صنعاء نيوز / منصور صالح -
لست مقتنعا أبدا بمضمون الاعتذار المقدم من حكومة باسندوه الى الجنوب عن حرب ظالمة أتت على الحرث والنسل ،لإحساسي بانه ليس اكثر من بيان انشائي وجمل جوفاء جامدة عديمة القيمة والمعنى. حالة واحدة كان يمكن من خلالها ان يكون لهذا الاعتذار قيمة انسانية وهي انه وطالما كان حكوميا وحتى يكون صادقا ومعبرا عن لسان الحكومة كان الاحرى ان ينظم له يوم بكاء عظيم ، يتصدره باسندوة بمناحة وعويل، وانهار من الدموع التي تليق ،بحدث أليم ارتبط بمآسي وأحزان وفواجع ومواجع كالتي شهدها الجنوب في هذه الحرب التي اجتمعت فيها الناهبون والفاسدون والمتطرفون ليشنوا حربا غير مبررة على شريك الوحدة حتى رموه في بحر الظلمات ،قبل ان يجدوا انفسهم وقد غرقوا فيه حتى صاروا مجبرين اليوم على قبول فكرة الاعتذار عن هذا اليوم الذي كانوا يعتبرونه يوما عظيما. ان سألني احدكم لما الاحساس بعدم مصداقية الاعتذار الحكومي، سأجيبه طالما لم يبك باسندوه ولم تنهمر دموعه التي كان يبكينا ويضحكنا يها بمناسبة ودون مناسبة حتى وهو يتذكر صديقه الذي كان يلتقيه في كل عصرية في ركن الحافة في الشيخ عثمان فذاك دليل ان حكومة ابو دمعة لم تر في كل الدماء التي سالت والاطفال الذين يتموا والامهات التي ثكلت ما يستحق دمعة رخيصة من عيني باسندوة الباكيتين. للمرة الاولى لا استشعر حرجا من السخرية من شيخ عجوز كباسندوة فالرجل دائما يضع نفسه في مواقف تجعله موضع شماتة وسخرية الآخرين ، ومنها قبوله ان يتحمل وحكومته وزر الاعتذار عن حرب لم يكونوا أصحاب القرار فيها، مع علمهم أن اعتذارهم لا يساوي شيئا لدى ام ثكلى او طفل يتيم ،أو أب مكلوم. خلاصة القول :ان اعتذارا بغير دموع لا يساوي الحبر الذي كتب به. |