صنعاء نيوز - 
أدت حملة القمع الأخيرة في اليمن ضد المحتجين المطالبين بإستقلال الجنوب إلى أشعال التوترات في البلاد وإلى إنقسامات من المرجح تصاعدها كما تقول لينا هوسا من شبكة بي بي سي.

السبت, 02-مارس-2013
صنعاءنيوز/ شبكة بي بي سي : ترجمة مهدي الحسني -


أدت حملة القمع الأخيرة في اليمن ضد المحتجين المطالبين بإستقلال الجنوب إلى أشعال التوترات في البلاد وإلى إنقسامات من المرجح تصاعدها كما تقول لينا هوسا من شبكة بي بي سي.



ومن بين كل الثورات التي شهدها العالم العربي، يعتبر مجلس الأمن اليمن قصة نجاح نادرة.

وقدم مجلس التعاون الخليجي مبادرة تقضي بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح، الذي حكم اليمن 33 عاماً، عن السلطة.



وقبل عام من الآن، عقدت إنتخابات تم فيها إنتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي. لكن اليوم تبدو عيوب المبادرة أكثر وضوحاً.

بعض اليمنيين، لا سيما سكان الجنوب، يشعرون أن تغييراً طفيفاً قد حدث وينتقدون كون الرئيس هادي المرشح الوحيد في الإنتخابات.

لا يزال الرئيس السابق صالح داخل البلاد يقود حزبه السياسي، كما لا يزال بعض أفراد أسرته يشغلون مناصب هامة في البلاد.



ويشعر كثير من اليمنيين الجنوبيين بالإضطهاد وأن الإنتفاضة لم تقدم لهم الكثير، وأن الحكومة المركزية مازالت تتجاهلهم.

وقام الآلاف من اليمنيين الجنوبيين الخميس الماضي تجمعوا في مدينة عدن الساحلية، رافعين علم دولتهم المستقلة سابقاً اليمن الجنوبي. وبينما كانوا يشقون طريقهم بإتجاه الساحة، قامت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم مخلفة ستة قتلى وعشرات الجرحى.



يقول محافظ محافظة شبوة الجنوبية، أحمد باحاج "تفادت قوات الأمن كارثة أكبر عندما منعت المحتجين من بلوغ حشد يضم الآلاف وهم يحتفلون بالذكرى السنوية الأولى للإنتخابات."

عشرات من الجرحى سقطوا قبل إسبوعين خلال المصادمات التي وقعت بين مسيرات متنافسة، حيث فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين.

ويعتقد أن المظاهرات المؤيدة للحكومة قام بتنظيمها حزب الإصلاح الإسلامي الذي يهيمن على الإئتلاف الحاكم.







تصعيد

إن أعمال القتل و إعتقال أثنين من قادة الحركة الجنوبية المعروفة ب "الحراك"، أدت إلى تأجيج التوترات.

إندلعت مظاهرات في عدة مدن خلال عطلة نهاية الأسبوع وأدت المصادمات مع قوات الأمن إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رجل أمن.



وهوجمت مقرات حزب الإصلاح الذي يحمله المحتجون مسؤولية حملة القمع. ويشير المحتجون إلى حقيقة أن محافظ محافظة عدن عضو في حزب الإصلاح وأنه خلال المظاهرات التي حدثت مؤخراً تم إطلاق النار فقط على أنصار الحراك الجنوبي.

يقول محافظ محافظة شبوة باحاج المنتمي لحزب الإصلاح "إن إطلاق النار لم يأتي من حزب الإصلاح، لكنه جاء من قوات الأمن الحكومية التي كانت تحاول منع العنف."





لكن الحراك وعلى لسان المتحدث بإسمه، حسام باعباد، رفض تلك المزاعم.

"الإصلاح هو الحاكم الفعلي لليمن. الرئيس السابق صالح والإصلاح وجهان لعملة واحدة وتوحدوا ضدنا" كما يقول باعباد.

ويضيف نحن نريد تحرير اليمن الجنوبي من الإحتلال اليمني.

وكان اليمن الجنوبي مستعمرة بريطانية في السابق، ثم دولة إشتراكية علمانية، ولم يتوحد مع الشمال حتى عام 1990.



يشعر الكثير من الجنوبيين أنهم تعرضوا للحرمان لعقود من الزمن، وأن فرصة الإحتجاجات أصبحت سانحة لهم بشكل أكبر بعد إنتفاضة – ثورة الشباب – المؤيدة للديمقراطية.

يقول الصحفي اليمني باشراحيل باشراحيل "إن مظاهرات الحراك المتنامية بدأت تثير قلق السياسيين في العاصمة صنعاء."





حشر في زاوية ضيقة

الإصلاح يريد تعزيز قبضته على الحكم لإعتقادهم بالفوز بإنتخابات 2014 ليصبحوا حكام اليمن الجدد. لهذا هم يسعون للسيطرة على جنوب اليمن، الذي يوجد بها معظم الثروات الطبيعية للبلاد.





ويتوقع خبراء في المنطقة المزيد من التصعيد والعنف.





يقول المحلل السياسي والناشط عبدالغني الإرياني "طالما والخيارات السياسية متاحة لهم سيستمرون في السعي لتحقيقها. لكن إذا تم حشرهم في زاوية ضيقة، سيلجأون إلى العنف وأعتقد أنهم يشعرون الآن بإقترابهم من ذلك."

أجرى الصحفي البريطاني بيتر ساليسبري لقاء مع قاسم عسكر، أحد قادة الحراك قبل يوم واحد من إعتقاله في عدن.





يقول ساليسبري بأنه لا يعرف إلى متى ستبقى الأمور سلمية. ويضيف "كثير من قادة الحراك يقولون أن يؤمنوا بالثورة السلمية، لكنهم يشعرون أنه يتم إستهدافهم بشكل متزايد وأنهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم."

ما قد يثير قلق الأمريكان والسعوديون أن يدفع الغضب واليأس الشباب إلى الإنضمام إلى تنظيم القاعدة. وتزايدت أعداد المنتمين إلى التنظيم في الجنوب منذ 2011.

يقول الخبراء أن التطرف يحدث في الجنوب نتيجة للإهمال الذي إمتد طويلاً. ويقولون أن ما قدمه تنظيم القاعدة من إستثمار يسير في مجال الخدمات الإساسية والأمن، يعتقد أنه عاد بمردود رائع. ولا يعني ذلك أن محتجي الحراك الجنوبي يؤيدون القاعدة.



ويعمل الحراك كمظلة تضم مجموعات مختلفة بينهم أولئك المطالبون بالمزيد من الحكم الذاتي في ظل نظام فيدرالي، وأولئك المطالبون بالإستقلال وكذلك بعضاً من أنصار الشريعة الذين يسعون لإقامة إمارة إسلامية.

تلك المجاميع – الحراك – غير منظمة تماماً، وكل ما يجمعهم هو العداء للحكومة المركزية.



ويعتقد عبدالغني الإرياني أن الحراك يقترب من إعلان الكفاح المسلح.

يقول الإرياني "وعند حدوث ذلك سيتمزق الوطن الموحد، لكن ليس إلى شمال وجنوب. سيكون لدينا كيانات قبلية وإقليمية أصغر وعدة كيانات سياسية."
براقش
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 01:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19539.htm