيين والكتاب والثوار أيضا في الساحات.
وأوضحت أن المؤشر الثاني يتعلق بمنظمات المجتمع المدني التي وصفتها بالمسيسة، قائلة إن الناشطين والناشطات تعرضوا لاعتداءات وتشهير وتكفير، ولم ترصد المنظمات بحيادية الانتهاكات التي تعرض لها الكتاب والنساء في تقاريرها التي إستندت عليها منظمات دولية في متابعة شأن الحريات في اليمن. وأثبتت هذه المنظمات المدنية أنها جزء من النظام القديم وأدواته في التنكيل بالآخر.
المؤشر الثالث الذي أوردته المقطري هو صمت المنظمات النسوية والنخب النسوية على اختلاف مرجعيتهن السياسية خاصة النساء اللاتي صعدن من الساحات ووصلن إلى السلطة ولم يقمن بدورهن في التضامن مع ما تعرضت له المرأة اليمنية بل صمتن وتواطأن من أجل المكاسب السياسية ولم ينتصرن لمبادئ الحرية التي هي واحدة لا تتجزأ.
وقالت المقطري أن المؤشر الرابع يكمن في تغول القوى الدينية وإعادة تموضعها وخلق تحالفات سياسية تستعدي المرأة والقوى المدنية باستخدام القنوات الإعلامية والمواقع الإلكترونية والميديا الحديثة في بث روح الكراهية والطائفية.
وتحدث في الاحتفائية كل من وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبد الحافض نعمان ووزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل، كما تحدث الناشط المدني والصحفي المعروف سامي غالب. |