صنعاء نيوز -  الفرج بعد العيد، عبارة موسيقية يمنية أليفة طالما استنجد بها اليمنيون وتسلوا بمفرداتها، وتغنوا ورقصوا على نغماتها وعلقوا عليها الشموع والآمال.

الخميس, 24-أكتوبر-2013
صنعاء نيوز/حسين العواضي -


الفرج بعد العيد، عبارة موسيقية يمنية أليفة طالما استنجد بها اليمنيون وتسلوا بمفرداتها، وتغنوا ورقصوا على نغماتها وعلقوا عليها الشموع والآمال.
< يستوي في توظيفهحسين العواضي -



< الفرج بعد العيد، عبارة موسيقية يمنية أليفة طالما استنجد بها اليمنيون وتسلوا بمفرداتها، وتغنوا ورقصوا على نغماتها وعلقوا عليها الشموع والآمال.
< يستوي في توظيفها واستثمارها الغني والفقير، المواطن والمسؤول، الدائن والمدين أهل القمة وأصحاب القاع.
< مشكلة الكهرباء ستحل بعد العيد، والهولندية المخطوفة التي عشقت اليمن كما لم نفعل ستعود بعد العيد، وناقلات النفط التي «بَنْشَرَتْ» في منطقة نهم ستطل على العاصمة بعد العيد.
< والحوار الذي طال سوف تحسم مخرجاته وطبخاته بعد العيد، والحكومة التي أتعبت الناس وأتعبت حالها سترحل بعد العيد.
< إدارات الأمن الخاوية والمحافظات الفاضية والسفارات الشاغرة جميعها ستشغل بعد العيد،بعد حسم حصص التقاسم والنفوذ بين الأعفاط ومن وراء الحدود.
< والأمن والاستقرار والطمأنينة موعدها ليس ببعيد، إنه بعد العيد.
< ومحاسبة القادة المقصرين، وعزل المتهاونين سيتم بعد العيد، وزد فوقه حل قضية الدراجات النارية، وقضية دماج، وغيرها من القضايا العالقة والشائكة منذ قديم الزمان.
< بعد العيد لن يفلت من العقاب كل مسؤول في المتحف الوطني هادن وتهاون في سرقة القطع الأثرية النادرة، ولن تصمت الدولة «المشنّبه» عن هذه الفضيحة المدوية.
< ثم وهذا أهم البشائر وأكثرها حسماً وجدوى أن شيخ مشائخ الأمم المتحدة جمال بنعمر سيعود إلى صنعاء بعد العيد.
< وذهب العيد و«كلفوت» يتفسح في حجة والمحويت بعد أن قضى على أبراج الكهرباء في مارب، واكتشف بحذاقته أن التحدي الحقيقي للدولة يجب أن ينتقل إلى محافظات أخرى.
< حتى والمصدر الأمني الخجول يؤكد أن ثلاث سيارات وحصاناً تطارده في أرجاء محافظة حجة بعد أن اعتدى ومرافقوه على محل للصرافة.
< ولا أعلم هل هذا «كلفوت» بذاته الذي كلفت الدولة والأمن والجيش في مارب وضواحيها أم أنه نسخة أخرى.
< نسخة محسنة من الجيل الثالث ملّت خبط أبراج الكهرباء، واهتدت إلى مهنة جديدة أكثر ربحاً ونفعاً، اقتحام البنوك، ومحلات الصرافة.
< والمصدر الأمني ذاته وكعادته قبل وبعد العيد يرغب في جبر الخواطر وتهدئة المفجوعين وطمأنة القلقين.
< تارةً تصيب تصريحاته وتارات كثيرة تخيب، وآخر هذه الطلعات أن «كعلان» آخر المعتدين الجدد على أبراج الكهرباء.
< وإن تأكد ذلك فيا خسارة السيرة القبلية الناصعة لشيخ الحكمة والصواب «ربيش بن كعلان»، وكيف لأهله وقومه أن يقبلوا بالأفعال المشينة.
< وذهب العيد والناس في انتظار الفرج، سكان عروسة البحر الأحمر يغرقون في المجاري الطافحة وللمرة الأولى يطالب «الجبالية» وزير المالية أن يكشر عن مناطقيته وينقذ مدينة الحديدة من الكارثة البيئية الماحقة.
< ذهب العيد وتعز الحالمة تفزعها الميليشيات المسلحة، وتروعها مظاهر التوتر لنشوب أول حرب فيدرالية بين إقليمي الجند وسبأ ولا أمن ولا دولة ولا ثورة ولا أحزاب ولا عقل ولا عقال.
< بعد العيد مباشرةً ظهر كاتب مرموق أكثر تشاؤماً، وكتب هنا أن أكبر خدمة يهديها نظام لاحق لنظام سابق هي أن تسوء الأحوال أكثر مما كانت عليه.
< وهناك في «بعيد ستان» رئيس الوزراء لا يحترم رئيس الدولة، ووزير التدعيم لا يحترم رئيس الوزراء ومدير عام الشؤون المالية لا يحترم الوزير، والشيخ «المفحط» لا يحترم كل هؤلاء.
< لكنهم يصلحون أحوالهم بعد العيد، إما دولة وديولة وإما رحلة استجمام لا عودة بعدها أبداً.
< اليمنيون هنا مدعوون إلى التفاؤل بأمر الدولة، ولماذا؟ لأنه لا يزال في تقويمهم السنوي الخصب أعياد، وأعياد وعسى أن يأتي الفرج بعد واحد منها.
< عيد الشجرة، وعيد البقرة، وعيد المعلم، وعيد العمال، وعيد الأم، وعيد الحماة، وعيد الثورة، وثوراتنا تبارك اللَّه صارت أكثر من الثوار.
< وكل عيد وأنتم والوطن بخير، وتأكدوا أن الفرج آت لا ريب فيه، قادم بعد العيد لا محالة، أي عيد، واحد من الأعياد المرصوفة في السطور السابقة.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-24392.htm