صنعاء نيوز -  تسعى مكونات مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني باليمن إلى إقامة تحالفات جديدة فيما بينها للخروج برؤية موحدة إزاء القضايا التي سيناقشها المؤتمر الذي بدأ الاثنين الماضي

الخميس, 21-مارس-2013
صنعاء نيوز/عقيل الحلالي -
تسعى مكونات مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني باليمن إلى إقامة تحالفات جديدة فيما بينها للخروج برؤية موحدة إزاء القضايا التي سيناقشها المؤتمر الذي بدأ الاثنين الماضي ويستمر قرابة ستة شهور، بمشاركة 565 شخصا يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة.



ويهدف المؤتمر، وهو أبرز محطات عملية انتقال السلطة في اليمن التي ينظمها اتفاق “المبادرة الخليجية” منذ أواخر نوفمبر 2011، إلى إعداد دستور جديد للبلاد وحل الأزمات الكبرى كالاحتجاجات الانفصالية في الجنوب والتوتر المسلح في الشمال.



وقال حمزة الكمالي، عضو لجنة الحوار عن مكون شباب الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لـ(الاتحاد) :” نرتب لعقد لقاء مع ممثلي الحراك الجنوبي في المؤتمر بهدف إقامة تحالف معهم”.



وينوب الكمالي و39 من رفاقه عن الشباب المستقلين الذين فجروا انتفاضة 2011 في مؤتمر الحوار الوطني الذي يشارك فيه 85 شخصا كممثلين عن بعض فصائل “الحراك الجنوبي” التي تقود الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ 2007.



وأكد الكمالي، الذي يطالب بمحاكمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتهم مرتبطة بقتل المحتجين سلميا قبل عامين، ضرورة إقامة “تحالفات جديدة” داخل مؤتمر الحوار الذي يمتلك حزب صالح “المؤتمر الشعبي العام” وحلفائه 112 من مقاعده، وهي أكبر حصة لمكون سياسي مشارك في الحوار. وقدم مكون الشباب في مؤتمر الحوار، الذي التقى أمس الخميس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، طعونا احتجاجا على مشاركة عدد من قيادات حزب صالح في الحوار، حيث يتهمونهم بالتورط في قمع احتجاجات 2011.



وقال حمزة الكمالي :” أبلغنا بن عمر اعتراضاتنا على مشاركة أشخاص متورطين بالقتل”، مشيرا إلى أن المبعوث الدولي طلب من الشباب “الرؤية إلى الأمام”، ووعد بأن “يتم النظر في هذه الطعون”.



كما التقى مبعوث الأمم المتحدة أمس ممثلات النساء المستقلات المشاركة في المؤتمر، وعددهن 40 امرأة.



وكان بن عمر عقد لقاء مطولا، ليل الأربعاء الخميس، مع ممثلين جماعة الحوثي الشيعية المسلحة المرابطة في شمال البلاد.



وقال المبعوث الدولي، في بلاغ صحفي، إن اللقاء ناقش “قضية صعدة وشؤوناً يمنية أخرى”، مشيرا إلى أن استمع خلال اللقاء لآراء ومقترحات ممثلي الحوثي، خصوصا فيما يتعلق بقضية صعدة، ثاني أبرز قضايا المؤتمر، والتي تهدف إلى معالجة التوتر في محافظة صعدة الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 2004، والتي شهدت منذ ذلك التاريخ ستة حروب بين مقاتلي الجماعة المذهبية والقوات الحكومية، أوقعت آلاف القتلى والجرحى، وتسببت بنزوح عشرات آلاف السكان المحليين.



وأضاف بن عمر :”شددت على أهمية مشاركة الحوثيين في الحوار والعملية السياسية للمساهمة في بناء عقد اجتماعي جديد في اليمن”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. و”الحوثيون” الذين ايدوا بقوة الانتفاضة ضد الرئيس السابق، يمتلكون 35 معقدا في مؤتمر الحوار، لكنهم على خلاف كبير، عقائدي وسياسي، مع حزب الإصلاح”، الذي يمتلك 50 معقدا، ويمثل سياسياً جماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن، التي تزعمت الانتفاضة السابقة.



وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، لـ(الاتحاد) إن الحوار الوطني “سيشهد خلال الأيام القادمة إقامة تحالفات جديدة بين مختلف مكونات الحوار”. وأضاف :” ستكون هناك فوضى تحالفات قد تتسبب بانسداد مخرجات المؤتمر وتدخل المجتمع الدولي”، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي “قد تتحالف مع صالح”، فيما ستنضم الأحزاب السياسية حديثة النشأة إلى ركب الأحزاب الكبرى في تكتل “اللقاء المشترك” المهدد بالتشظي بعد خلافات داخلية على مقاعد مؤتمر الحوار.



وذكر الماوري أن الجنوبيين في “المؤتمر” و”المشترك” سيتحالفون مع ممثلي “الحراك الجنوبي” الذي رفضت أغلب فصائله المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، واشترطت إقامة حوار شطري في دولة محايدة.



وشهدت بلدات يمنية جنوبية أمس تظاهرات غاضبة منددة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وبـ”الجنوبيين” المشاركين في هذا المؤتمر، الذي 48% من أعضائه من أبناء الجنوب. وجاب المئات من أنصار التيار الانفصالي المتشددة عدداً من شوارع مدينة الضالع وهم يهتفون “يا جنوبي دوس دوس، على المتحاور والجاسوس”.



واعتبر المتظاهرون، الذين كانوا يرفعون أعلاما شطرية وصور نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، إن الجنوبيين المشاركين في الحوار الوطني “يعبرون عن أنفسهم فقط”.



كما شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة تظاهرة مماثلة، حيث رفع المتظاهرون الذين كانوا يهتفون “لا تفاوض لا حوار، نحن أصحاب القرار”، مجسما للحوار الوطني تم إحراقه في نهاية الفعالية الاحتجاجية.



وتوعد التيار المتشدد داخل الحراك الانفصالي بعدم السماح للقيادات الجنوبية المشاركة في الحوار الوطني بالعودة إلى الجنوب “لأنهم باعوا القضية الجنوبية”، حسبما نقلت وكالة أنباء عدن الانفصالية عن مصادر صحفية.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 12:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19922.htm