صنعاء نيوز - المتابع لما يسمى بعمليات ضبط سفن الأسلحة في المياه الإقليمية اليمنية أو الدولية بين كل فترة وأخرى يصاب بالحيره بين تصديق ذلك أو تكذيبه..

السبت, 09-مارس-2013
حميد الحظاء -
المتابع لما يسمى بعمليات ضبط سفن الأسلحة في المياه الإقليمية اليمنية أو الدولية بين كل فترة وأخرى يصاب بالحيره بين تصديق ذلك أو تكذيبه.. بين حقيقة ضبط سفن الأسلحة أم أنها مجرد شائعات وأكاذيب لأغراض معينه، بغض النظر عن هوية تلك السفن وما تحمله من أسلحة سواءً كانت إيرانية الصنع أم تركية أم روسية، أم صينية أم غير ذلك.
ففي كل مره يتم فيها ضبط سفينة أسلحة تراود الكثير منا الشكوك حول مدى صحة ذلك، إلا أنه وبعد عرض ما تحمله تلك السفن من أسلحة تحمل ماركة "صنع في " تزداد تلك الشكوك لتضع ألف علامة تعجب وألف استفهام؟ وألف سؤال مفاده من يقف وراء كل ذلك؟
فالنسلم جدلاً أن سفينة الأسلحة المسماة "جيهان1" إضافة إلى العديد من السفن التي تم ضبطها مؤخراً إيرانية –رغم نفي طهران علاقتها بتلك السفن- فهل من الغباء أن يكرر الإيرانيون إرسال سفن تحمل أطنان من الأسلحة المختلفة ومدون عليها ماركة "صنع في إيران" وأيضاً بنفس الاسم "جيهان2" وتسلك نفس طريق العبور، وهي تعلم بالإجراءات الأمنية الدولية المكثفة والأساطيل الأمريكية المنتشرة في المياه الإقليمية التي تراقب مرور كل صغيرة وكبيره! لا اعتقد بأن ذلك قد يستسيغه عاقل.
ومع إدراكنا لحقيقة الخطر التي تمثله إيران على المنطقة العربية بشكل عام وعلى بلادنا بوجه الخصوص من خلال سعيها الدؤوب لتنفيذ أجندتها وفكرها الصفوي والشيعي ودعمها لعملائها المنتشرين في أكثر من بلد ومنها اليمن لتنفيذ أجندتهم أيضاً الطائفية والمذهبية والسياسية وبدعم ورعاية كاملة منها.
إلا أن بعض القوى وكما هي عادتها دوماً تستثمر ذلك "البعبع" المسمى "إيران" كشماعة لتمرير أجندتها الخاصة لضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب.. فالملاحظ للخطاب الإعلامي التابع للجنرال علي محسن الأحمر والذي عمد خلال الفترة الأخيرة على تهويل خطر طهران وتوسع المد الشيعي وإحاطه الموضوع بهاله من الخوف واعطاءه بعداً اكبر من حجمه. -ليس حباً للوطن- ولكن بهدف إيصال رسائل للعديد من الأطراف سواءً الداخلية والخارجية وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية بإنه رجل المرحلة وانه الشخص المناسب والقادر على التصدي لطهران ومدها الشيعي، وكل ذلك لضمان بقاءه في موقعه، وإلا لماذا لم يتم القضاء على حركة التمرد الحوثية، وقد خاض ضدها ستة حروب وكان الرجل الأول والقائد الميداني في غالبية تلك الحروب وعلى دراية بمجريات الأمور، ولماذا لم يضمن تقاريره المرفوعة إلى القيادة العليا حقيقة ما يعتمل في الميدان، بل انه عندما يصبح الجيش قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر ودحر عناصر التمرد يتم إيقاف الحرب بحجة حقن الدماء وغير ذلك من الأعذار والمبررات التي عمد على ترويجها لضمان لملمة أوراق عناصر التمرد ومن ثم استئناف جولات الصراع ليستغلها بعد ذلك تجار الحروب.
إلا أن المبالغة من قبل تلك القوى -(بقصد او بدون قصد)- في استثمار تدخلات طهران في الشأن الداخلي اليمني قد افشل الجهود الإقليمية والدولية وسعيها الدؤوب في الحد من تلك التدخلات من خلال تحجيم أنشطة طهران بشتى الطرق.
ويكمن إفشال تلك الجهود والتي كان آخرها تشكيك إعلام الجنرال محسن بحقيقة ضبط سفينة الأسلحة المسماة "جيهان2" من خلال تسرعه بالكشف عن هويتها وعن ما تحمله تلك السفينة واتهام إيران مباشرة بالوقوف وراءها ، وذلك قبل التحقق من محتوى تلك السفينة وعن جنسيتها وعن الجهة التي قدمت منها.. الخ
وما يدلل على ذلك ما جاء في نفي وزارة الداخلية للخبر الذي نشره موقع مركز الإعلام الأمني حول حقيقة ضبط السفينة "جيهان2" والذي برر ذلك بأنه جاء نتيجة لحدوث لبس في فهم بعض المعلومات، حيث أكد نفي الداخلية أن الخبر الذي نشر لم يشر إلى جنسية السفينة أو الجهة التي تقف وراءها، ما يعني تأكيد صحة ضبط السفينة، إلا أن الكشف عن هويتها يتطلب إجراء الفحص الدقيق للسفينة وما تحويه من حمولة، ومن ثم إمكانية الحديث عن هويتها ونسبه ل" طهران او تركيا أو روسيا أو الصين أو غيرها.
وبذلك فإن صحيفة "أخبار اليوم" والقائمين عليها قد قطعوا الطريق أمام الجهود المحلية والإقليمية والدولية لإدانة إيران واتهامها بالوقوف مجدداً وراء السفينة "جيهان2"
وإن كانت كذلك فإن أي مراقب محايد سيرى بأن اتهام طهران مسبقاً بالضلوع وراء السفينة قبل الإطلاع على محتواها والقيام بإجراء أي تحقيق يدرك بأن هناك نيه مسبقة لتوجيه أصابع الاتهام لإيران وان العملية برمتها لا تعدو عن مؤامرة مدبره واستهداف برعاية إقليمية ودولية وبتنفيذ محلي.
إذاً فإن الغباء قد أوقع "أخبار اليوم" والقائمين عليها في مطب محاولة افشال تلك الجهود، من خلال تسرعها في اتهام إيران بالضلوع وراء جيهان2 وبالتالي إفشال الجهود الدولية لإدانة طهران وفتح باب المناورة أمامها على مصراعيه للتذرع وإنكار علاقتها بالموضوع من الأساس، ونسف ما ستعمد على تسميته بـ"السيناريو الدولي المرسوم لإدانتها بمبررات واقعية ساقها لهم كهدية تهور مستثمروا "بعبع إيران"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19688.htm