صنعاء نيوز -  تسليطاً للضوء على مرض ألزهايمر وباقي أمراض الخرف تم اعتماد شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام ليكون شهراً عالمياً ، تتجدد فيه الدعوة إلى وسائل الإعلام المختلفة

الأحد, 18-أغسطس-2013
صنعاء نيوز -
تسليطاً للضوء على مرض ألزهايمر وباقي أمراض الخرف تم اعتماد شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام ليكون شهراً عالمياً ، تتجدد فيه الدعوة إلى وسائل الإعلام المختلفة لتعزيز جهود توعية أفراد المجتمع بحاجات وحقوق هؤلاء المرضى، كذلك بحاجات وحقوق ذويهم من مقدمي الرعاية, وقد رفع لشهرهذا العام شعار "الخرف... رحلة الرعاية".

يقدر عدد أفراد هذه الفئة من أبناء المجتمع التي تعاني الخرف أو العته بنحو أربعين مليون إنسان في العالم، سوف يتضاعف هذا الرقم خلال العقود القليلة القادمة، ليصل إلى ثلاثة أضعافه بحلول العام 2050، وتقدر كلفة رعايتهم السنوية بأكثر من ستمائة مليار دولار، وفق تقرير منظمة ألزهيمر العالمية. هذا وتفتقر معظم بلدان العالم إلى الخطة الوطنية الاستراتيجية لمواجهة أمراض الخرف والتي ينبغي أن تتضمن برامج التوعية المجتمعية في مستويات عدة، إلى جانب تعزيز الخدمات الطبية في الكشف والتشخيص والتدبير، ودعم الجهود البحثية، وغيرها في المجالات الاجتماعية والتشريعية والإنسانية.

لمرض ألزهيمر أو قاتل الذاكرة، مراحل ودرجات مختلفة، ففي الحالات المبكّرة جدا، يحدثُ فقدان جزئي في الذاكرة، مع نقص في التركيز، أما الفعّاليات الأخرى اليومية فيزاولها المريض بشكلٍ عادي تقريباً، ومع تطوّر المرض يزداد الشرود ونقص الذاكرة مما يسبب للمريض تراجعا في فعالياته الذهنية والاجتماعية، فيصعب عليه القيام بعمله (كالعمل الإداري والفكري)، ويصعب عليه معرفة المكان، أو حتى الذهاب إلى مكان اعتاد زيارته, وفي مراحل أكثر تقدما يعجز عن القيام بالأعمال الذهنية البسيطة، وهكذا يمتد الخلل فيصيب التوجه، واللغة، والوظائف الحياتية الأساسية, حتى يصل معها إلى درجة يفقد قدرة التعرّف إلى أقرب الناس إليه من ذويه، وحتى قد لايعرف نفسه.

في الحالات المبكّرة يصعب كشف المرض، إذ يختلط مع أمراض أخرى كالاكتئاب الذي يحدث عند بعض كبار السّن، وقد استطاع الأطباء النفسيون أن يطوّروا اختبارا لغويا مبسّطا لكشف هذا المرض وتفريقه عن بعض حالات الاكتئاب، حيث نوجه للمريض أسئلة بسيطة، ثم نزيدها صعوبة، فالشخص المصاب بمرض ألزهيمر لا يستطيع التجاوب مع ازدياد صعوبة الأسئلة وتعقيدها. يسأل الفاحص المريض مثلاً عن العمر، الوقت، العام، تاريخ الحرب العالمية، ويعطيه الفاحص عنواناً ما، ثم يسأله عنه في نهاية الاختبار، كذلك يطلب منه إجراء العد التنازلي من 20 إلى 1. ويعطي للمريض نقطة عن كل جواب صحيح وكلما كانت إجاباته خاطئة كلما كانت الإصابة متقدمة، وهكذا يعتمد تشخيص ألزهيمر على القصة السريرية والفحص الفيزيائي الاستقصائي من قبل المختصين والذي يظهر عدم وجود أي مرض آخر قد يلتبس مع داء ألزهيمر ويسبب الخرف.

لابد من التأكيد أن الخرف أو العته يتميز بحدوث تغير في الشخصية، وظهور اللامبالاة والانطواء على الذات، وعدم القدرة على القيام بمهام الحياة اليومية البسيطة. هذا ويعتقد الباحثون أن نمط العيش الصحي النشط فيزيائياً وفكرياً (التشيخ النشط)، والبيئة الصحية، وعلاج وتدبير الأمراض المزمنة بشكل جيد ودائم يسهم وإلى حدَّ كبير في تقليل فرص الإصابة بالأمراض المسببة للخرف.

في هذا الشهر العالمي للتوعية بأمراض الخرف وحقوق وحاجات المرضى وذويهم من مقدمي الرعاية لابد أن نتوجه إلى وطننا العربي الذي يعاني فيه أكثر من نصف مليون شخص من الخرف، فنكرر الدعوة التي وجهناها في أكثر من مناسبة إلى المشاركة في هذه الجهود العالمية، عبر الجهات الحقوقية والدينية والاجتماعية والصحية والإنسانية وغيرها، على أن يتم وضع استراتيجية وطنية وإقليمية، تسعى إلى تعزيز برامج الكشف المبكر والتشخيص النوعي، وبرامج حماية ورعاية من فقد الذاكرة من ذوينا.

د. غسان شحرور، كاتب وباحث، منسق "اليرموك للإعلام الخاص"
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 04:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-23006.htm