صنعاء نيوز /بقلم زيـنـب خـليـل عـــودة - تحدثت إلي صديقة قائلة: كنت غير راغبة في فتح حسابا على الفيس بوك، إلا أن الكثير من أصدقائي ألح علي بفتحه، وكانت لهم مبرراتهم، بأنه الأسرع في التواصل.... ففتحت حسابا.. وإذا بي أدخل سوقا كبيرا وأبوابا كثيرة لا حصر لها مفتوحة على مصراعيها، وصور وأشكال وألوان، وأما عن الأشخاص فحدث ولا حرج، يأتنوك من كل فج عميق يطلبون صداقتك واضافتك لديهم
وتابعت الصديقة، لن تصدقوا بأني بمجرد أن سجلت به، انزعجت كثيرا كونه فعلا على أقل وصف فيس سوق ومستنقع فعلا، أو سوق بوك ومستنقع بوك، سوق يوجد به كل ما يخطر ولا يخطر على، ومستنقع قد يغرق فيه الكل إلا من رحم ربي بل وعلى وصف قرأته، أنه أحد وسائل الدمار الشامل مع بقية الوسائل الأخرى على حد وصف أحد الكتاب.
صديقة أخرى وصفته، بأنه عالم فوضى يترجمه الفيس بوك وأمر المحافظة على سرية أي حساب ليس سهلا من الكم الهائل للحسابات والأشخاص والمتطفلين... وأخرى تتحسب بقولها، شفت ناس كاذبة وجبانة وأخرى مريضة نفسياتها لدرجة وصلت الأمور لاختراق حساب الفيس بوك الخاص بي، كل هذا من أجل أن يعرفوا خصوصيات أفراد أخرين مسجلين في حسابي، صدقا ناس أقل ما يقال عنها بأنها خائنه لنفسها ولغيرها وللأمانات، لا أستطيع أن أقول سوى (حسبي الله ونعم الوكيل على كل من يؤذى المؤمنات والمؤمنين) .
يدور حول شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة أراء مختلفة ما بين مؤيد ومعارض ولكن يظل عنصر الجذب للشخص قوي جدا لا يقاوم لتلك الوسائل بمجرد أن يفتح حسابا له، سوى كان الفرد صغيرا أو كبيرا، وتبدأ مرحلة الإدمان على هذه الشبكة ليغسل عقله كليا ويستسلم لها، وهكذا مساحات كبيرة من الوقت يستنفذ أماما شاشات الكمبيوتر وغيرها وكل ذلك محاسب عليه الإنسان إن فكر؟؟!!..
تلك الصفحات المفتوحة على مصرعيها في شبكة الفيس بوك، فعلا استطاعت أن تحول العالم لقرية صغيره، ولكن قرية ينقصها حسن الخلق والضمير والنية وصفاء النفس والذهن، والكل صار وكأنه في سوق يهذي ويصرخ وينضح بما فيه، سواء كان نضحه ايجابيا أو سلبيا، وتأثيراته على مستوى أوسع، خاصة تلك السلبية، التي تنتشر كالسرطان في كل أرجاء سوق بوك ليصاب من جراثيمها أصحاب الحسابات فيها.
صفحات الكل يقول ما يريد، سوى كان حقا أو باطلا، لا يوجد محاسبة، ولا قوانين تحكم التعاملات والتصرفات السيئة، صفحات أظهرت الأسوأ ما في الناس والشعوب، ومنها صفحات تحولت لساحات معارك يصفي البعض حساباته وإلى فتنة تنخر عظام المجتمع وتضربه بأوجع الآلام. في الوقت الذي يقولون بأنها صفحات كشفت الحقيقة، ولكن أي حقيقة يتحدثون عنها، حقيقة الفتنة الطائفية التي فتحت على كل الأبواب، أما السياسية، أما الإسفاف الفكري بين المثقفين، أما الالفاظ البذيئة التي صارت لغة ملاك الحسابات، أما تلك المساحة المفتوحة لصور الإباحية والتعري، ما هي الحقيقة التي يتحدثون عنها ، حقيقة فضح الديكتاريويات، هل كل تلك العقود والسنوات لم يكونوا يستطيعوا أن يعرفوا تلك المظالم والفضائح.
واستذكر هنا ماقاله الكاتب الفلسطيني توفيق أبو شومر " عندما كنتُ أحاول معرفة مدى استفادة الجيل الجديد من هذه المواقع الفيس بوك هالني ما رأيت، فمعظم التعليقات والصور التي تحظى بعدد كبير من لايكات المجاملات، هي أشياء تافهة لا تُعلم الأجيال، بل إنها تُفرِّجُ عنهم ضائقتهم، وتنفِّس احتقانهم على شاشات الكمبيوتر، وليس في المجال العملي المُنتج! ومن أخطر آثارها أنها تدفعهم إلى الغرور والاستعلاء أيضا" ..فمعظم شاربي أرجيلة الفيس بوك ولاعبي نرد التويتر من رواد مقاهي الإنترنت، وهى تحاول صياغة الجميع في بوتقةٍ واحدة، لهدف تطويعهم ، ثم تسييرهم وفق إرادة الأقوياء"
حتى لقد قرأت من فترة قريبة جدا ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت أهم وأسهل وسيلة للموساد الإسرائيلي لإسقاط الكثير من الشباب والشابات في شبكة التخابر والعمالة واسقاطهم في الرذيلة ،، كما أتذكر برنامج لإذاعة لندن حولها وكان مضمونه انها وسائل (أبعدت القريب وقربت البعيد) هذا يفسر أن أبناء الاسرة الواحدة في أوطاننا باتوا مشتتين لا يجدون أنفسهم فما بالك بالشعوب ..
ختاما نحن لا ننكر أنه كما لهذه الوسائل سلبيات هنالك ايجابيات إن أراد أن يتحكم بها الانسان ويستفيد ولكن ليس للجلوس ساعات وساعات وكأنه فقط مخدر ومستقبل لعملية غسيل مخ سهلة ورخيصة جداا في متناول الجميع عبر تلك الوسائل اضافة الى وسائل الاعلام التي تنفذ بأيدي عربية وهى تشمل مخططات وأجندات صهيونية أمريكية مخططة بكفاءة عالية لنشر الفوضى الخلاقة والفتن والغزو الفكري والثقافي الى حد أن تنزع كل قناعات الحق والعدل والحقيقة وتخلط الحابل بالنابل وهكذا تتواصل العملية ليل نهار وتشتد ويلتهب سعيرها لتطال الجميع... علينا أن نستيقظ ونفكر ونفكر طويلا أين نقف نحن وماذا حققنا لأنفسنا ولديننا ولأوطاننا؟ وماذا يتوجب أن نفعل ؟؟ ومتى ننهض؟ وكيف؟؟؟ ..... |