صنعاء نيوز - قالت مصادر عسكرية ان القوات المسلحة المصرية ستعلق العمل بالدستور وتحل البرلمان الذي يسيطر عليه الاسلاميون بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذ

الثلاثاء, 02-يوليو-2013
صنعاء نيوز -
قالت مصادر عسكرية ان القوات المسلحة المصرية ستعلق العمل بالدستور وتحل البرلمان الذي يسيطر عليه الاسلاميون بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذ اذا لم يتوصل الرئيس الاسلامي محمد مرسي والمعارضة الليبرالية لاتفاق بحلول يوم الاربعاء.
وقالت المصادر ل "رويترز" ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة ما زال يدرس التفاصيل والخطة الهادفة لحل ازمة سياسية دفعت ملايين المحتجين للخروج الى الشوارع. واضافوا ان من الممكن ادخال تغييرات بناء على التطورات السياسية والمشاورات.
ودعت القيادة العامة للقوات المسلحة يوم الاثنين في بيان مرسي الى الموافقة خلال 48 ساعة على تقاسم السلطة مع القوى السياسية الاخرى والا فسيطرح الجيش خارطة طريق لمستقبل.

هذا وينتظر المصريين والعالم انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي أعطاها الجيش لجميع الأفرقاء في مصر، قبل أن يوضّح خطواته وخريطة الطريق التي يسعى إلى رسمها، وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى مليونية "الإصرار" المتوّقعة اليوم، طالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان الجيش المصري "الا يفعل شيئاً يضعف العملية الديمقراطية". واكدت المعارضة المصرية انها لا تدعم "الانقلاب عسكري"، مشيرة الى أن "المهلة التي اعطاها الجيش، لا تعني انه يريد لعب اي دور سياسي".
وشكّل حراك الشارع المصري في 30 يونيو نقطة مفصلية جديدة بعد ثورة يناير 2011، وقد عمد البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى التأكيد أن "الشعب المصري يسترد ثورته المسلوبة بأسلوب متحضر".

وعادت مصر إلى الواجهة الإقليمية والعالمية، فأعربت جهات سياسية اسرائيلية عن قلق القيادة السياسية من الاحداث التي تشهدها مصر. واصدر رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، تعليمات لوزراء حكومته، دعاهم فيها الى التزام الصمت وعدم الادلاء بتصريحات حول الموضوع.

وكانت مصادر قضائية مصرية قالت إن "محكمة النقض المصرية أصدرت حكماً ببطلان تعيين طلعت إبراهيم عبد الله، نائباًَ عاماً وبعودة عبد المجيد محمود إلى المنصب". وكان تعيين عبدالله من قبل الرئيس المصري محمد مرسي أثار جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة المصرية.

من جهتها، دعت ايران الجيش المصري الى احترام "تصويت الناخبين" بعد التحذير، الذي وجهته القوات المسلحة المصرية للرئيس محمد مرسي اثر التظاهرات الحاشدة المعارضة له كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان "محمد مرسي انتخب باصوات الناخبين، وفي هذه الظروف نتوقع من القوات المسلحة المصرية التي لها ماض مجيد خصوصا في الثورة المصرية، ان تلعب دورها لدعم الحوار الوطني مع الاخذ بالاعتبار تصويت الناخبين الذي تم التعبير عنه في صناديق الاقتراع"، وحذر ايضا من "انقسام الشعب المصري".

ونقل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نظيره المصري قلق أميركا إزاء الاحتجاجات الحاشدة ضد نظامه"، وحثه على "الاستجابة للمطالب التي أثارها المتظاهرون". وجاء الاتصال بين الرئيسين الأميركي والمصري بعد رد "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، المؤيد لمرسي، على بيان القوات المسلحة المصرية، ببيان رفض فيه محاولة التمادي على الشرعية والإرادة الشعبية.

وطالب "حزب النور" السلفي الرئيس محمد مرسي بـ"الموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة"، وهو مطلب دعت اليه في بادىء الامر المعارضة، التي حشدت ملايين المصريين في الشوارع، لكنها أصبحت الآن تطالب برحيل مرسي.
وكان المرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق رأى ان "حكم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي لمصر سينتهي خلال أسبوع".

ويقول المنتقدون للإخوان المسلمين إن "الجماعة استغلت سلسلة من المكاسب الانتخابية للانفراد بالسلطة". ويسود شعور بالاستياء بين المصريين من الوضع الاقتصادي وتراجع السياحة وتوقف الاستثمارات وارتفاع التضخم ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء.
وكان مصدر عسكري رفيع المستوى صرح في وقت سابق لموقع حركة "تمرد" الرسمي أن "القوات المسلحة المصرية قررت منع مغادرة الرئيس مرسي أو أي مسؤول في مؤسسة الرئاسة أو في جماعة " الإخوان المسلمين" خارج البلاد. ونقل الموقع الرسمي للحركة أن "الجيش وضع المطارات والموانئ المصرية تحت إشراف مباشر من قوات المسلحة".

وأكدت وزارة الداخلية المصرية تضامنها الكامل مع بيان القوات المسلحة "حرصاً على الأمن القومي ومصالح مصر العليا وشعبها العظيم فى هذه المرحلة الفاصلة من عمر الوطن".

وقال العضو القيادي في "حزب النور" السلفي المصري خالد علم الدين إن "بياناً أصدره الجيش يمنح السياسيين مهلة أخيرة لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد يحتاج الى مزيد من الشرح".

وقال لبوابة "الأهرام" الإلكترونية إن "البيان فيه قدر من الغموض ويحتاج مزيداً من التفسير".

وأضاف علم الدين "لدينا تخوفات من عودة الجيش مرة أخرى في الصورة بشكل كبير".

ودعماً للرئيس المصري، قال القيادي البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" محمد البلتاجي إن "أي انقلاب سيحدث على شرعية الرئيس محمد مرسي لن يمر إلا على رقابنا". تصريح البلتاجي جاء قبيل نفي الجيش المصري في بيان له انه قام بانقلاب عسكري، حين حدد مهلة 48 ساعة للسياسين لحل أزمة تعصف بالبلاد وإلا وضع خارطة للمستقبل تنفذ تحت إشرافه.

وحلقت طائرات هليكوبتر حربية مصرية فوق القاهرة، وقد تدلى منها مرفرفاً علم مصر وأعلام القوات المسلحة بعد قليل من مهلة 48 ساعة حددها الجيش للسياسيين لحل أزمة تعصف بالبلاد. وطافت الطائرات الهليكوبتر الخمسة فوق ميدان التحرير، وسط القاهرة. وقال الجيش في بيان إن "القوات المسلحة ستعلن خارطة طريق للمستقبل إذا لم يتفق السياسيون على ما يحقق مطالب الشعب خلال المهلة".

وأكد المصدر العسكري لـ"تمرد" أن "جميع تعاملات البنوك أصبحت تحت رقابة القوات المسلحة سواء بالسحب أو التحويلات البنكية للخارج وأن اي عمليات فوق المعدل الطبيعي سيتم إيقافها"، مشيراً الى أن "جميع قيادات جماعة الأخوان المسلمين في وضع أشبه بالإقامة الجبرية الآن".
براقش
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22045.htm