صنعاء نيوز - 
  ما يسلكه رفاق الأمس وزعامات اليوم يتسم بالخطورة على المجتمعات التي قدر لها أن تعيش تحت سطوة نزواتهم ، مما يؤدي بهم  إلى ارتكاب الأخطاء باستمرار

الخميس, 15-أغسطس-2013
صنعاء نيوز / أحمد علي باهبري -

ما يسلكه رفاق الأمس وزعامات اليوم يتسم بالخطورة على المجتمعات التي قدر لها أن تعيش تحت سطوة نزواتهم ، مما يؤدي بهم إلى ارتكاب الأخطاء باستمرار ، فتجد فيهم غلبة الفردية وتجذر الأنانية المفرطة ، واستعادة شهوة الماضي التعيس الممتلئ بالبطولات المزيفة ، والتي تعكف على أصنامهم وعلى قلوبهم الخالية من الإيمان ، فهي بطولات لا تختلف عن بطولات اللصوصية ما بين تأميم وانتفاضة وإزهاق أرواح وتشريد وذكاء إجرامي ، إلى جانب سذاجة سياسية وشهوة نفس دنية لا ترقى لقدر المسئولية .
وهذه الزعامات لا تقبل الرأي الآخر بل تعودت على فرض قناعاتهم المضللة ، وحجب الحقيقة عن الأعين و ذلك عن طريق التلفيق أو الالتفاف على الحقيقة والواقع، وهذا على حساب الشفافية والمصداقية والمبدأ والمصلحة ،هكذا هم لم تتغير أطباعهم ولم تدخل في قلوبهم الرحمة يصارعون من اجل البقاء وخوفاً من العقاب .
ومن آثامهم العديدة أنهم فتحوا باب العناد والتعصب والهوس والتخبط والشتات والتخوين وإبراز فصائل متنافرة وادعاء كل فصيل العظمة المطلقة والريادة والسيادة ، وبقي الإنسان الحضرمي والجنوبي البسيط والمندفع و المهضوم في حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين مطرقة الإعجاب بالزعيم الفلاني وسندان وشتم الزعيم الآخر دون إدراك للأمر، وبسبب هذا الأمر طال عمر الحراك إلى ما يقارب الثمان سنوات ولم تبرز لهم أي نتيجة مرضية للشعب الذي قدم التضحيات على أمل في تحقيق التحرير والاستقلال الهدف المنشود ،بل تعقدت الأمور بسبب الزعامات و الخلاف المستمر بينهم ، فهم في مشكلة على تحديد مسار التحرير والاستقلال و على الأجدر للقيادة .
ثم يقال أن الكل يهتف بالتحرير والاستقلال، وهم يعلمون علم اليقين أن التحرير والاستقلال لن يتحقق إلا بطريقين أساسيين وهما "الكفاح المسلح "وهذا يتطلب دمج الفصائل في جبهة واحدة وان تقف في خط واحد وتنسى كل الخلافات ،ولكن هذا الشرط لم يتحقق وذلك لعدم توحيد الصف والانشقاقات المستمرة والانفراد بالرأي وهذا يؤدي إلى عدم تحقيقه .
الطريق الثاني يعتمد على الضغط السياسي والدبلوماسي على الجانب المحلي والإقليمي والدولي ، ففي الحالة هذه يجب علينا قراءة تاريخ سياسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية طيلة فترة حكمها القاسي على شعبها بفكرها المستورد من المعسكر الاشتراكي المخالف للنهج الإسلامي وتعظيمها لهذا الفكر ورغبتها الشديدة في الهيمنة على المنطقة و تصدير هذا الفكر إلى دول الجوار مما أجعلهم في كره شديد من هذه الدول ، بما فيها الجمهورية العربية اليمنية آنذاك بل استعرضت قواها في فتح جبهات تحررية ضد أنظمة دول الجوار ناهيك عن اعتراضها لبعض دول الجوار في الانضمام إلى مجلس الأمن ، وبهذا قد خلقت عداوة شديدة إلى أن وصل الغضب ذروته لأحد دول الجوار وسارعت بمنع دخول أي شخص يحمل جواز اليمن الديمقراطي إلى أراضيها ، فماذا ننتظر من هذه الدول اليوم وهي تنظر إلى الطرف المطالب بالانفصال والتخلص من الوحدة فتجدهُ نفس الرموز القديمة التي ترعرعت على منهج اشتراكي عدائي . فلن تمتد يد صديقة لمساعدة يد ملوثة بتاريخ اشتراكي بغيض ، ولن تولد الثقة وهي مثقلة بكل هذا التاريخ المأساوي .
ما يحصل اليوم هو بسبب عيوب الزعامات في الماضي والحاضر والتي تدرك كل أخطائها السابقة ،ولكنها لا تريد أن تعترف بها أو تعلن توبتها مثلما يحصل الآن من اعتراف بعض المشعوذين وإعلان توبتهم عن ما ارتكبوه من جرم وعودتهم إلى الالتزام بحدود الله سبحانه وتعالى ،وعلى هذا قد يجعل الله لنا مخرج من كل هذه الأزمات،لماذا لا يعترفون بحق شعب عدن و اتحاد الجنوب العربي وشعب حضرموت ويتخلون عن القومية التي لاتسمن ولا تغني من جوع مثلما ينفون يمننتهم اليوم، لماذا لا ينشدون بالوطنية الحقيقية لينال كل شعب حريته في موطنه الأصلي ؟ لماذا لا يعود كل زعيم إلى عقله و ضميره وينطلق بنية حسنة أمام أهله وناسه ويقبل حلولا مرضية مفيدة باستفتاء شعبي ، وتوصل إلى قواسم مشتركة مع بقية المناطق التي كانت في إطار جمهورية اليمن الديمقراطية ؟
من هنا قد يمن الله علينا بالأمن والاستقرار والحرية إذا صدقت النوايا وأخلصت لله ثم للوطن .
ونحن نقول سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية ، ويجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، لنجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا .
عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقلة
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 14-نوفمبر-2024 الساعة: 06:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-22956.htm