الثلاثاء, 23-يوليو-2013
صنعاء نيوز - عندما يقرأ احدنا خبراً فيه تحذيراً من وزارة الصحة لدواء أو غذاء أو منتج فانه يلتزم بالابتعاد عنه ويسارع بإخبار أهله و زملائه حول هذا التحذير، ذلك إن المحافظة على الصحة مطلب عظيم تقرير/عبدالخالق البحري -
عندما يقرأ احدنا خبراً فيه تحذيراً من وزارة الصحة لدواء أو غذاء أو منتج فانه يلتزم بالابتعاد عنه ويسارع بإخبار أهله و زملائه حول هذا التحذير، ذلك إن المحافظة على الصحة مطلب عظيم يسعى إليه كل شخص و ينفق في سبيله كل ما بوسعه من جهد ومال. لكن حال المدخنين يختلف تماماً عن تلك القاعدة اختلافاً يثير الدهشة والاستغراب، فهم مصرّون على التدخين رغم أن الدخان سبب لفساد صحة الإنسان وإصابته بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية، حيث يحتوي دخان السيجارة على 4000 نوع من المواد الكيميائية الضارة 60 منها مُسرطن (مسبب للسرطان) بالإضافة إلى مواد أخرى منها أول أكسيد الكربون، الفحم، الزرنيخ، الرصاص وهي كلها مواد سامة للجسم البشري.
المرض المميت
يؤكد الدكتور. جمال عبدالله باصهي الحاصل على رسالة الدكتوراه في مجال التدخين بأن التدخين عدو لدود لأهم أجهزة جسم الإنسان على الإطلاق ألا وهو الجهاز التنفسي وهو الجهاز المتصل بالمحيط الخارجي اتصالاً دائماً من خلال عمليتي الشهيق والزفير وهو المصدر الوحيد لإمداد كل أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم بالأكسجين اللازم لحياتها وحيويتها. فيأتي الدخان ليفسد صحة هذا الجهاز وتكون الرئتين ذلك العضو الرطب اللين محطة لتراكم مخلفات احتراق مكونات التبغ السامة فتبدءا معها الأعراض من سعال وضيق نفس ثم الأمراض من التهاب الشعب الهوائية المزمن والانفسيما ثم يكون المرض المميت ألا وهو سرطان الرئة ليكون الفصل الأخير والمحزن في قصة اغتيال الرئتين ليعقبها أيام معدودات ينتظر فيها المدخن اغتيال باقي الأعضاء ومفارقة الحياة.
حقائق واقعية:
• أي مدخن يعاني من تسمم الدم المزمن بأول أكسيد الكربون ومن أعراضه ارتخاء الجسم وألم العضلات.
• أي مدخن تضعف لديه آليات تنظيف الرئتين والقصبة الهوائية.
• ما من مدخن إلا ولديه تحولات غير طبيعية في بعض خلايا الرئتين مما يجعله أكثر عرضة من غيره بالإصابة بمرض السرطان.
• أي يعاني من خلل نسيجي في تركيبة الجدران الداخلية للأوعية الدموية مما يجعله أكثر عرضة لتصلب الشرايين.
• يعمل التدخين على التأثير المزمن السلبي للوظيفة الجنسية لديه.
دراسة شملت 68 شخص مصاب بسرطان الحنجرة وجد إن 65 منهم بسبب التدخين وثلاثة بسبب أسباب أخرى كما ان غشاء الفم الرقيق لم يستحمل سنوات من مضغة التمباك الحارقة فكانت النهاية سرطان الفم وضرورة ان ينتظم المدخن في سواك أسنانه بمخلفات احتراق التبغ مع كل سيجارة يدخنها المدخن ولان هذا السواك فعّال كان تأثيره على الأسنان واضحاً.
أعراض خطيرة
من جانبه أشار الدكتور/محمد الخولاني مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان في تصريح لـ"الثورة" إلى أن الطبيب عندما يرى أعراض التهاب الشعب الهوائية غير الجرثومي وضيق النفس قد يصيب جميع أفراد العائلة دون استثناء، فعندما يسألهم عما إذا كان تعرضوا لغاز أو مادة أو تناولوا أكلاً جديداً لم يعتادوه. لكن لغز مرضهم سرعان ما تبدد عندما عرف أنهم رافقوا رب الأسرة في رحلة برية لإحدى الدول المجاورة بالسيارة ذهاباً وعودة وقطعوا الآلاف من الكيلومترات وهو مجبرين على استنشاق العديد من المواد السامة والمؤذية لغشاء الجهاز التنفسي المخاطي، تلك المواد التي أهداها لهم اقرب الناس إليهم بدخانه داخل السيارة، بل إن الأطفال كانوا عرضة للتسمم بأول أكسيد الكربون حيث كانت نوافذ السيارة مغلقة. نعم أخي المدخن إن دخانك لا يضّرك وحدك بل يضّر أعزّ ما تملك في هذه الدنيا، أولادك وزوجتك وذويك وزملائك في العمل، انه التدخين القسري أو السلبي والذي خصصت منظمة الصحة العالمية يومها العالمي لإحدى السنوات عنه، ومخاطره جعلت دول أوربا تسن القوانين الصارمة لمنع التدخين في الأماكن العامة.
حرام شرعاً
ويفيد الدكتور الخولاني بأن الدخان معصية للمولى عز وجل اجمع عليها كل العلماء دون استثناء ولهذا الإجماع أسباب منها: إن الدخان يفسد صحة الجسم وهو أمر حرمه الإسلام لقوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيما) وقوله عز وجل: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).ً والدخان من الخبائث التي حرمها الإسلام لقوله تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ). والدخان يضّر من حولك من أخوانك واهلك وأولادك وهذا أمر حرمة الإسلام لقوله عز وجل (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)، ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار). والدخان سبباً لتبذير وتلف مال الشخص المُدخن وأسرته وهو أمر نهى عنه الإسلام لقوله تعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
وسائل ناجحة للإقلاع
وتؤكد الدراسات الصحية أن كثير من المدخنين يرون أن تركهم للدخان من الأمور الصعبة فهم قد أصبحوا مدمنين عليه ولا يمكن تركه، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً ولو كان صحيحاً لكنّا رأينا الصائمين من المدخنين في نهار رمضان مثل المجانين يهلوسون ويصرخون أو لما استطاعوا أن يمارسوا حياتهم اليومية الاعتيادية، ولكن طبعاً هذا لا يحصل أبداً رغم إن فترة الصيام تمتد لأكثر من عشر ساعات، فهذا دليلاً على أن الإنسان يستطيع بأذن الله وداع هذه الآفة الخبيثة وان يزف لأعضائه وخاصة رئتيه ولأهله خبر توقفه عن التدخين لتزداد الفرحة مع أفراح رمضان.
الطريقة الفعالة
ويشير مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان إلى انه عندما يأتي اتصالاً من مدخناً يرغب في التوقف عن التدخين أو عندما يزور عيادات وزارة الصحة، نقول له انك باتصالك هذا أو زيارتك لنا قد ملكت أهم جزء من علاج إدمان التدخين، فيستغرب ويقول و ما هو؟ فنقول له: رغبتك الصادقة في الإقلاع عن التدخين. فالرغبة والقناعة وقوة الإرادة هي أهم مكونات علاج مُدمن التدخين، ثم تأتي أمور أخرى هي فقط من باب تقوية تلك الإرادة، مثل عرض صور ومشاهد فيديو لمرضى سبب لهم التدخين سرطانات الحنجرة والرئتين وسبب لهم العديد من المضاعفات والأمراض، ثم يتم بعد ذلك عرض نصائح تعين المُدخن على ترك التدخين مثل الإكثار من السوائل والفواكه وإشغال الوقت بأمور مثل الرياضة أو مشاهدة البرامج التلفزيونية أو القراءة أو الجلوس أمام الحاسب الآلي أو الخروج مع الأصدقاء للنزهة وتبادل الحديث بشرط أن لا يكون هؤلاء الأصدقاء من المُدخنين.
علاج مجاني
قد يسمع المُدخن عن وجود لصقات أو عقاقير أو أجهزة تعين المدخن على ترك التدخين، فهذا صحيح، ولكن لا تعينه تلك العقاقير واللصقات والأجهزة بان توجد عنده الرغبة والإرادة والتي هي أهم مكونات الإقلاع عن التدخين، وإنما دورها فقط في مساعدة بعض المُدخنين على التغلب على بعض الأعراض التي قد يعاني منها بسبب توقفه عن التدخين الذي عود جسمه عليه طوال سنوات عديدة، وهي أعراض ليست بخطيرة أو صعبة ولا تظهر عند كل المُدخنين لذلك يتم إعطاء المُدخنين مثل هذه العلاجات. لكن في شهر رمضان الأمر يختلف تماماً فمكوث المُدخنين بكل شجاعة لساعات طويلة بدون تدخين لدليل على إن الإنسان بكل ما أعطاه الله من عقل وقوة إرادة قد استطاع التغلب على إدمان التدخين.
إذاً هذه دعوة أخوية من القلب لإخواننا المُدخنين بان يقلعوا فوراً عن التدخين مرضاة لله وحباً لأولادهم وذويهم وحرصاً على صحتهم وأن لا يكونوا سلعة لشركات التبغ التي قال احد ملاكها إننا نستهدف الشباب حتى نضمن سنوات طويلة من استهلاكه لمنتجاتنا قبل أن يصيبه سرطان الرئة ويموت.
فوائد مباشرة
وتفيد الدراسات الصحية العالمية انه بعد التوقف مباشرة عن التدخين يقوم جهاز الدوران بالتحسن والتخلص من أول أكسيد الكربون العالق به. كذلك فان معدل ضربات القلب وضغط الدم يعودان إلى حالتهما الطبيعية بعد أن كانا مرتفعين نسبياً وخلال أيام تتحسن حاسة الشم والتذوق بعد أن كانتا ضعيفتين بسبب التدخين. اما الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخين يعيشون أطول عمراً من أقرانهم الذين لا يزالون يدخنون فبعد تركهم للتدخين تصبح فرصتهم في الحياة كغيرهم من غير المدخنين، وبعد 10 سنوات من الانقطاع فان فرصة الوفاة بسرطان الرئة تقل بنسبة 30- 50% للمدخنين السابقين مقارنة بمن لا يزالون مُدمنين على الدخان. كذلك يتم التغلب على أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي المُزمنة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22511.htm