الإثنين, 04-مارس-2013
صنعاء نيوز - ضحايا التهريج والضمير الغائب..!! صنعاء نيوز/عبداللَّه الصعفاني -

لست بصدد التهويل.. لكننا بحاجة إلى واقعية النظرة إلى بعض ما يجري من أمور تنال من اليمن ونسيجه الوطني والاجتماعي.
موظف في مؤسسة حكومية يجد مَنْ يزهق روحه ليس برصاصة ولا رصاصتين وإنما ثمان طلقات وبدم بارد من قاتل يرتدي الكاكي.. أدوار جديدة للحامي!!
ومواطن آخر يتعرض للسحل والحرق بتهمة أنه بائع دخيل بهويته المناطقية.. مثل على توحش ابن البلد.
> وكلها ليست مجرد حالات فردية انفعالية.. وإنما عناوين لسلوك تحريضي ينال من حياة مواطنين يمنيين بدوافع تمزيقية وجدت مَنْ يغذيها ويحشد لها دونما خوف من اللَّه أو رادع من ضمير أو نهي عن منكر.
> والصاعق في تنامي السلوك العدواني بدوافع تمزيقية أن يكون على مسرح الجريمة من لا يستنكر وإنما يصفق و كأن العقول صارت مملوءة بالبارود.. ودائماً فتّش عن جفاف منسوب الأمل وتنامي سوء الظن وغياب الضبط لحالات التمادي ووجود رعاة لكل حالة عدوانية تغذيها النزعة السلبية المنادية باللاانتماء والانفصال عن الماضي والحاضر وصرف الاهتمام عن المستقبل بمتطلباته المنطقية غير المغامرة.
> ومن جديد ليس في الأمر تهويل أو مسرحة للموقف.. لكنه التحذير من هذه الجزر الجهوية المناطقية والحزبية التي تجتهد في إثبات أنها عصيّة على أي ضابط قانوني منزوعة الإحساس بالوازع الديني والأخلاقي.. وإلاَّ كيف لمجموعة أن تقتل مواطناً أو تحرقه بقوة دفع التعصب المناطقي وليس غيره.. فمن بيده أن يساعد الحائر على الفصل بين زواج المستحيل بالممكن في بلد ما نزال نزعم أنه موطن إيمان وفقه وحكمة.
> وعندما تتعلق الجرائم بالأرواح والدماء والأعراض على النحو الذي تطالعنا به الأخبار لا يجوز قانوناً ولا شرعاً ولا إنسانيةً أن يختبئ القتلة وراء الاعتبار المناطقي أو الحزبي أو المشيخي.. فأرواح المواطنين ليست جوائز ترضية للمنفعلين.. ليس لأن الشاعر القديم قال : «إذا متّ ضمآناً فلا نزل القطر».. وإنما لأنه ليس عند الأبناء أغلى من أبيهم ولا أعز من الأب والأمّ من أبناء يلقون حتفهم في حفلة سحل ورسالة مضمونها خلاص.. كل واحد يروح منطقته.. وإلاَّ لا يلومنّ إلاَّ نفسه.
> الدولة ممثلة في الحكومة يجب أن تقول كلمتها وتعيد الاعتبار للقانون وللمؤسسات الضابطة لإيقاع الحياة.. وحتى لو كنا في زمن انتقالي فليس أخطر على بلد من الفرجة على أشكال الإضرار بفكرة النظام العام على حساب أرواح الناس ودمائهم.
> وللسياسيين.. حكاماً ومعارضين وبين البين.. كفُّوا عن هذا التهريج السياسي وراجعوا مواقفكم على الأقل احتراماً لأرواح المواطنين.. توقفوا عن التحريض.. وتوقفوا عن هذه الابتسامات البلهاء.. وأعيدوا الحد الأدنى من الثقة بهذه المؤسسات.. ليس من العقل أن يقابل مسؤول الخطر بالفرجة.. والانتكاسات بالكيد.. ورؤية الدم بالابتسامات البلهاء.
> إن اليمن هذه الأيام أحوج ما يكون للتوافق السياسي ليس فقط بالتفاصيل التي سيكون محلها مؤتمر الحوار الوطني الذي ينطلق هذا الشهر وإنما بالتضامن المبدئي مع فكرة الوطن واحترام دماء المواطن وعدم تقديم هذه الدماء رخيصة على ملاعب الكيد وسوء الظن بالآخر وسباق الانتماء إلى مدرسة الانتهازية والعبث.
> وتذكروا هدانا اللَّه جميعاً.. أن مشاكلنا مع الاستبداد وغياب العدالة وما إلى ذلك من ملامح الفقر والجهل والفاقة والقسوة ليست سوى حصاد الضمير الغائب الذي يجب أن يعود ولو بصعوبة استدارة الفيل.
> وحسب الجميع أن يتذكروا القول :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19600.htm