صنعاء نيوز - ما ان اعلن عن مقتل بضع عشرات من الاخوان المسلمين في سجن ابو زعبل بالغاز حتى جاء الرد باغتيال عدد مماثل من الجنود في سيناء هكذا تبدلت ساحات المواجهة بين القيادة

الجمعة, 23-أغسطس-2013
صنعاء نيوز /بقلم: محمد الشرافي -


ما ان اعلن عن مقتل بضع عشرات من الاخوان المسلمين في سجن ابو زعبل بالغاز حتى جاء الرد باغتيال عدد مماثل من الجنود في سيناء هكذا تبدلت ساحات المواجهة بين القيادة العسكرية الرسمية والمجموعات المسلحة للإخوان او من يتعاطف معهم من ساحات الاعتصام داخل المدن المصرية الى خارجها

يبدو ان الحكومة المصرية ومعها الاحزاب الليبرالية تفكر في الانتقام من جماعة الاخوان بإعلانها جماعة محظور

المعلومات الصحفية المصرية تشير الى ان القيادة العسكرية تبطئ خطى الحكومة في هذا الاتجاه لحسابات داخلية وخارجية بعدما اطمأنت الى الوضع الداخلي تماما وتحاول تثبيت الاستقرار وازالة مخاوف المواطنين قبل ان تنتقل الى الخطوة اللاحقة: اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية او التفرغ لإنهاء الوضع العسكري المتمرد في سيناء. ايهما يمثل الاولوية للحكومة المصرية؟

حتى يتحقق لها ذلك ,تبدو مصر-من الخارج- وكأنها رقعة شطرنج تحاول قوى اقليمية ودولية التدخل فيها بشكل او باّخر بحثا عن دور ما في المنطقة وتبدو اللعبة التي يتابع تفاصيلها العرب والعجم شديدة التعقيد, بالغة الخطورة , ذلك ان مصر ليست سوريا.. او ليبيا .. او اليمن فهي الدولة الاكبر تأثيرا في المنطقة بشريا وعسكريا وثقافيا ومعنويا.

كان يمكن ان يغري الوضع المصري لاعبين كثر بالتدخل اسوة بما حدث في دول ما يسمى بالربيع العربي لولا بيان خادم الحرمين الشريفين ليضع ثقل المملكة العربي والديني والمالي الى جانب الشعب المصري وقيادته العسكرية رسالة الى العالم ان ما يحدث هو صراع بين الدولة والارهاب

ويبدو ان رسالة الملك تستند الى مخاوف داخلية وخارجية يمكن ان يسببها بقاء الاخوان في حكم مصر منها التخوف من انفجار الشيعة في شرق المملكة والخلايا النائمة للقاعدة داخل المملكة نفسها وعلى حدودها الجنوبية حيث تقع اكبر قواعد التطرف الديني "القاعدة" ,وخارجيا جاءت

رسالة الملك لتزيل مخاوف مصرية من ضغوط دولية وتهديدات بالعزلة السياسية والحصار المالي

اذن مواقف المملكة ومعها دول الخليج لم تكن مواقف جمعيات خيرية تحددها الشفقة والعطف ولكنها تدرك ما سيؤول اليه الوضع المصري مع استمرار حكم الاخوان لمصر

اكثر من ذلك .. كان للموقف السعودي تأثير بالغ على حزب النور السلفي الذي يرى في المملكة مرجعية ومصدر الهام مما أدي الى ابتعاد الحزب الثاني من حيث الاحجم عن مربع الاخوان حتى باتت الجماعة التي كانت تحكم مصر وحيدة معزولة مهددة بإعادتها الى سراديب العمل السري.

يبقى الوضع المنفرد في سيناء فان جبل الحلال الذي يمتد على مسافة 200 كم طولا و32كم عرضا أي ما يعادل مساحة قطاع غزة عشرين مرة ليس بالأمر الهين اذا ما تجاهلت اسرائيل مطالب مصر وحاجتها للاستقرار وابقت مصر مقيدة باتفاقيات كامب ديفيد التي تحدد عدد ونوعية القوات المصرية المسموح له بالتواجد في سيناء ولا تستطيع معها حتى حماية مقراتها, ستظل سيناء جرحا نازفا في الخاصرة المصرية ومؤثرا بالغ التأثير على الوضع المصري والفلسطيني ايضا ما لم يتم معالجته نهائيا وعودة سيناء الى بيت الطاعة المصري. الجيش المصري كفيل بهذه المهمة .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-23134.htm