صنعاء نيوز - اسكندر شاهر : في هذا اللقاء الخاص مع الرئيس علي ناصر محمد تستعير الصحيفة من مذكراته -التي لم تصدر بعد- وعلى لسانه عدداً من التصريحات

الإثنين, 22-يوليو-2013
صنعاء نيوز -
اسكندر شاهر : في هذا اللقاء الخاص مع الرئيس علي ناصر محمد تستعير الصحيفة من مذكراته -التي لم تصدر بعد- وعلى لسانه عدداً من التصريحات ، وجلها يتوجه للتعليق على ما ورد على لسان الرئيس علي عبد الله صالح لبرنامج الذاكرة السياسية في عدة حلقات على قناة "العربية" الفضائية والتي أثارت كثيراً من اللغط والجدل بين أوساط سياسية مختلفة ..
وتأتي أهمية هذه التعليقات والتصريحات النوعية من خلال عرضها لمحطات سياسية مهمة في تاريخ اليمن كان الرئيس صالح قد تطرق لها وتضمنت عديد مواقف وأحداث وأسماء ، ومن بينها علاقته بالرئيس علي ناصر وموقف الأخير من الوحدة اليمنية قبل وبعد إعلانها ، والحرب بها وعليها ..


فخامة الرئيس علي ناصر محمد ، لا شك أنكم تابعتم تصريحات الرئيس علي عبد الله صالح في برنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية لعدة حلقات وما تطرق له من سرد لمحطات تاريخية مهمة ومفصلية منذ صعوده إلى سدة الحكم وحتى مغادرته للسلطة .. ما هو تقييمكم العام للمقابلات التي أجريت معه من حيث الشكل والمضمون قبل أن ندخل في محاكمة أو التعليق على تفاصيلها ؟

تابعت هذه المقابلات التي أجريت مع الأخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي ارتبطنا معه بعلاقة رسمية وشخصية استمرت منذ تعرفت عليه شخصيا في سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم ، وتخللتها الكثير من التعرجات كما هو ديدن العلاقات العامة بين الناس جميعاً فضلا عن العلاقات بين السياسيين التي تحتكم لطبيعة المواقف والقرارات التي يجري اتخاذها والممارسات التي يتم التعامل وفقاً لها ، وأما بالنسبة للحكم العام على هذه المقابلات فقد اتصل بي الرئيس صالح وسألني عن رأيي بها وأجبته كالتالي : هو أنك تبدو مرتاح وفي صحة طيبة ، كما أن ذاكرتك جيدة ( وأنا أعني ذلك خصوصا بعدما تعرض له من حادث مروع في جامع النهدين ) وبالرغم من بعض التحفظات إلا أن مواقفك تبدو متوازنة أكثر منها وأنت في السلطة .

ولكني كنت أتمنى عليه أن يتخفف أكثر من عبء التعلق بالسلطة وبريقها ويكون أكثر إنصافاً لبعض من يستحقون ذلك وأكثر اعترافا واعتذارا لله وللتاريخ ، فالجميع يخطيء والاعتذار ليس عيباً ولعله كان سيُحرج كثيرين ليحاولوا الالتحاق بركبه ممن لايزالوا يتعنتون ويتهربون من الاعتذار لليمن كله وخاصة للجنوب وصعدة ، وهو ليس وحده المسؤول عن ما جرى من أحداث في الشمال والجنوب ، وقد اعتذر البعض ولكن على حياء مما جرى لتوظيف ذلك سياسياً لصالح استمرارهم في السلطة .



أورد صالح اسمك في أكثر من محطة تاريخية سردها في البرنامج وأكثر ما لفت الجمهور وتناقلته الصحف قوله أنك لم تكن متحمساً للوحدة ، ماتعليقك وهل أراد ذمك أم مدحك أم هو كما يقال في العربية مدح بمايشبه الذم أو العكس؟

لا أدري بنواياه إن كانت على سبيل المدح أم الذم ولكن عبارة غير متحمس للوحدة بعيدة عن الواقع أو تعبير خاطيء لمفهوم آخر سأوضحه لك وله وللجمهور الآن و خاصة عند لقائي معه في الدوحة في ابريل 1994 ، وهو أنه لم يكن يختلف اثنان في الجنوب على الوحدة لجهة التحمس إلى تحقيقها فقد كانت شعارا للحزب والدولة والجماهير يتوق الجميع إليها ولكن الاختلاف كان على الكيفية والآلية التي تتحقق بها ، وقد كنت مع التوجه إلى تحقيقها بصورة منهجية ومرحلية ومدروسة حتى لا تنتكس ، وليس خافياً بأني وقعت على أول اتفاقية لتحقيق الوحدة في القاهرة 1972م ، وفي هذا الإطار كان لابد من إيقاف حروب المناطق الوسطى 72 – 82م و الاحتكام الى لغة الحوار بدلا عن لغة السلاح ، ومن ثم إنجاز دستور دولة الوحدة 1981م ، وفي نفس العام أسّسنا المجلس اليمني الأعلى الذي أنيطت به مهام عديدة للتمهيد لقيام الوحدة المدروسة من بينها المشاريع المشتركة بين الشمال والجنوب ، ولكن هذه الجهود التراكمية تهاوت مع الأحداث التي تلت ذلك وإعلان الوحدة في 1990م بتلك الطريقة التي حولتها من مشروع وطني كبير وحلم عظيم إلى صفقة خاسرة كتبت في صفحة و نصف وآلت إلى حرب ظالمة دمرت روح الوحدة في أفئدة الناس ولاتزال الخطيئة تلقي بظلالها القاتمة على الشعب والوطن حتى اليوم وحينها جرى اقتسام للسلطة والثروة بين الموقعين عليها و مع الأسف أنه لم يجر الاستفتاء عليها ولا على الدستور و لم يجتمع البرلمان لانتخاب الرئيس ، أما نائبه فليس له مكان في الدستور .



هناك من رأى أن الرئيس علي صالح قدم لك خدمة في هذا التوقيت حينما قال بأنك رجل دولة ولم تكن متحمس للوحدة خاصة لدى الشارع الجنوبي الذي يعيش حالة استقطاب حاد ويميل إلى شخصية قيادية جنوبية كما وصفها صالح رجل دولة وغير متحمس للوحدة كيف تعلق ؟

لست بحاجة لهكذا خدمة ولا لهكذا توصيف سواءا من الرئيس صالح -إن كان هذا رأيه – أم غيره من الشخصيات التي عاصرت الأحداث ، ولطالما نأيت بنفسي عن حالة الاستقطاب في ظل غياب البوصلة والحكمة والرؤية الواضحة ، فالقائد ينبغي أن يكون مؤثراً في الشارع وفقاً لتأثره بهمومه وليس باحثاً عن رضاه كيفما اتفق ، والتاريخ هو من يحاكم أية شخصية ونحن كنا على رأس السلطة ومارسنا تجربتنا .. أخطأنا وأصبنا والشعب هو من يقيم تجربتنا ، ولم تأخذنا العزة بالإثم بل اعتذرنا ولانزال نعتذر عن أخطائنا ونحاول قدر مستطاعنا إن نرفد ذلك بتعزيز مسيرة التصالح والتسامح والانتصار لقضايا شعبنا المظلوم بسبب أخطاء لم يقترفها و يعاني حتى اليوم من قيادات لاتزال تستنسخ الأخطاء وتكررها بطريقة حلزونية .



أشار الرئيس صالح إلى مسألة احتضانك وجماعتك بعد أحداث يناير 86 ونزوحكم إلى صنعاء و قدم لكم كل أشكال الدعم و البعض صوره على أنه عبء على النظام في صنعاء ، هل هذا صحيح؟

نحن لا ننكر و لا نتنكر لموقف الرئيس علي عبد الله صالح باستقبالنا وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي و المادي و المعنوي لنا فقد كنا نشكل قوة كانت تسمى القيادة الشرعية في حينه ولنا جيش وكوادر وإذاعة و صحف ونمثل رقماً مهماً في المعادلة على مستوى النظامين في صنعاء و عدن آنذاك ، ووجودنا في الشمال لم يكن عبئا عليه بقدر ما كان رافداً له سياسيا و عسكريا و حتى على المستوى المادي ، بل كنا ورقة رابحة في تحقيق الوحدة على هواهم لا هوانا ، وشكلت هذه القوة بعد سلق الوحدة في نفق جولدمور واتفاق العليين على نفيي إلى دمشق مايشبه الخلايا النائمة التي استفيد منها بعد ذلك إبان أزمة 93م وحرب 94م .



ولكن الرئيس صالح حينما قال بأنكم كنتم تريدون العودة إلى عدن بالقوة ربط المسألة بأنكم كنتم تعتزمون ذلك على أساس أن تسيطروا على الوضع هناك ومن ثم تقيمون الوحدة بعد عودتكم مباشرة بالاتفاق معه ، وهو الدور الذي آل عملياً إلى البيض مع الفارق طبعاً ؟

ليس صحيحاً أننا كنا نطالب بالعودة إلى عدن لإسقاط الطرف الذي انتصر عام 1986م ولكننا كنا قد تقدمنا بمشروع الحل السياسي وتوفير المناخ الملائم لاستعادة الوحدة الوطنية في الجنوب من خلال وقف الملاحقات والاعتقالات والمحاكمات، ووقف الدعاية الإعلامية والإفراج عن كافة المعتقلين ووقف الإجراءات الانتقامية وعودة المفصولين إلى أعمالهم ووقف الإجراءات ضد الدبلوماسيين والطلاب في الخارج. وعودة المشردين إلى بلادهم ومناطقهم ومنازلهم وأعمالهم ووقف الإجراءات الانتقامية ضدهم وكذلك وقف عمليات النهب للمنازل وطرد الأسر منها . ورعاية أسر ضحايا يناير 1986م دون استثناء من الطرفين ، وإنهاء كل أشكال المظاهر المسلحة في العاصمة وغيرها من المدن. كانت هذه هي مقترحاتنا حينها للحل السياسي بعد الأحداث و كان الشيء الطبيعي أن يستجيب الأخوة في عدن لهذه المبادرة السياسية السلمية ولكن مع الأسف أنهم قابلوا المشروع "بأذن من طين وأخرى من عجين" كما يقول المثل رغم الوساطات التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس الاثيوبي منغستو والرئيس الراحل ياسر عرفات وبالرغم من هذا التجاهل ورفض الطرف الآخر المصالحة الوطنية فقد تمسكنا بها حتى اللحظة الأخيرة و بعد ذلك أبلغنا السيد ياسر عرفات بأنهم يرحبون بعودة الجميع باستثناء 48 شخصية و وافقت على ذلك و قلتُ له أضف صفرا اذا هم جادين في الحل و المصالحة الوطنية و عودة المشردين إلى الجنوب وفقاً لمشروع الحل السياسي لأن الأحداث تركت جرحا في جسم الوحدة الوطنية … وكان البعض من أنصارنا في المعسكرات وخارجها يطالبون بالحل العسكري وهو ما كنت أرفضه على أمل أن يستجيب النظام في عدن للحل السياسي ، ومع الأسف أنهم هربوا من المطالبة بالوحدة الوطنية في الجنوب إلى الوحدة اليمنية عام 1990م و جرى حينها اقتسام السلطة و الثروة و الزمرة .




البيض يريد وحدة اندماجية عاصمتها تعز أو جبلة

وماذا عن لقاءاتك بالرئيس صالح ونائبه البيض قبل حرب 94م والعروض التي تمت ووثيقة العهد والاتفاق ؟

كانت طبول الحرب تُقرع في كل مكان استعداداً للاقتتال والانفصال.. سماسرة الحرب والسلاح ينتشرون في كل مكان من العالم، وأبناء الشعب بعيدون عن كل ما يجري فهم الذين سيكتوون بهذه الصراعات وسيدفعون الثمن من قوتهم وأمنهم واستقرارهم، ومن يحركون الأحداث بأموالهم هم وحدهم في النهاية اللذين سيحصدون نتائج هذه الصراعات وفقاً لاستراتيجيتهم التي رسموها لهذا السيناريو.

التقيت في أبو ظبي نائب الرئيس علي سالم البيض وسبقها لقاء في عمّان عند توقيع وثيقة العهد والاتفاق، وكان معه د. ياسين نعمان وصالح عبيد وعبد العزيز الدالي ومحمد علي أحمد الذي انضم لهم قبل الأحداث بشهر واحد فقط وكانوا في طريقهم إلى صلالة للقاء مع الرئيس علي عبد الله صالح.

حينها سألت البيض : إلى أين تذهبون بالبلاد ؟

قال: نريد وحدة اندماجية عاصمتها تعز أو جبلة.. وعلينا أن نخرج من إرهاب سنحان في صنعاء، والشيء الآخر نريدك معنا لأنك تعرف علي عبد الله صالح أكثر منا، ونحن أخوان وسنقدم لك أرضاً ومنزلاً، وألتفت نحو الدكتور ياسين وقال أعطوه بيتاً.

كان حديثه في قمة الاستفزاز، فقلت له: لا أبحث عن سكن، ولكنني أبحث عن وطن مهدد بالاقتتال والانفصال، وحضرت لأسمع منك أولاً لأنك أنت صاحب الشأن، وأنت الذي وقعت على الوحدة مع الرئيس وأنت نائبه وشريكه. إذا لم تقدموا حلولاً للأزمة، فعليكما الاستقالة وترك الوطن وشأنه.

ناصر يقترح بديلاً عن الاقتتال والانفصال 94م

حينها قال لي البيض : على يدك؟. وماذا تقترح ؟!

أجبت: عندي مقترح قد يكون بديلاً للاقتتال والانفصال.

البديل الأول أن تستقيل من عضوية مجلس الرئاسة وأن يحل محلك ياسين نعمان أو سالم صالح، وأنت يمكن أن تبقى أميناً عاماً للحزب في عدن مؤقتاً حتى تهدأ الخواطر ويعود الوئام، وتعود إلى صنعاء بعد ذلك، وفي هذا حل مؤقت، والحل الثاني فيدرالية من إقليمين.

نظر صوبي وقال: هذا رأيكم أم رأي علي عبد الله صالح؟ ونحن لن نقبل بذلك، والحل هو وحدة اندماجية عاصمتها جبلة أو تعز التي هي خارجة عن نفوذ علي عبدلله صالح .

قلت له: إن الرئيس صالح سيرفض ذلك ، وأكدت أن تعز لا تختلف عن صنعاء، فكلاهما تحت سيطرته فهو عميق الجذور في هذه المدينة المتحضرة التي تعتبر مدرسة ، ومنها تعلم السياسة ومنها انتقل إلى الرئاسة لحكم الجمهورية العربية اليمنية، فالأمان ليس في المكان سواء كان في جبلة أو تعز أو عدن، فأمانك في وطن خالً من الحقد والتآمر والكراهية والطائفية وتصفية الحسابات القديمة.

علي سالم البيض في خطر

قال لي البيض وقتها : نحن في خطر وأمننا في خطر.

قلت عليكم بالحوار ثم الحوار، فأنتم تسيرون بالبلد نحو الهاوية.

وأضفت: سألتقي الرئيس في الدوحة بعد لقاء صلالة فهل تريدني أن أتحدث معه بالمقترحات التي أشرت إليها.

قال: إذا وافق عليها سنفكر فيها.

قلت له: سنحاول إقناعه.

سكت.. قلت له إذا اقتنع فسوف آتي إلى عدن لأبلغكم بالنتائج.

قال: نحن لا نوافق على زيارتك عدن.

نهضت وقلت له: أنتم لا تريدون لي وطناً ولا سكناً في اليمن، وأريد أن أقول لك بأنني سأعود إليها بإذن الله .

قال: نحن نخشى عليك من علي عبد الله صالح فهو الذي سيقتلك وسيحملنا المسؤولية.

قلت : المهم ألا تقتلوا الوطن, و افترقنا و لم نلتق معه إلا عام 2009 في بيروت بحضور الشيخ سنان أبو لحوم, الذي عرض عليه منزلا في البريقة أو معاشيق بعد عودته إلى عدن و قال أنه سيسلمني الراية و الأمانة و حكم الجنوب كما قدم لي مثل هذا العرض في مايو 1994أن أكون نائبا له، و يجب أن أعترف أنه كان صادقا في هذين العرضين في زحمة الأحداث و ثقل التطورات على أنه لم تغرني مثل هذه العروض فقد جربت السلطة من محافظ إلى رئيس .

هل كنت تشعر بمصداقية خشيته على حياتك ومن أين أتيت بالقطع بعودتك إلى عدن قريباً ؟

لم أكن أشعر إلا بالخشية على الوطن في ظل ما سمعت منهما ، وأما عودتي إلى عدن فقد تحققت بعدها بعامين في 96م ، و كان بإمكاني أن أعود قبل ذلك .

الشمال يريد الانفصال عن الجنوب



وماذا حدث بعد ذلك .. هل انتهى اللقاء على هذا النحو ؟

انتهى اللقاء عند هذا الحد، وشعرت أن قرار الانفصال قد اتخذ، وأن الطرفين يستعدان للإقتتال وللانفصال.. و قد علمت من محمد علي أحمد أن مطبخ الرئيس علي عبدالله صالح ناقش بالفعل موضوع الانفصال من طرف الشمال والعودة إلى الجمهورية العربية اليمنية ولكنه كان يسأل من سيعوضنا الأموال التي أنفقناها على الجنوب ولم يهمه أمر الوحدة و الحفاظ عليها ، ولكن علي محسن ومحمد علي رفضا ذلك ولم يبق إلا إطلاق الطلقة الأولى ليحمل كل طرف الآخر المسؤولية عن بداية الحرب واتهامه بالانفصال والاقتتال.

علي عبد الله صالح يرفض الفيدرالية

وهل التقيت بالرئيس صالح بعدها وماذا دار بينكما ؟

نعم التقيت بالرئيس علي عبد الله صالح في الدوحة شرحت له ما دار مع نائبه علي سالم البيض، وحاولت أن أقنعه بفكرة الفيدرالية بديلاً عن الانفصال ولكنه رفضها وقال: لو وافقت على الفيدرالية فسيطالبون بالكونفدرالية، وإذا وافقت على الكونفدرالية فسيطالبون بالانفصال وقال: إنهم قبضوا الثمن وإن قرار الانفصال قد اتخذ وطلب مني مرة أخرى أن أعود معه من الدوحة إلى صنعاء للمشاركة في تشكيل حكومة برئاستي، ولكنني اعتذرت له كما سبق وأن اعتذرت له في عمّان في شهر فبراير من نفس العام لأنني كنت ضد الاقتتال و الانفصال و الاحتكام إلى لغة الحوار للخروج من هذه الأزمة ... واندلعت الحرب من عمران، كما يعرف الجميع ....

الموقف الراهن

دعنا أخي الرئيس علي ناصر محمد ننتقل من المذكرات والذاكرة إلى واقع اليوم ، كيف تقيمون الموقف السياسي في المشهد اليمني الراهن لاسيما بعد توصل مؤتمر الحوار إلى محطة المعالجات للقضية الجنوبية ومايعتمل من خلافات؟

لقد شخّصت الوثائق المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني الأزمة في اليمن شمالاً وجنوباً ولكنها لم تحدد المعالجات للخروج من الأزمة التي يمر بها اليمن منذ قيام الوحدة وما قبلها وما بعدها ومستقبل الحوار ونتائجه يتوقف على معالجة المشاكل التي يمر بها اليمن وفي المقدمة القضية الجنوبية التي تعددت الآراء والمواقف حولها باعتبارها مفتاح الحل للمشكلة اليمنية الراهنة وتحديد معالم مستقبل البلاد ، وهذا يتطلب معالجات شجاعة وجريئة ورؤية استراتيجية لمستقبل البلاد والعباد، كما أن النظام لم يتخد أي إجراءات لحل المشاكل التي أدت إلى رفع المطالب بالانفصال وكنا نأمل بعد قيام الثورة السلمية في الجنوب والشمال أن تقوم القيادة التي جاءت بها الثورة إلى سدة الحكم باتخاذ خطوات عملية وملموسة لأن من شأن ذلك أن يسهل مهمة الحوار الوطني وقد نبهنا إلى أهمية ذلك ولكن دون جدوى ، ونحن نأمل أن تباشر اللجان عملها لإنجاز ما كلفت به وليس للمماطلة وضياع الوقت فالشعب يئن من الذل والظلم والاستبداد والفساد ، و نشر مؤخرا أن مؤتمر الحوار فشل في الوصول إلى اتفاق و نتائج و توصيات للقضايا السياسية الثلاث الرئيسية قضية بناء الدولة و قضية الجنوب و قضية صعدة ، و إذا ما تأكد ترحيل الحل بشأن القضايا الثلاث فإن البلاد مقبلة على صراع نحن في غنى عنه بعد هذه الجهود من قبل مؤتمر الحوار الوطني و القوى الإقليمية و الدولية للمساعدة على تجاوز المخاطر التي يمر بها الشعب في اليمن شمالا و جنوبا .



على هامش هذه المقابلة الصحفية ، علمنا أن السيد علي سالم البيض زار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل أيام و رفض اللقاء معكم ، فما صحة ذلك ؟

لقد تابعت نتائج لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية و صدور بيانين عن هذا اللقاء و خاصة حول القضية الجنوبية و نحن نشجع مثل هذه الزيارة إلى الجامعة العربية ، وكنت أحثه على زيارتها عندما اتفقنا معه على اللقاء مع المندوب الأممي إلى اليمن جمال بن عمر في العام الماضي بالقاهرة و من جانبنا فقد سبق لنا أن التقينا عدة مرات مع الأمناء العامين للجامعة العربية عصمت عبد المجيد و عمرو موسى و نبيل العربي لشرح التطورات و الأحداث على المستوى الدولي و العربي و خاصة على مستوى الساحة اليمنية شمالا و جنوبا، أما ما يتعلق بلقاء البيض مع العربي فقد كنت خارج مصر عند زيارته لها و لا صحة لما نشر حول رفضه اللقاء معي و مع الرئيس حيدر أبو بكر العطاس ، و علمت أن زيارته كانت قصيرة ، زار الجامعة و المرضى و عاد في نفس اليوم و أكرر أنه ليس المهم أن يلتقي بي فقد التقيته في بداية هذا العام في بيروت , و كنت أتمنى و من منطلق الحرص على نجاح زيارته لمصر أن تطول ليتسنى له اللقاء ببعض الشخصيات و القيادات الموجودة في القاهرة منذ 94م و في مقدمتهم شعفل عمر و مطهر مسعد و صالح شايف و محمد علي القيرحي و غيرهم لتعزيز عرى الأخوة بينهم و لكن خيرها بغيرها (كما يقول المثل).
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 01:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22481.htm