الأحد, 21-يوليو-2013
صنعاء نيوز - للاجابة على هذا السؤال سنقول ابتداء أن الدين هو ما جاءت نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة للدعوة اليه وتبيان حقيقته. صنعاء نيوز /احمد صالح الفقية -

للاجابة على هذا السؤال سنقول ابتداء أن الدين هو ما جاءت نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة للدعوة اليه وتبيان حقيقته.
وقد أوضح القران حقيقة الدين في قوله تعالى ( إن الدين عند الله الاسلام ). كما قرر للدين درجتين أساسيتين هما الإسلام والإيمان فقال تعالى ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ). فالإسلام بمقتضى الآية عمل قولي لفظي وعمل جوارح ظاهري، والإيمان اعتقاد قلبي باطني.

وقد استعمل لفظ الإسلام في القرآن بمعنيين مختلفين: معنى عام ومعنى خاص فالمعنى العام هو ما اوضحته آية ( إن الدين عند الله الاسلام ) فكل دين سماوي هو إسلام وأتباع هذا الدين السماوي أو ذاك مسلمون، قال تعالى ( ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) . وحكى الله عن ابراهيم قوله (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن امتنا ذرية مسلمة لك ). وقال تعالى عن حواريي عيسى عليه السلام (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ). وحكى القران عن سحرة فرعون قولهم ( وما تنتقم منا الا ان آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ).
أما المعنى الخاص فهو نطق الانسان البالغ المميز بالشهادتين ( اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ) ومعناهما الإقرار بإفراد الله تعالى وحده بالالوهية والعبادة والاقرار بأن محمدا هو رسوله الى الناس.

وكذلك ورد الإيمان في القرآن بمعنيين: خاص وعام. فالمعنى العام هو المعنى اللغوي الذي يعني التصديق واليقين وهذا المعنى العام ورد في الآيات الذي ذكرنا آنفا (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا بالله ) وقول سحرة فرعون ( وما تنتقم منا إلا أن آمنا ). والمعنى الخاص وهو المعنى الاصطلاحي الذي يعني صفة جماعة المؤمنين الذين أمنوا بالرسالة المحمدية إيمانا قلبيا بعد تسليمهم لها اسلاما ظاهريا لفظيا. وقد ميز الله في خطابه القرآني أتباع النبي ( ص) بهذا المعنى الخاص فخاطبهم بقوله (يا أيها الذين آمنوا) و(إن الذين آمنوا) و(المؤمنين) و(أولئك هم المؤمنون) ....الخ.

ما للمسلمين في الدنيا والآخرة :

إن النطق بالشهادتين عن يقين وتصديق وسيلة لدخول الجنة في الآخرة لقوله صلوات الله عليه لعمه عند الموت ( قل لا إله إلا الله اشهد لك بها يوم القيامة )، وقوله (ص) ( اشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة ) وقوله ( مامن احد يشهد لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله صادقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ) وقوله ( لايشهد احد ألا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه ) وقوله ( من قال أشهد ألا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار ) وهذه الاحاديث الخمسة متفق عليها واخرجها مسلم في كتاب الإيمان. ومن الواضح لنا ان هذه الاحاديث مخصوصة بالمسلم المؤمن لان شرطها كلها التصديق واليقين القلبي.
كما أن النطق بالشهادتين يجعل الناطق بهما جزءا من الجماعة الاسلامية له مالها وعليه ما عليها، ويعصم ماله ودمه في الحروب الدينية التي جرت في بدء الرسالة، عندما أمر المسلمون بالقتال دفاعا عن انفسهم واثباتا لحقهم في الاعتقاد والتعبير عن معتقداتهم بحرية. ومما يدل على ذلك الحديث المتفق عليه من رواية اسامة بي زيد رضي الله عنه قال ( بعثنا رسول الله (ص) الى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم فلما غشيناه قال (لااله الا الله ) فكف عنه الانصاري وطعنته برمحي حتى قتلته، قال: ( فلما قدمنا بلغ ذلك النبي (ص) فقال لي: يا اسامة اقتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ قال قلت: يارسول الله انما كان متعوذا .قال : اقتلتة بعدما قال لا اله الا الله فما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم ).
وفي رواية اخرى عند مسلم : ( اقال لا اله الا الله وقتلته؟ ) قال: قلت: يارسول الله انما قالها خوفا من السلاح قال: ( أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم اقالها ام لا ...) ومثله الحديث المتفق عليه ايضا عن المقداد بن الاسود رضي الله عنه انه قال لرسول الله (ص) : ارايت ان لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فضرب احدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: اسلمت لله ااقتله يارسول الله بعد ان قالها؟ فقال رسول الله (ص): لا تقتله فان قتلته فانه بمنزلتك قبل ان تقتله وانك بمنزلته قبل ان يقول كلمته التي قال ).
ومثله ايضا ما رواه عبدالله بن عمر قال: ( بعث النبي (ص) خالد بن الوليد الى بني حذيفة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا ان يقولوا اسلمنا فجعلوا يقولون: صبانا صبانا فجعل خالد يقتل فيهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا اسيره حتى اذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا اسيره فقلت والله لا اقتل اسيري ولا يقتل رجل من اصحابي اسيره حتى قدمنا على النبي (ص) فذكرناه فرفع النبي (ص) يديه فقال: اللهم اني أبرأ إليك مما صنع خالد).


من هو المؤمن
المؤمن هو المسلم المصدق الموقن فله ما للمسلم كما ورد في احاديث رسول الله (ص) ويرتبط الايمان بالعمل الصادر عن إخلاص لا عن رياء أو تقية، ويتفاوت الناس في درجاتهم في الآخرة بأعمالهم فمنهم من يرقى الى مقام الاحسان ومنهم من يصل الى مكانة المقربين.

الخروج من الملة
الكفر خفي ومعلن ولا يحكم في الخفي إلا الله المطلع على السرائر، والظاهر هو إعلان المرء أنه على غير دين الإسلام ولا شيء عليه للناس ولا بأس عليه منهم في ذلك مطلقا. والكفر ليس حالة مؤبدة فقد منح الله الإنسان مهلة عمره في الدنيا ابتلاء منه، وإنما العبرة بالخاتمة. وما تخويف الله الناس بقصص الكافرين من الأمم الماضية الذين أخذهم بغتة إلا تحذيرا من نهاية مفاجئة لا تدع لهم فرصة للمراجعة والتوبة. وما المكفرون الداعون إلى قتل من كفر إلا كوارث طبيعية كالزلازل والأعاصير، وإن أدري لعمري ما جعلهم كذلك إلا إتباع فرعون وأبي جهل اللذين اخبر القرآن أنهما يقتلان من لم يكن على ملتهما، وإلا فان الكافر يسعه ما وسع أهل الكتاب والمجوس والهندوس.

التكفير بالرأي
ذو الرأي لا يعدو كونه مبتدعا أو مجتهدا وهو في كلا الحالين متأول وليس على المتأول حرج طبقا لآراء غالبية فقهاء المسلمين الأولين والآخرين. ولكن التأويل قضية كبيرة تحتاج الى تناول واسع أورده في تناولة اخرى ان شاء الله.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22450.htm