صنعاء نيوز /يحيى السدمي -
قال أحد الأصدقاء ( وقوعي في أيدي قطاع الطرق لأكثر من مرة علمني كثيرا من قواعد التقطع والاختطاف والنهب والسلب وقطع الشرايين والأوردة وحلق الحناجر وانتزاع الأحشاء والكلى من المعدة وسلخ الجلد من اللحم واللحم من العظم, لكن يبدو أن كل ذلك لم يعلمني طرق الهروب والنجاة, فكدت يوم السبت الحادي عشر من رمضان أن أقع وولدي وزميلان أسرى بيد مسلحين لا لشيء إلا أننا كنا عائدين من عزاء والد زميل خارج صنعاء وعند العودة وسط حزيز استوقفنا مسلحون عليهم من البنادق ما يكفي لإحراق مدينة وشن حرب محلية ثالثة لكنهم كانوا ـ ومن خلقني ـ مؤدبين جدا, فقد وضعوا برميلين جديدين على جانبي الطريق الإسفلتي وانتشروا حولهما بنظام وعملوا نقطة تفتيش مستوفية للمواصفات والمقاييس لم يكن بينها وبين نقطة جنود الأمن سوى 40 مترا وقد ظننت أنهم اصطفوا لتحيتنا أو لاستقبال عروس ).
ثم يقول الصديق ( قبل وصولنا إليهم قلت في نفسي إن سألوني عن اسمي افتضحت وكشف أمري فقد أكون مطلوبا قبليا وإن ذكرت اسم قبيلتي فقد تكون هي المطلوبة ما يعني أني ومن معي سنكون أسرى بدون حرب, وإن قلت حوثي فقد يكونوا سلفيين وإن قلت مؤتمري فقد يكونوا إصلاحيين وفي كل الحالات إن نسبت نفسي إلى أية قبيلة أو جماعة سياسية أو دينية أو حتى فرقة فنية أو قلت راعي أغنام فسيتم أخذي رهينة , والخلاصة إن قلت أنا يمني فسيتم القبض علي أو مصادرة سيارتي عملا بقواعد النهب , فقلت سأقول صومالي لكنهم سيرحلونني إلى مخيم خرز أو يسفروني إلى مقديشو, فقلت سأقول موظفا في الأمم المتحدة أو سائح غربي ونسيت أن هؤلاء من أكثر العينات طلبا للاختطاف, إذا لأقول لهم أني " جمال بن عمر " لكنه يظهر على شاشات التلفزيون اليمني أكثر من إعلانات الزبادي ومسابقات رمضان وبالتالي فهو معروف لدى الخاطف والمخطوف على السواء ولن يصدقني أحد , فخطرت لي فكرة وهي أن أدعي أنني " ملك الخواتم " أو مصارع ثيران لأدخل في نفوسهم الرعب,لكن لا شيء يرعب أولئك, فماذا أقول هل أقول أني " هيفاء وهبي " أو نانسي عجرم أو فاتن حمامه حتى ترق قلوبهم.
ولأن صديق سبق أن نصحني إذا وقعت في قبضة إخواننا المتقطعين فتنكر لأسرتك وقبيلتك وإن تطلب الأمر فتنكر لآدميتك وانسب نفسك الى فئة الــ" بدون قبيلة " ولا تقل إلا أنا من مدينة صنعاء أو تعز أو أي مدينة أخرى لتنفد بجلدك منهم, فلما صرنا بين أيديهم اقترب أحدهم وقال " بطايقكم يارجال ", فقلت ليس معنا, فقال من أين أنتم, فقلت من صنعاء أبا عن جد, فضحك وقال اطلعوا, بعد أن كادت أرواحنا تطلع قبلها.
وأنا هنا ليس لدي اعتراض على التقطع والمتقطعين, حاشا لله , لأنه عادة وعرف بل وواجب وطني وأخلاقي عندنا منذ قديم الزمان, وليس لدي أيضا اعتراض على استقطاع مرتبات خلق الله أو قطع الكهرباء والماء أو قطع الحالب بدلا عن الزائدة الدودية, فمن أنا حتى أعترض أو أقول لا؟ إنما لدي ملاحظة بسيطة وهي أن يتم تنظيم التقطعات وعمل برنامج لها حتى لا يكون هناك عشوائية وتتداخل التقطعات في محافظة صنعاء بالتقطعات في محافظة ذمار والتقطعات في أبين بالتقطعات في لحج والتقطعات في مأرب بنظيراتها في شبوة.
وحتى لايفوتني هنا, فإني أنصح قبيلة الصافية في صنعاء عندما تقوم بالتقطع للقبائل في التحرير أن تضع يافطة كبيرة تحدد فيها ساعات القطع والقص والفصل والسحب والإيداع, وعندما تنوي قبيلة الحصبة أن تتقطع لقبائل السبعين أو قبيلة شعوب لقبائل باب اليمن أو قبائل الزبيري تتقطع لقبائل القادسيىة أو داخل مجلس الوزراء أن تقوم بذلك بعد أن تبلغ وزارة الداخلية لتخلي عساكرها ونقاط تفتيشها من الشوارع وتضع رنجا أصفر أو أخضر يميز براميلها عن براميل القبائل, حتى لا تقع في حرج أو في حياء عندما يكون المطلوب خطفه هو المبادرة الخليجية .. وهذه مجرد نصيحة لوجه الله بمناسبة الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك الذي غالبا ما يكون مناسبة عظيمة لقطاع الطرق في أن يسلموا علينا سلام العيد, رافعين راية " سلم تسلم ".
نقلا عن الجيش |