صنعاء نيوز - 
بعد عامين على أحداث " الربيع العربي" اختلف المشهد قليلاً من بلد لآخر من بلدان "الربيع" التي سيطر" الإخوان المسلمون" على السلطة فيها، تباينت ردود أفعال

الثلاثاء, 02-يوليو-2013
صنعاء نيوز /عبدالجبار البحري -

بعد عامين على أحداث " الربيع العربي" اختلف المشهد قليلاً من بلد لآخر من بلدان "الربيع" التي سيطر" الإخوان المسلمون" على السلطة فيها، تباينت ردود أفعال الشعوب، على عكس ما كانت عليه في العام 2011م، وأصبح الإقتتال هو السائد في ليبيا، يقابله مشهد تونسي مليء بالفوضى والصراعات السياسية، مروراً بحالة التوافق السياسي والحوار الوطني الذي تشهده اليمن مصحوباً بانفلات أمني ومجاعة مخيفة وعدم استقرار سياسي، وصولاً للمشهد الثوري في مصر المطالب برحيل الرئيس.

في مصر خرج الشعب لإسقاط الرئيس مرسي في الذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم في البلاد، بسبب فشله في تلبية طموحات الشعب وتحقيق الحياة الكريمة للمواطن العادي قبل غيره، على الرغم من الخطوات الإيجابية التي حققها في عامه الأول والوحيد – علما يبدوا- في السلطة، تلامس حياة المواطن المصري، تمثلت في رفع مرتبات موظفي الدولة، وخلق فرص عمل، وإعفاء كافة المواطنين من تسديد القروض دون 10 آلاف جنيه، وغير ذلك من الخطوات، ورغم تلك الخطوات التي أنجزت خلال العام الأول من حكمه، قرر المصريون إسقاط مرسي، وإعادته إلى السجن وحظر جماعته "الإخوان المسلمون".

وبينما مصر في ثورتها شهدت العاصمة اليمنية منذ يومين أزمة وقود غير مسبوقة استعداداً لتنفيذ الزيادة السعرية التي أقرتها حكومة الوفاق الخاضعة لسيطرة الإخوان الجرعة "القاتلة" التي وافق عليها الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي، الذي وصل للحكم عبر تسوية سياسية توافقت عليها القوى السياسية الفاعلة في اليمن برعاية خليجية وأممية غير مسبوقة.

وبالرغم من "قرار" السفير الأمريكي تأجيل الجرعة ثلاثة أشهر لإدراكه أكثر من "هادي" وحكومة المبادرة أن الشعب لا يحتملها في هذه الظروف- حسب ما تناولته وسائل الإعلام- يبدوا أن الرئيس التوافقي حسم أمره وقرر منفرداً تنفيذ الجرعة قبل شهر رمضان المبارك، كهدية لليمنيين بمناسبة مرور عامين على حكمه ومنجز يضاف إلى رصيده المتمثل في الانفلات الأمني وحالة عدم الاستقرار وتفشي المجاعة في عهده – بحسب المنظمات الدولية- واستباحة السيادة وتفكيك المؤسسة العسكرية والأمنية ورهن قرارات البلد للسفراء الأجانب وتعاظم نفوذ تنظيم القاعدة الإرهابي والمليشيات القبلية المسلحة، وأخونة مؤسسات الدولة اليمنية وغيرها من المنجزات- الكارثية- التي تحققت في عهده.

وفي ظل تشابه الظروف التي أوصلت هادي للحكم في اليمن، ومرسي في مصر، يبقى السؤال: هل سنشهد ثورة مماثلة في اليمن، ينتصر الشعب فيها لكرامته وحقوقه وسيادة بلده؟ ويوقف العبث القائم بمؤسسات الدولة، والحد من خطر" إخوان اليمن" على مؤسسات الدولة والمجتمع، أم أن الشعب الذي يطحنه الفقر أعتاد على استنساخ تجارب الفوضى فقط ، وسيلتزم بالتسوية السياسية والمبادرة الخليجية وصولاً للتمديد- الذي لا يتمناه احد- للرئيس الكارثي وحكومة المبادرة ؟؟!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22049.htm