الأحد, 05-مايو-2013
صنعاء نيوز - روحي مسكونة بحنين مغترب عصي، هجر الوطن ليبني مستقبل أسرته ! صنعاء نيوز /فكري قاسم -
روحي مسكونة بحنين مغترب عصي، هجر الوطن ليبني مستقبل أسرته !
زمان كنت أدرس عشان أحصل على شهادة تمكنني من السفر والهجرة إلى أي بلد سأجد نفسي، حتى إن شاء الله في أدغال الأمازون .. لكن هذا النهر العظيم إذا ضايقني، أو أهان عشقي وحبي له فإنه بكل تأكيد سيتحول في نظري إلى حقدٍ وألم جارٍ؟!

ليس هذا فحسب، بل وسيحرم نفسه من طيبتي لأن اليمني كعادته مُحب للأرض ويخلص لها حتى وإن لم تكن مسقط رأسه ؟!

بالنسبة إلى اليمنيين فقط، البنّاء من الخارج أكثر نفعاً في بعض الأحيان من البنائين في الداخل. على الأقل وأنت في الخارج ستحركك دوافع الشوق والحنين والحاجة للانتماء .. فيما بنّاءوا الداخل عادة ما يحركهم الجشع والإنجاز الشخصي، حتى تجد اللصوصية أجمل ما يقومون به وباسم الوطن طبعا.

شعراء المهجر مثلا جاءوا للشعر العربي بالمدرسة الرومانتيكية وصنعوا أفكار التحرر من البحر والقافية .. ومن الأنظمة المستبدة معا. ومواطنو المهجر جاءوا لأوطانهم بالعملات الصعبة .. وبسجائر مارلبوروا كمان، حتى أن الأمريكان دخلوا أفواهنا قبل أن يدخلوا أراضينا !

لكنني أتخيل الروائية البارعة "أحلام مستغانمي" لو أنها لم تغادر الجزائر إلى فرنسا .. هل كانت ستبدع ثلاثيتها الفاتنة "فوضى الجواس" و"ذاكرة الجسد"، وأخيراً "عابر سرير" ؟ وتقدم الجزائر أفضل من أجدعها وزير خارجية استنزف ثلث ميزانية البلد لتحسين وجه الجزائر في الخارج ؟!

وباستثناء نجيب محفوظ .. ماذا لو أن العالم المصري أحمد زويل ظل حبيس شوارع القاهرة ولم يغادر إلى أوروبا وأمريكا لكي يبني أسرة في الداخل .. هل كان سيحصل على جائزة نوبل؟

وفي كل الأحوال الغربة ليست دائماً بحثاً عن لقمة العيش .. فلا أحد يموت جوعاً، والله هو الرازق .

لكن الميل للغربة مثل الميل لتعدد الزوجات. وكما أنه بإمكان المرء أن يعيش بكلية واحدة .. فإن بإمكانه أيضاً أن يعيش في وطنٍ واحد متى توفر له هذا الوطن.

[email protected]

*صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-20817.htm