صنعاء نيوز/ هاني مسهور - في ليلة استثنائية قدم منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي ندوة في يوم الثلاثاء 30 ربيع الآخر 1423هـ الموافق 12 مارس 2013م حيث احتفى المنتدى بوفد جامعة حضرموت الأكاديمي الزائر لمدينة الرياض بمناسبة معرض الكتاب الدولي والذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام ، وقد قام الدكتور عمر بامحسون بتقديم الوفد الأكاديمي للحضور الذي غص بهم مقر المنتدى بحي الواحة ، وفي الورقة الأولى قدم الدكتور رزق الجابري ندوة بعنوان (ثقافة التسامح الإسلامي الحضاري"الهجرة الحضرمية نموذجاً" ) وبدأ الدكتور رزق حديثه من العوامل التي أدت إلى الهجرة الحضرمية ومنها المناخية والاقتصادية والسياسية ، واختار الدكتور الجابري شرق أفريقيا كنموذج للتعايش والتسامح الحضرمي مع شعوب شرق أفريقيا ومدى تأثيرهم الديني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات الأفريقية ،
وتحدث عن زيارته لتنزانيا ومراقبته عن كثب لقدرة الشعب الحضرمي في التفاعل مع هذه المجتمعات الغريبة ، كما أن تأثير الهجرة الحضرمية بلغ حداً مهماً عندما أصبحت الشعوب تستخدم الحروف العربية في الكتابة للغتها السواحلية ، ثم علق الدكتور خال بلخشر على ورقة الدكتور الجابري وتحدث عن حاجة الحضارم إلى بحوث ودراسات أعمق للهجرات الحضرمية ، وتطرق إلى بعض الحوادث العارضة للهجرات العربية ومنها العمانية مع المهاجرين العمانيين بين المذهبين الشافعي والأباضي ، وتحدث الدكتور بلخشر عن الهجرات المعاكسة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الماضي ، كما تساءل : كيف استطاع الحضارمة بعددهم المحدود التأثير على مجتمعات شرق إفريقيا .
ثم افتتح الدكتور عبدالله الجعيدي الورقة الثانية من الندوة التي كانت بعنوان ( افتتاحيات صحيفة الطليعة الحضرمية مابين عام 1959 و1967م ) وبدأ الدكتور الجعيدي حديثه بنظرة شاملة عن الواقع الذي كانت تعيشه حضرموت في تلك الفترة ، ثم قدم لمحة سريعة عن حياة مؤسس صحيفة الطليعة الأستاذ أحمد عوض باوزير ـ رحمه الله ـ المولود في مدينة غيل باوزير والذي تلقى تعليمه فيها ثم التحق بالعمل صحفياً في مدينة عدن لعدد من الصحف ( الأيام والرقيب ) ثم عاد إلى حضرموت ليؤسس صحيفة الطليعة التي أصدرت أول أعدادها في 28 مايو 1959م واستمرت حتى ديسمبر 1967م وتوقفت بقرار سلطة دولة ما بعد الاستقلال آنذاك .
وتحدث الدكتور عبدالله الجعيدي عن الافتتاحيات التي كانت تحت عمود بعنوان ( الطليعة تقول .. ) وفيها كان الأستاذ أحمد عوض باوزير يكتب رأياً سياسياً دافعاً نحو الحرية والعدل ، وكان مشعلاً تنويرياً هاماً في تلك المرحلة من تاريخ حضرموت ، ودعا إلى استمرار رسالة الصحيفة بفكر جديد يواكب التطورات .
وعلق الدكتور سعيد الجريري على الورقة بمقاربة عن وضع صحيفة الطليعة في تلك المرحلة والمرحلة المعاصرة ، وأهمية إيجاد ثورة اجتماعية وعلمية ومعرفية لتجنب الوقوع في ذات الإشكالية التي عاشتها حضرموت في خمسين سنة ماضية دون أن تتقدم خطوة إلى الأمام ولاسيما في المجال الصحفي والإعلامي ، وتحدث الدكتور الجريري عن حالة الإحباط الشديدة التي أصابت الأستاذ احمد باوزير عقب إغلاق الصحيفة وكيف تأثر معنوياً ونفسياً بما حدث وأنه لم يحصل على تعويض عن الأضرار التي لحقت بالصحيفة والمطبعة حتى وفاته يرحمه الله ، ووضع الدكتور الجريري الحاضرين أمام سؤال باوزير عن دور المثقف في التحول التاريخي ، وذلك الدور الذي كان باوزير مثالاً جيداً له .
ثم أتاح الدكتور عمر بامحسون للحضور فرصة المداخلات والتعقيب على الورقتين والتي شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور ، وقد عقب كل من الدكتور محمد الربيّع والدكتور محمود عمار والدكتور عبدالعزيز الهلابي والدكتور الشاعر جبران سحاري والأستاذ عبدالله باوزير وعاد الوفد الأكاديمي ليقدم تعليقاته الأخيرة في نهاية الأمسية التي أختتمها الدكتور عمر بامحسون بالتحية والتقدير للجميع على الحضور والتفاعل والإثراء للثقافة والمعرفة ..
|