صنعاء نيوز - 
ألقت الأحداث الأخيرة في مصر التي أفضت الأربعاء إلى عزل الرئيس محمد مرسي، وإطاحة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها من الحكم

الجمعة, 05-يوليو-2013
صنعاء نيوز /عقيل الحـلالي -

ألقت الأحداث الأخيرة في مصر التي أفضت الأربعاء إلى عزل الرئيس محمد مرسي، وإطاحة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها من الحكم، بظلالها على المشهد السياسي في اليمن، حيث يشارك “الإسلاميون” في إدارة شؤون البلد منذ إطاحة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، العام الماضي.
وأعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن ثقته في قدرة القوى السياسية والشعبية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني في مصر على العبور بمصر في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة إلى شاطئ الأمان على أسس ديمقراطية لتحقيق مصلحة الوطن وتعزيز الوحدة والاستقرار والأمن.
وبحسب موقع 26 سبتمبر الإليكتروني، قال الرئيس اليمنى في برقية تهنئة بعث بها امس إلى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إن تنصيبه يأتي استجابة للمطالب الشعبية وتحقيقا لأهداف ثورة 30 يونيو التي استعادت وهج ثورة يناير.
وأضاف “إنني على ثقة بأنكم ومعكم كل الخيرين من القوى السياسية والشعبية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني لقادرون على العبور بمصر في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة إلى شاطئ الأمان، على أسس ديمقراطية لتحقيق مصلحة الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار، وبما يؤدي إلى تعزيز دور مصر القومي والحضاري المعهود في العالمين العربي والإسلامي”.
وسارع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى تهنئة المستشار عدلي محمود منصور بتكليفه برئاسة مصر مؤقتاً.
وأشاد صالح بالدور الذي لعبه الجيش المصري “البطل” لتجنيب البلاد “حرب أهلية طاحنة كان يخطط لها العناصر المتطرفة غير المسؤولة”، معبراً عن ثقته بقدرة الرئيس المصري المؤقت في تحمل مسؤولية “هذا المنصب الجسيم” بجدارة وكفاءة “للخروج بمصر إلى بر الأمان”.
وقال :”إننا على ثقة كاملة في قدرتكم مع كل القوى السياسية الفاعلة في الساحة المصرية على تحقيق تطلعات الشعب المصري الشقيق الذي عبّر عنها بحشوده الكبيرة وغير المسبوقة في كل الميادين والساحات، رافعاً شعار الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة”، متمنياً نجاح الرئيس المصري الجديد في تجنيب بلاده “ويلات الصراع ومحاولات العبث بمقدراته الوطنية والقومية”.
ويحمل الرئيس اليمني السابق خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين في بلاده التي يمثلها سياسياً حزب الإصلاح، مسؤولية ما يحدث في البلد من اضطرابات متواصلة منذ الانتفاضة التي اندلعت ضده في 2011. وتعهد الأسبوع الماضي، في لقاء جمعه بالعديد من الصحفيين والكتاب المواليين له، بـ”سحق” جماعة “الإخوان” في الانتخابات العامة القادمة، والمقرر إجراؤها في نهاية المرحلة الانتقالية، مطلع العام المقبل.
وتباينت الصحافة اليمنية في تغطيتها أمس للتظاهرات الضخمة التي شهدتها المدن المصرية لليوم الرابع على التوالي التي توجت بقرار الجيش المصري عزل الرئيس محمد مرسي، بعد مرور ستة وعشرين شهراً على إرغام سلفه حسني مبارك على الاستقالة.
وكتبت صحيفة “اليمن اليوم”، المملوكة للرئيس السابق، بالبنط العريض في صدر صفحتها الأولى “انتهاء الكابوس”، و”مصر تسترد النظام”، فيما كتبت صحيفة “المصدر”، المقربة جداً من حزب الإصلاح”، “مصر، الجيش يعزل مرسي”.
واتهم رئيس حزب “الإصلاح”، محمد اليدومي، قادة الجيش المصري بـ”الانقلاب” على “الرئيس المنتخب محمد مرسي”. وقال في حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن محاولات قادة الجيش المصري “وقف المد الإسلامي ستفشل”، مضيفاً أن الجيش التركي “وقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي لعشرات السنين ولم يفلح”.
وذكر أن الجيش المصري “يكرر التجربة نفسها منذ عشرات السنين وحتى اليوم، ولن يفلح بإذن الله عز وجل، لأن الإسلام قادم، قادم لأن حقائق الإسلام تؤكد هذا”، حسب قوله.
إلا أن الناشطة اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام، والقيادية في حزب “الإصلاح”، توكل كرمان، شنت هجوماً عنيفاً على قادة جماعة “الإخوان” في مصر، وقالت إنهم وراء عزل وإقصاء هذه الجماعة عن بقية فئات المجتمع المصري.
وكتبت كرمان، في حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي، :”لا أحد من الأحزاب، بما فيها الأحزاب الإسلامية، ومنظمات المجتمع المدني والإعلام المصرية والأزهر والكنسية، الجميع .. الجميع ضدكم .. من صاحب هذا الفشل”.
وقالت إن قادة جماعة الإخوان “يحتكرون القرار”، ويديرون شؤون الجماعة “بالعقلية القديمة المغلقة والمعزولة ذاتها”، متهمة إياهم بـ”حرمان” شباب وقواعد الجماعة “من حقهم في الشراكة والتوافق في صناعة مستقبل مصر وقيادة حاضرها”.
ويرى سياسيون ومراقبون يمينيون أن السقوط المدوي للنظام الإخواني في مصر سيؤثر بدرجة كبيرة على المستقبل السياسي لحزب “الإصلاح”، الذي يصنف ثاني أكبر الأحزاب السياسية في اليمن بعد حزب الرئيس السابق.
وقال أمين عام مساعد حزب “المؤتمر الشعبي العام”، سلطاني البركاني، إن اليمن ليس بعيداً عما حدث في مصر، متوقعاً في تصريحات صحيفة اندلاع ثورة شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية والأمنية في البلاد.
لكن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، زيد الشامي، استبعد تكرار السيناريو المصري في اليمن، قائلاً لصحيفة محلية إن “الأوضاع في اليمن تختلف في مصر، وهناك فرق بين السماء والأرض”.
وقال القيادي بالقطاع الطلابي لحزب الإصلاح، محمد الصبري، لـ«الاتحاد»، معلقاً على تداعيات السقوط السريع لإخوان مصر، إن حزب الإصلاح “لا يطمح في الوقت الراهن للاستحواذ على السلطة”، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في العالم “غير مركزية. لأن كل بلد له خصائصه وظروفه”.
وذكر أن “الإخوان” في اليمن “وصلوا في السابق إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وغادروها عبر الصناديق”، في إشارة إلى أن “الإسلاميين” في هذا البلد ليسوا حديثي تجربة بالحكم، لكنه أضاف: “نحن في جماعة الإخوان نطمح أولاً لتثبيت الممارسة الديمقراطية في البرلمان”.
وذكر الصبري أن “الإخوان” في خضم الانتفاضة ضد صالح قبلوا اشتراطات الأخير قبيل تنحيه “بأن يخلفه رئيس مؤتمري”.
ونفى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، أن يكون لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن “طموح سياسي في منصب رئيس الجمهورية”، في الوقت الراهن “لأن هناك مراكز نفوذ تقليدية قوية لا يمكن تجاهلها”. وأضاف لـ«الاتحاد»:”الإخوان فصيل سياسي كبير، لكنه ليس الوحيد أو الأقوى تأثيراً”.
*الاتحاد الاماراتية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22127.htm