صنعاء نيوز/ بقلم . محمد شيخ الدين -
حتى هذه اللحظة لم يستسغ كثيرون "هنا" وانا منهم ما يردده قادة اطياف اللون السياسي وقواعده من شعارات رنانة واحلام يقظة يعولون في تحقيقها على الحوار الوطني المرتقب ، والذي ينشدون منه توافقاً استبقوه بعصبيات عمياء ومكائد مكشوفة للرأي العام ، قد تحرق ثمار هذا المؤتمر قبل انعقاده في مارس القادم ، مما سيزيد مسألة الحل السياسي تعقيداً ، هنا لا اقلل من اهمية الحوار ولا اطرافه المتنازعة على لا شيء من مشكلاتها او قضاياهم المحصورة على مشاريعهم ومصالح تنظيماتهم او اشخاصهم المخفية خلف استار الوطنية " بدون تعميم " والتي لا تساوي شيء ، امام هموم مواطن منهك من كل شيء ، حتى انه سئم متابعة ترهات الساسة المنعمين بمقدرات هذا الشعب ، وكُلاً منهم يغني على ليلاه ، وهو المغلوب على امرة قد اجاد كل اغاني الاه على بلواه ..
المواطن "هنا" ينتظر المعجزة المنقذة له ولهذا الوطن ولا يعنيه ان تحققت بحل سياسي ..عسكري .. وفاق .. حوار .. هيكلة مؤسسات ..او غيرة ، لأنه بطبيعة حاله بالكاد يجتهد لتوفير لقمة عيشة كأولى همومة الصغيرة المتعاظمة كل يوم والتي تحول بينه وبين حق مشاركته السياسية في قضايا المبجلين الجنوبيين والحوثيون و الجيش والسلطات ونظمها .. الخ من محاور الحوار المعلنة والتي ليس مهيئ لها ولا لقبول نتائجها او رفضها .
مما يعني ان الحوار لا يمثل الشعب ولا يعبر المشاركون فيه عنهم والشعب في هذه العملية بمثابة المراقب ، لأنها شأن السياسيين ومن بينهم المتسلقين على اكتاف الشعب لتحقيق مشاريعهم الفئوية او الايدلوجية ،" بالرغم من املنا الكبير في بعضهم " والذين سننتظرهم على رصيف الحوار لنرى منهم معطيات التوافق الايجابي والنهضة التي سيرسمون ملامحها ويحققونها حال دخولهم لمؤتمر الحوار متجردين من كل شيء واي شيء عدا حب الوطن وقدسية ارضة وكرامة انسانة وهذا هو الخط الاحمر الذي لا يجب تجاوزة..
و عندها فقط سيعتبر المواطن نفسة ذاك الانسان المترف والمتحضر ، مواطن النهضة مهما طال انتظاره لها لأنها ستتحقق حتماً اذا كانت بوادر الحوار منذ انطلاقة بالصورة التي اشرنا اليها بين جميع اطرافه المشاركة ، حيث سيعتبر المواطن مخرجات الحوار مشاريعه وبإستماته سيقوم بدورة كمواطن من اجل انجاحها و ما ان ينتهي من واجباته الاساسية حتى يتجه للمساهمة على انجاز واجبات مجتمعية ووطنية تطوره وتتقدم بالمجتمع .
حيث سيكون مواطن فعال في كل مناحي حياته وسيقدم دون مقابل كل ما يستطيع تقديمة لمن حولة مادام يتلاءم مع قدراته ، وسيؤمن بالسياسية الحكيمة والمعتدلة كأداة من ادوات التغيير دون اللجوء للعنف و زعزعت الاستقرار ، ليتطلع للمستقبل بنفسية جديدة وينفخ غبار النسيان على ماضي الظلم ويخرج من نفقة المظلم الذي ستصلب على جدرانه كل الاحلام الوردية ليغشاها السواد لا قدر الله حال فشل الحوار .
ولا اعني هنا عدم اتمامه او تأزم قضاياه اكثر من السابق ، بل انتهاءه بمخرجات وحلول لا تلبي ما يتطلع له الشعب ولا ترقى لعلاج و سد ثغور معاناته المزمنة ، وهذا سيكون واقع له نتائج وتداعيات مخيفة اذا تم حل قضايا الحوار بأسقف فئوية لاسترضائها او مهادنتها بتنازل عن مبدأ اصيل ستتبعه تنازلات كارثية ولن تشعر الاطياف المشاركة بالحوار بألمها إلا عند السقوط في امواج غضب شعبي قد لا تحمد عقباه .
و المخيف فعلاً انه قد يتم تسخير هذا الغضب لصالح جهات خفية ستنتهز الفرصة لمد نفوذها وتبني مشروع الثورة الجديدة ، التي ستكون " واقع " لابد منه ، وذلك بمجرد المساومة بقضايا الشعب الاساسية المرتبطة بمصيره ومستقبلة وسيادته وإذا ما بُعضت أحلامه او تمت المساومة بآماله لأجل وفاق او تصالح هش سيمثل للشعب حينها توافق على اقتسام اسباب تدهوره لأجل الحصول على نصيب الاسد في كعكة تزيد عذاباته وتعمق جراحات معاناته وتنال من كرامته وقدسية وطنة .