صنعاءنيوز/م/ يحي القحطاني -
سؤال يتردد كل يوم من معظم مواطني اليمن المنكوبين بحكومة الوفاق الوطني:لماذا لا تتغير هذه الحكومة؟والتي جاءت نتيجة لعملية مقاسمة السلطة بين أحزاب اللقاء المشترك،وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه،رغم مرور أكثر من عام وثلاثة أشهر على تشكيلها،لم نرى من هذه الحكومة أي نتائج إيجابي،وما رأيناه فقط غير دموع رئيس الحكومة والتي كانت تتساقط من عينيه،وفق رؤى وقناعات تحكمها وتسيطر عليها مقتضيات الحاجة والمواقف الذاتية والحزبية الضيقة،بينما الأستاذ/باسندوة قد شاهد وأطلع على أحداث،كانت أشد وقعا على النفس البشرية واقشعرت لها ألأبدان،لكنه لم يتأثر منها ولم تسقط أي دمعة من عينية،فبين الفعل وعدمه خلال منصبه كرئيس لقوى شباب الثورة، كنا سوف نعذر دموعه إن سقطت هناء ولم تسقط هناك،وأما وهوا يرأس حكومة وفاق وطني،فشيئا يثير ألاستغراب والتعجب،وحتى لا أصبح بنظر المؤولون والطبالون من طوابير المرتزقة ومن أنصار النظام السابق داخل النظام،ممن لم تطلهم يد العدالة أو معول التغيير،ومن الذين يقومون بعرقلة مسيرة التغيير،ومنع أي نجاح يمكن أن يلمسه المواطن اليمني من قبل حكومة الوفاق،فلازال اليمن مستقبلة مجهول،وأمنه مفقود،واقتصاده منهار،وشعارات التغيير والتي كانت ترفع أثناء ألأزمة السياسية ابتداء من بناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية مرورا بالتبادل السلمي للسلطة ومحاربة الفساد وصولا إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والمواطنة المتساوية،تحولت هذه الشعارات بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني،إلا كلام حق يراد به باطل،هذه الدعاوى المزيفة لم تصمد أمام واقع الحال الذي وصلنا إلية خلال الفترة الماضية،ذلك لأن حبال الكذب قصيرة ومن تستر بالأيام فهو عريان,فكل الحكومات عندنا قديمها وجديدها،لما تولت مقاليد البلاد صرحت بالازدهار والتقدم والرفاهية والعدالة ألاجتماعية والقضاء على الجهل والمرض،وحتى بالنصر على الأعداء،وها هي الأيام لا تترك مستورا إلا وتكشفه ولو بعد حين.
لأن المعايير الخاطئة لعملية تعيين رئيس ووزراء الحكومة وكبار مسئولي الدولة من عسكريين ومدنيين،قد جعل الرؤية غير واضحة لمستقبل اليمن واليمنيين،وخلق نخبة من الفاسدين والانتهازيين والمستفيدين من استمرار العمل به،هذه المؤثرات والعوامل والمفاهيم الغير ديمقراطية في ممارسة السلطة،جعلت بعض ألأحزاب والأشخاص يتمسكون في الحكم بطريقة(أنا ومن بعدي الطوفان)و(حقنا والشاهد الله)،لأنهم لم يصلوا إلى السلطة والحكم عن طريق الديمقراطية والانتخابات النزيهة والحرة،وإنما عن طريق القوة العسكرية والمظاهرات وألإعتصامات والفوضى الخلاقة والدعم الخارجي لهم،فجاء التعثر الكبير الذي عرفه العمل الحكومي في عامه الأول،والذي تمثل في ألانفلات ألأمني،وخروج وزارة الداخلية بكامل أجهزتها من يد الحكومة بسبب سيطرة حزب الإصلاح عليها،وبرزت بشكل واضح مظاهر الأزمة ألاقتصادية،والتي تمثلت في عجز الموازنة العامة،وارتفاع المديونية الخارجية،وازدياد مؤشرات البطالة والفقر،وفوضى ألإضرابات،وعشوائية التعيينات الجديدة،ولغياب الديمقراطية غلب على أداء الحكومة عامل المناكفة الحزبية،وتبادل ألاتهامات فيما بينهم من وقت لأخر،وكلما قطعت الكهرباء والبترول والغاز من قبل ألإرهابيين،كانت ألاتهامات تصدر مباشرة بدون دليل ولا إثبات من كل طرف تجاه ألأخر،بدلاً من انشغالهم في تثبيت الأمن والاستقرار وتحسين وضع الشعب اليمني أمنيا واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً،وكانت الحكومة تفتقر إلى فريق سياسي متجانس يتعامل مع الحالة اليمنية بكل معطياتها وتحدياتها،مما جعل بعض الوزراء يفشلون في تدبير الشأن العام على المستوى الوطني والتعاطي مع المتغيرات التي فرضتها (لمرحلة ألانتقالية)ومارس البعض منهم عملية ألإقصاء والتصفية للكوادر الوظيفية التي تخالفهم بالتوجهات السياسية والحزبية بحجة أنهم من أنصار وبقايا النظام السابق.
وكون الخروج من هذا النفق يتطلب مصارحة الشعب اليمني بالأخطاء التي مورست في الفترة السابقة،ومن ثم تغيير النهج الذي ولد هذه الأزمة، من خلال ألإسراع في(التغيير للحكومة) والذي أصبح مطلبا وطنيا وإقليميا ودوليا،منذ أن أمتنع الأستاذ باسندوة عن حضور الجلسة ألافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني،ثم مغادرته اليمن بشكل مفاجئ إلى دولة قطر،معلنا عبر قناة الجزيرة عن عدم عودته إلى اليمن واعتزاله العمل السياسي،وبأنه سيعتكف خارج اليمن،بعد ذالك شاهدناه في عمان وأخيرا في القاهرة،اعتكاف فعلاج فسياحة،وكما تقول ألأغنية(سواح ولا داري بحالي سواح)وهنا يثير البعض تساؤلاً فحواه:أليس باسندوة وجهاً مألوفاً غير جديد،تنقل في مناصب الدولة مع كل رؤسائها حتى اشتعل رأسه شيبا وبلغ من العمر عتيا،فأين التغيير إذا؟والناس بعد انتخاب الرئيس التوافقي كانوا يتوقعون تجديداً أو بالأصح تشبيباً،وقد يكون لهذا التساؤل مايبررة،لأن عملية التشبيب في بلادنا والتغيير شبة مجمدة طيلة ثلاثة قرون،وبالتالي فالتغيير أصبح ضرورة حتمية،ومن أهم النقاط التي ترتكز عليها الإدارة الحديثة في عالم اليوم،ويوجد في(أجندة ألأخ رئيس الجمهورية)الذي أدرك أن لدينا في اليمن فرصة تاريخية،لنمضي قدما وبتسارع أفضل نحو إجراء عملية،إصلاح وتغيير ديمقراطي شاملة بأقل الخسائر،ألأمر الذي يتحتم اللجوء إلى تغيير حكومي،الهدف منه ضخ دماء جديدة في الجسد الحكومي،ممن يؤمنون بالحرية وحقوق الإنسان،ويشهد لهم بروح الإبداع والابتكار والقدرة على مجابهة الأزمات بشكل عملي ملموس،بعيدا عن المحاباة السياسية،ولا يتطلب فقط مجرد تاريخ نضالي لهذا الشخص أو ذاك من قبل الثورة أو بعدها،بل يتطلب وزراء استثنائيين في الزمن ألاستثنائي،وهذا يستدعي أناسا يتمتعون بالعلم والمعرفة وبالحيوية والنشاط والصحة وبالنزاهة والشفافية،أناسا لا يمارسون ألإقصاء ولاستبعاد للآخرين،رغم معرفتنا بأن هناك مراكز قوى حزبية وقبلية،سوف تقوم بممارسة الضغوطات الشديدة،على الرئيس لعدم تغيير حكومة الوفاق،وبالذات حزب ألإصلاح الذي يشترط تعيين أمينه العام المساعد محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي رئيسا للحكومة خلفا لباسندوة.والله من وراء القصد والسبيل .